ثورة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها التنموية

  • 10/30/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الذكاء الاصطناعي هو علم تقني جديد للبحث وتطوير النظريات والأساليب والتقنيات وأنظمة التطبيق، لمحاكاة وتوسيع الذكاء البشري، ويعد فرعا من علوم الكمبيوتر التي تعنى بالتعرف على جوهر الذكاء، وإنتاج آلة ذكية جديدة قادرة على الاستجابة بطريقة مشابهة للذكاء البشري، من خلال القدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات الفائقة، التي من شأنها أن تنشئ مجموعة من أساليب التعلم الآلي لتنتج نماذج أكثر قابلية للشرح، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من أداء التعلم، وتوفير قدرة عالية على التنبؤات التي تتمتع بمستوى عال من الدقة والصحة، كما تشمل الدراسات في هذا المجال الروبوتات والتعرف على اللغة والتعرف على الصور ومعالجة اللغة الطبيعية وأنظمة الخبراء وما شابه ذلك. إن ما شهدناه مؤخرا من ظهور إمكانية التعرف على الأنماط «الصوت، الصور، إلخ». وإعلان شركة Microsoft عن روبوتات ترجمة فورية، بالإضافة إلى تطوير مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لروبوت التنظيف، كما طور Facebook أيضا تقنية التعرف على الوجه استنادا إلى الذكاء الاصطناعي، كل ذلك هو ثمرة لما قدمته حكومة الولايات المتحدة من دعم واستثمار في العقول البشرية لتوفير كل الإمكانيات للأبحاث الأساسية حول الذكاء الاصطناعي، وحرصها على توفير الدراسة الأكاديمية لدراسة الروبوتات والذكاء الاصطناعي في المؤسسات الجامعية بالولايات المتحدة، التي ركزت على كيفية الاستفادة من التقنيات المبتكرة، في أساليب التعلم التي تشجع على الإبداع والابتكار وعلى رأسها التعلم العميق. ولقد تم توظيف هذه التقنية المهمة لدعم الحياة الاجتماعية اليومية والأنشطة الاقتصادية، فعلى سبيل المثال أكدت اليابان أن الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا الرئيسية التي من المتوقع أن تحسن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اليابانية وتكنولوجيا الروبوت في المستقبل القريب، وأنها استفادت من إمكانات تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي أسهمت بشكل كبير في النمو المستدام لاقتصاد اليابان وحل مختلف المشاكل الاجتماعية في السنوات الأخيرة، ووضعت الحكومة اليابانية مشاريع مثل «الخطة الأساسية للعلوم والتكنولوجيا» و«مؤتمر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي» لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في نهضة اليابان وضمان مكانة اليابان كقوة عظمى تكنولوجية عالمية المستوى. فنحن ندخل عصرًا جديدًا من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي برزت بشكل واضح في مجالات مثل الهندسة والعلوم الطبية وما إلى ذلك، إلا أن هذه التقنية يمكن توظيفها بشكل جوهري في عمليتي التعليم والتدريب كأداة لا غنى عنها للوصول إلى الجودة والإبداع فيهما، فالذكاء الاصطناعي يرتبط بالقدرة على التفكير الفائق، وتحليل البيانات أكثر من تعلقه بشكل معين أو وظيفة معينة، من خلال إتاحة الفرصة لفهم أكثر شمولية لفيض البيانات المتوفرة، والوصول إلى نتائج يمكن الارتكاز عليها في اتخاذ القرارات اللازمة في عديد من المواقف التعليمية أو التجارية أو البحثية.. إلخ. يتوقع أن تكون هذه التكنولوجيا هي الأساس في التعلم والتدريب الآلي، وينبغي الأخذ في الاعتبار أن نماذج التعلم الآلي غير شفافة وغير بديهية ويصعب على الناس فهمها، لذا ينبغي على العاملين عليها أن يكونوا على قدر كبير من الدراية بكيفية عملها، حيث تعتمد معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل كبير والبيانات الضخمة، وهي عملية معقدة لا تسعى إلى مجرد تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي، بل تهدف إلى تطوير مفهوم جديد لتقنية إدراك الذكاء للأغراض العامة يسمى «ما وراء الذكاء الاصطناعي»، لتطوير نموذج تعليمي وتدريبي ذكي يسمى «ذكاء الدماغ»(BI) الذي يولد أفكارا جديدة حول الأحداث دون أن يختبرها باستخدام الحياة الاصطناعية مع وظيفة تخيلية. الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته ليست بديلا عن العقل البشري، فبالرغم من تطورات تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير بسبب التحسن في سعة معالجة أجهزة الكمبيوتر ووفرة البيانات الضخمة، إلا أن نتائج تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية تظل مقصورة على مجالات فكرية معينة، مثل التعرف على الصور والتعرف على الكلام والاستجابة للحوار، والوصول إلى النتائج بمقارنة التكرارات والبيانات التي تساعد في اتخاذ القرارات، كل هذه جزء من العمل الفكري الذي تقوم به كل منطقة من الدماغ البشري أنها ليست بديلا ولا تؤدي جميع وظائف الدماغ البشري، بمعنى آخر لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من التعاون مع وظائف الدماغ بالكامل مثل فهم الذات والتحكم الذاتي والوعي الذاتي والتحفيز الذاتي. الذكاء الاصطناعي (AI) كونه تقنية مهمة تدعم الحياة الاجتماعية اليومية، والأنشطة التعليمية والتدريبية، والأنشطة الاقتصادية فهو يسهم بشكل كبير في النمو المستدام، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث والتطبيقات، إذ إن الأوساط البحثية الآن يجب أن توجه تركيزها نحو الخطوة التالية في تطور الاتصالات اللاسلكية النقالة لتقديم مكونات تكنولوجية مبتكرة جديدة تزيد من تعزيز بناء قدرات الأفراد والمؤسسات، وتوسع نطاق النفاذ اللاسلكي 5G. على غرار الأجيال السابقة، فمن المتوقع أن تشهد السنوات القادمة تطورا قد يؤدي إلى ظهور تقنية جديدة تماما للوصول إلى ما بعد 5G. ‭{‬ دكتوراه في تكنولوجيا التعليم.

مشاركة :