لا تقتصر قصص النجاح المبهرة في الميدان التربوي على الجانب التعليمي فقط، وإنما تشمل الجانب الإنساني المثير للإعجاب والاحترام، وذلك ما لمسناه في قصة الطالبتين مريم سامي وزهراء عباس من مدرسة يثرب الإعدادية للبنات. منذ بداية دخولها المدرسة، وجدت الطالبة زهراء - وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة - في صديقتها مريم خير معينٍ لها على الاندماج في البيئة المدرسية، وتخطي كل العقبات التي قد تعترضها بسبب ظروفها الصحية، بما في ذلك مساعدتها بكل اهتمام ومودة وصبر على التنقل بين الصف ومرافق المدرسة في مختلف المباني المدرسية، كمختبر الحاسوب ومركز مصادر التعلم ومعمل التربية الفنية وغيرها، إضافةً إلى قضاء وقت الفسحة معها، وتسهيل كل ما يتعلق بالتواصل مع المعلمات بشأن دروس المواد المختلفة. وقد اسهم الدعم المقدم من مريم في تعزيز جهود زهراء الدراسية، ومعاونتها على تجاوز كل التحديات لتحقيق التفوق الدراسي، حتى تمكنت من الحصول على تقدير امتياز، وحصدت وسام التفوق الذهبي، ولقب طالبة 5 نجوم. تولّدت من خلال هذه الصداقة المميزة بين الفتاتين، والتي بدأت منذ الصف الثالث الابتدائي، العديد من الجوانب الإيجابية المشرقة الأخرى، ومنها بروزهما في الهوايات نفسها مثل الرسم والتصوير، وتشابه طموحاتهما المستقبلية على صعيد التخصص الجامعي والعمل.
مشاركة :