رام الله: كفاح زبون استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لقاءه المقرر في روما اليوم مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، معلنا أن القدس ستبقى عاصمة موحدة لإسرائيل، في خطوة من شأنها إغضاب كيري نفسه وليس الفلسطينيين فقط، في غمرة تكثيف جلسات التفاوض التي تناقش جميع الملفات النهائية بما فيها وضع القدس. وقال نتنياهو عند إدلائه بصوته في الانتخابات المحلية في القدس «أورشليم القدس ستظل العاصمة الموحدة لإسرائيل، ولن تقسم ما دمت باقيا في منصبي». ويرفض الفلسطينيون التسليم بهذا المنطق الإسرائيلي، ويطالبون بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. وطالما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لا دولة من دون القدس عاصمة لها. وجاء تصريح نتنياهو بعد يومين من مصادقة اللجنة الوزارية في الكنيست الإسرائيلي على مشروع قرار يمنع المفاوضات حول القدس إلا بأغلبية 80 نائبا من أصل 120 في الكنيست، وهو ما وصفه الفلسطينيون بوصفة جاهزة لتخريب المفاوضات. وستكون المفاوضات في صلب مناقشات نتنياهو وكيري الذي أكد بالأمس أن اللقاءات التفاوضية بين إسرائيل والفلسطينيين تعقد بشكل مكثف، وأن جميع القضايا مطروحة على مائدة البحث. ونقل موقع «واللا» الإسرائيلي الإخباري عن كيري قوله «تم حتى الآن عقد 13 جلسة مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، منذ الاتفاق على العودة للمفاوضات، وإنه من المتوقع أن يعقد هذا الأسبوع لقاء جديد بين المفاوضين الذي سيبحثون جميع القضايا الجوهرية بما في ذلك مسألة القدس». وقال الموقع إن طواقم الجانبين عقدت خلال الأيام الأربعة الأخيرة ثلاثة لقاءات تفاوضية. ويشير تكثيف المفاوضات إلى دخولها في مرحلة مناقشة الملفات الحساسة ومن بينها القدس واللاجئين. ومن المقرر أن يتناول لقاء نتنياهو وكيري الملف الإيراني كذلك. وسيبحث نتنياهو نتائج جولة المفاوضات الأخيرة بين إيران والقوى الدولية الكبرى. ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي قياس إلى أي حد يمكن أن تذهب الولايات المتحدة في مسألة تخفيف العقوبات على طهران. ويعارض نتنياهو تخفيف العقوبات الغربية عن إيران. وبينما تتواصل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على قدم وساق، قتلت إسرائيل أمس ناشطا فلسطينيا في رام الله، بعد اشتباك مسلح في أطراف المدينة، استمر ساعات. وقال جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل (شين بيت) إن قوات إسرائيلية قتلت مطلوبا لها متهما بالضلوع في تفجير حافلة في تل أبيب في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، أصيب فيه 29 شخصا. وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن الجيش الإسرائيلي اغتال أحد كوادرها، وهو الشاب محمد عاصي (24 عاما)، بعد اشتباك مسلح وتبادل لإطلاق النار في أحد الكهوف بين قريتي كفر نعمة وبلعين، غرب رام الله. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن قوات الاحتلال استخدمت صاروخين مضادين للدروع أديا إلى مقتل عاصي في النهاية. وأصدرت «سرايا القدس»، التابعة للجهاد، بيانا قالت فيه إن «الشهيد المجاهد عاصي هو المسؤول الأول والمباشر عن عملية تفجير باص صهيوني في تل أبيب، والتي وقعت بتاريخ 2012/11/21، أثناء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والتي أسفرت عن إصابة العشرات من الصهاينة، وجاءت كرد أولي في العمق الصهيوني على العدوان الصهيوني على قطاع غزة». وأضافت أن «الشهيد كان قد اعتقل في سجون الاحتلال أربع مرات، ما مجموعه أربع سنوات ونصف السنة»، وبينت أن شقيقه فؤاد اعتقل مؤخرا لدى قوات الاحتلال بهدف الضغط على محمد لتسليم نفسه. وعدت السرايا «مواصلة خيار الجهاد والمقاومة» الخيار الأمثل والوحيد «لطرد الاحتلال من آخر شبر من فلسطين». وتدعم الجهاد انتفاضة في الضفة الغربية، كانت دعت لها حركة حماس كذلك مرارا. وفورا، قال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس «إن في الضفة الغربية رجالا ينتظرون لحظة الانفجار في وجه الاحتلال الصهيوني». وأَضاف في تغريدة له على موقع «فيس بوك»: «الضفة المحتلة جمر تحت الرماد، ومقاومة لا تعرف الخنوع، وشهداء أحياء ينتظرون لحظة الانفجار في وجه المحتل». لكن السلطة الفلسطينية لا تدعم هذا الخيار، وتشكك في نوايا حماس إشعال انتفاضة في الضفة من دون السماح لاندلاع أعمال مقاومة في القطاع. ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، قتل عاصي بالأمر المهم والجيد جدا.
مشاركة :