امتدت أيادي العطاء من قبل المحسنين لتنقذ حياة شابة، تبلغ من العمر 20 عاماً، وفتى 15 عاماً، تركتهما والدتهما بعد أن تزوجت برجل آخر غير أبيهما الذي حصلت على حكم بالطلاق منه، بعد أن صدر ضده حكم قضائي بالإبعاد عن الدولة، على ذمة قضية جنائية، حيث وفرت لهما جمعية الشارقة الخيرية المأوى والسكن المناسب ومصروفات شهرية تساعدهما على الحياة بصورة كريمة. بدأت الواقعة، وفقاً لجمعية الشارقة الخيرية، بعد أن تلقت إخطاراً من القيادة العامة لشرطة الإمارة بالحالة، بوجود شابة وشقيقها، وقد ضاق بهما الحال بعد أن سجن والدهما -آسيوي- وأبعد عن البلاد إثر حكم قضائي بعد إدانته في جريمة ارتكبها، وتخلي الأم عنهما، وعن دورها في رعايتهما، والزواج من رجل آخر. على الفور، وبعد تلقي الجمعية الإخطارية بالواقعة، شكّلت لجنة لفحص الحالة، حيث ثبت للمعنيين، أن الشابة وشقيقها لجآ للجيران يطلبان المساعدات وقد ضاقت بهما حياتهما من مسكن وملبس ومأكل، كما أنهما حُرما التعليم نتيجة ظروفهما القاسية خلال السنوات الماضية، وأن حياتهما المعيشية في سوء. عرض المعنيون بمتابعة الحالة ملف الشقيقين على لجنة المساعدات الطارئة في الجمعية، وأقرت بسرعة توفير مسكن ملائم لهما، وتجهيزه بالأجهزة والأثاث المنزلي كافة، فتم استئجار شقة بنظام العقد السنوي ودفع قيمة العقد بالكامل للمؤجر لمدة عام، وتوفير الأجهزة الكهربائية من ثلاجة وغسالة وبوتاجاز وأثاث للراحة، مع صرف مساعدة شهرية منتظمة لتمكينهما من توفير الاحتياجات الأساسية والمعيشية، كذلك تم صرف حزمة من المواد الغذائية. كما قامت جمعية الشارقة الخيرية بوضع اسمي الشقيقين لدى لجنة المساعدات الطارئة للتوصية بكفالة الشقيقين بشكل كامل ليصبحا مكفولين لديها ضمن المسجلين بكشوف الحالات المتعففة. وقال أسعد الزرعوني رئيس قسم المساعدات الداخلية بالجمعية: «هذه الحالة لا شك محزنة للغاية، تعكس حجم التشرد الذي واجهه الابنان بعدما تخلت عنهما أمهما دون أن تكترث لمصيرهما وما سوف يقع بهما، وقد قامت الجمعية على الفور بدراسة الحالة وتقديم المساعدة لهما وتيسير حياتهما وفقاً لمساعدات توفر لهما حياة كريمة». وأوضح أن الشقيقين الآن بمأمن ويعيشا حياة مستقرة في شقة سكنية متوافرة بها الاحتياجات الأساسية كافة، داعياً المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء إلى مساندة الجمعية في التكفل ومساعدة هذه الحالات التي ليس لها معيل ولا قلب ينبض خوفاً عليها، فليكن المحسنون الخيرون هم أصحاب القلوب الرحيمة بدعمهم مثل هذه الحالات وسائر مشاريع الجمعية التي يتم تنفيذها في الداخل والخارج. وتوجه بالشكر الجزيل إلى القيادة العامة لشرطة الشارقة على مبادرتها بإخطار الجمعية بهذه الحالة، وهذا يعكس حجم الترابط بين المؤسسات كافة في سبيل خدمة الرسالة الخيرية بإمارة الشارقة بوجه خاص ودولة الإمارات العربية المتحدة بصورة عامة.
مشاركة :