يتم الخلط بين مفهوم رائد الأعمال وصاحب المشروع الجديد في الكثير من الأحيان؛ إلا أنه يخضع للعديد من الامتيازات، والخصائص، والخصال الشخصية التي تجعل التفرقة فيما بينهما أمرًا سهلاً. في البداية، يجب العلم بأن لقب رجل الأعمال تم إطلاقه في العصر الحديث علي الشخص الذي يدير مؤسسات أو مجموعة من الشركات، سواء كانت تجارية أو زراعية أو صناعية. لا يهم رجل الأعمال عملية تقديم حلول مشكلات المجتمع، بقدر اهتمامه بجني الأرباح وزيادتها، علمًا بأنه يسعى دائمًا لتوسيع الخدمات، والموارد التي يقدمها.الفرق بين رائد الأعمال وصاحب المشروع يعتمد أصحاب المشاريع على العناصر التقليدية، عند تأسيس الشركات الناشئة، أو الانطلاق في مشروعاتهم، مثل توافر رأس المال، العمالة، توفير الأدوات، إضافة إلى المعدات، فضلاً عن الأرض الصلبة التي يجب أن يقف عليها؛ من أجل ترتيب موارده؛ حتى يبصر المشروع النور. يسعى صاحب المشروع إلى النجاح دائمًا، إلا أن تطلعاته تكمن في إقامة شركة، أو متجر يدر عليه الربح الوفير، ويمنحه الحق في التمتُع بحياة كريمة، وتغطية تكاليف المعيشة. وتنمو شركات أصحاب المشاريع ببطء شديد، علمًا بأنه لا يساهم في توفير الوظائف؛ نظرًا لعدم إلمامه بأمور الإدارة الصحيحة، وعدم معرفته بحال السوق، والمنافسة السليمة. ومع مرور الزمن، قد يتحوّل صاحب المشروع إلي رائد أعمال؛ وذلك في حالة اكتشافه الفرصة التي غفل عنها لفترات طويلة، وهي تطوير ذاته، وطريقة تفكيره، التي تنعكس بالإيجاب على شركته. من هو رائد الأعمال؟ لا يرتبط رائد الأعمال entrepreneur بالأمور التجارية فقط؛ حيث إن مفهومه يكمن في جوهره، إمكانية الدراسة والتحديث المتواصل للمعلومات؛ حتى يحقق أفكارًا جديدة، مع الوصول إلى أهدافه وتحسين الأعمال والخدمات، إضافة إلى المنتجات التي يتم تقديمها في أعماله التجارية. لكن رائد الأعمال -في الأصل- صاحب شخصية استثنائية، بإمكانه أن يرى الفرص الجديدة بمجال الأعمال، كما يستغلها بطريقة مثالية؛ من أجل الاستفادة منها والمخاطرة، لوضع خارطة أحلامه على أرض الواقع. يتألق رواد الأعمال أصحاب قصص النجاح؛ كونهم الباحثون بشكل دائم عن أفضل الطرق، والحلول الريادية؛ سعيًا للوصول إلى النجاح، وتحقيق الأهداف المنشودة، إضافة إلى تنفيذ الخطة الموضوعة بعناية، والتي من شأنها أن تحافظ على الشركة ككل. ينجح رائد الأعمال دائمًا في استغلال الموارد المتاحة لديه بطريقة مثالية، فهو يراقب تحركاته جيدًا، كما يضيف كل ما هو جديد على مشروعه، بينما يتمتع بالعديد من الخصال المميّزة، والتي تتمثل في التالي:1. الطموح يتمتع رواد الأعمال بطموح كبير يعتبر بمثابة الوقود والقوة المحركة لهم، الأمر الذي يدفعهم لتحقيق الأحلام مهما طال الوقت، علمًا بأنهم لا يهتمون بالسلطة، بقدر اهتمامهم بالنجاح.2. الأفكار الجديدة يتميّزون بفكر ريادي استثنائي، يمكنهم من التحليق خارج الصندوق، والابتكار بطريقة مستمرة، والاهتمام بتفاصيل الإبداع، وتعزيزه، والحفاظ على فريق العمل برمته.3. الرؤية الواضحة يمتلكون رؤية واضحة عند تحقيق الهدف، ووضع الخطة الأساسية التي يسيرون وفقًا لها؛ وحتى إن كانت التفاصيل غير مكتملة، إلا أنهم يخلقون أجواءً متطورة من المرونة.4. التفاؤل والثقة بالنفس يندرجون تحت فئة الأشخاص الواثقين من أنفسهم، ومن قدراتهم على تلبية احتياجات العملاء، ومهاراتهم المختلفة، الأمر الذي يحفز لديهم مواطن التفاؤل، ومن ثم، يحولونه إلى واقع ملموس.5. حُسن التصرٌف يحسنون التصرُف خاصة عند التعامل مع الكوارث، أو المخاطر المختلفة التي قد تهدد بتحويل أحلامهم إلى كوابيس مرعبة. وفي النهاية، يجب العلم بأن رائد الأعمال لا يبحث عن طرق التمويل، فرأس ماله الفعلي، يتمثّل في موهبته، والحدس تجاه الاستثمار بشكل أمثل، والرؤية لِما هو أبعد من نتائج الأفكار التقليدية. ويجب التأكيد أن رواد الأعمال ما هم إلا أصحاب مشروعات يمتلكون من موهبة، والأفكار الإبداعية، ما يساعدهم على الخوض في غمار المغامرة، وربح الأموال عن طريق الابتكار. اقرأ أيضًا: تأسيس المشروع أم شراؤه ؟.. مزايا وعيوب
مشاركة :