وجّهت الولايات المتحدة دعوة لمصر والسودان وإثيوبيا للقاء في واشنطن الشهر المقبل للنقاش حول مفاوضات سد النهضة. وكشف سامح شكري وزير الخارجية المصري اليوم الثلاثاء عن توجيه الإدارة الأميركية دعوة لمصر والسودان وإثيوبيا، للقاء في واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، من أجل استكمال المفاوضات حول سد النهضة وحل الخلافات العالقة. وأكد شكري، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني في القاهرة مساء الثلاثاء، أن "القاهرة تؤيد استمرار التفاوض حول القضايا الخلافية وحول قواعد الملء والتشغيل للسد، وفق اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث في مارس/آذار 2015"، مشيراً إلى أن مصر "ترفض سياسة الأمر الواقع وترغب في التوصل لاتفاق مرض للدول الثلاث ويحفظ حقوق مصر المائية". وأوضح شكري أن "مقترح مصر بدخول وسيط دولي يؤكد حسن نواياها لحل الأزمة"، مضيفاً أن القاهرة طرحت من قبل وساطة البنك الدولي لحسم الخلافات. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد التقى الخميس الماضي على هامش القمة الروسية الإفريقية في سوتشي رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد. واتفق الجانبان خلال لقائهما على استئناف فوري لعمل لجنة السد. وقال السيسي حينها إن مصر "أبدت انفتاحاً وتفهماً للمصالح التنموية للجانب الإثيوبي بإقامة سد النهضة، إلا أنها في نفس الوقت تتمسك بحقوقها التاريخية في مياه النيل". وأضاف أن "إقامة السد يجب أن تتم في إطار متوازن ما بين مصالح دول المنبع والمصب". يشار إلى أن مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا قد شهدت تعثراً أدى لتوتر الأجواء بينهما. وأدلى آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي بتصريحات أمام برلمان بلاده قبل أيام قال فيها إنه إذا كانت هناك حاجة إلى خوض حرب حول سد النهضة فإنه مستعد لحشد مليون مقاتل، إلا أنه استطرد قائلاً إن المفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. وردت مصر على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، وقالت إنها دعت وحرصت دوماً على التفاوض كسبيل لتسوية الخلافات المرتبطة بالسد بين الدول الثلاث، وذلك بكل شفافية وحُسن نية على مدار سنوات طويلة.
مشاركة :