تحقيق: فدوى إبراهيم أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث إيجابية التأثير النفسي لتربية الإنسان للحيوانات الأليفة، وتصل لدرجة التخفيف من أعراض العديد من الأمراض النفسية والانطوائية والعزلة. وعلاقة الإنسان بالحيوان والطير قديمة، مثلت ارتباطاً يعبّر عن حاجة متبادلة، منفعة وحراسة وترفيه بحسب نوع الحيوان، ويبدأ التأثير النفسي الإيجابي بالظهور مع مرور الأيام، وهو ما يفصح عنه المربون خلال السطور القادمة.يقول يوسف الحوسني:«تربية الكلاب والخيول وأسماك الزينة والقطط تنمي حس المسؤولية لدى الأطفال بشكل قطعي، وتشغل وقتهم وتجعلهم أكثر رحمة وعاطفة واهتمام، وهي بذلك تغير من صفات وسلوكيات الطفل، فالطفل الأناني يتحول لطفل مشارك ومعطاء، ومن ناحية أخرى أثبتت تربية الحيوانات الأليفة تأثيرها الاجتماعي في مالكيها من خلال توطيدهم العلاقات مع الجيران». ويشير الحوسني إلى أن تجاربه الشخصية تثبت الأثر النفسي الإيجابي عليه وعلى من حوله، فبمجرد أن يمر بحالة نفسية سيئة يخفف عن نفسه بامتطاء خيوله مما يخرجه تماماً من تلك الحالة السلبية، كما أن تجربة قام بها كان لها الأثر النفسي الكبير فيه وفي أحد الأطفال من ذوي التوحد، حين لاحظ ذلك المرض على ابن أحد أصدقائه فمنحه كلب زينة وعلمه أساسيات التعامل معه، وبعد حين بدأت حالة الطفل بالتحسن وأصبح أكثر قدرة على الاندماج مع الآخرين، بل واستهواه الأمر حتى بات للطفل حالياً 3 كلاب يعتني بها ويدربها. الأثر الإيجابي تقول الطبيبة رحاب خالد، التي تمتلك كلبين من نوع الراعي الألماني «جيرمن شيبرد»: «يتوقف الأثر الإيجابي في اقتناء الحيوانات الأليفة على الراغبين بامتلاكها، بمعنى أن كل نوع من تلك الحيوانات يشابه الحالة الأسرية والنفسية لأصحابها، ومدى قدرتهم على رعايتها». وتقول: مقتنو أسماك الزينة هم الراغبون في الاستقرار والثبات العاطفي، فحين يشعر الشخص بالتوتر يلجأ لحوض أسماك متأملاً حركتها الهادئة فتنعكس عليه بالهدوء فهي كائنات بسيطة حاجتها لقليل من الطعام فقط، بينما مقتنو الكلاب والقطط على استعداد مسبق لتربية هذه الحيوانات على السلوكيات الصحيحة المتلائمة مع ثقافة مقتنيها. إيواء ومعالجة بدأت شرارة الحب الأولى لدى لانا آزاد بعالم الحيوانات الأليفة منذ الطفولة، حين كان والدها يأوي ويعالج الحيوانات المريضة والمصابة آتياً بها من جبال كردستان العراق، وحتى انتقالهم للعيش في دبي واصلت الأسرة إيواء ومعالجة وإخضاع الحيوانات الأليفة للتطعيمات بعد أن كانت سائبة في الشوارع. وتوضح آزاد: حينما بدأت أعي الحياة من حولي في طفولتي وجدت في منزلنا حالة عفوية تنتاب المنزل مآلها حفظ الحيوانات من الأذى رفقاً بالحيوان وحقوقه، وتربيت مع أحد الكلاب وكانت رفقتي حتى أصبح عمري 16 عاماً، والآن أملك 7 قطط وكلبين أحبها بشغف. وكان لتلك الحيوانات، وما زال، الأثر النفسي الكبير في حياتي، ليس فقط لكونها حيوانات أليفة أعيش معها أوقات تسلية، بل هي مسؤولية ونعمة العطاء، وأشعر في كل حين أنها تقول لي شكراً بطريقتها الخاصة كوني أنقذتها من الشارع، واعتنيت بها حتى أصبحت جزءاً مني.تمتلك كاثرين مسكويث 4 قطط، وإلى جانب أن تلك الحيوانات الأليفة ذات طابع مسل في المنزل، إلا أن الارتباط اشتد حينما أنجبت ابنتها إيفا، بتوقيت مقارب لولادة قطتها لصغيرين، وتقول مسكويث:« ارتباط الإنسان بالحيوان علاقة فطرية، أكدتها لي تجربتي مع القطط، فحين ولدت إيفا كان ارتباط قطتي بإيفا وهي طفلة رضيعة حديثة الولادة ارتباطاً كبيراً فكانتا ترقدان بجانبها، تستشعران الطفولة، وحينما بدأت إيفا «5 سنوات» تدرك الأمور حولها بدأت تعتني بتلك القطط، تطعمها وتراقب سلوكها وتذكرني بمواعيد التطعيمات، وتقضي أوقاتاً طويلة باللعب معها، وتعلمت إيفا الكثير من السلوكيات الإيجابية من تلك القطط، وأصبحت إيفا أكثر ارتباطاً ورحمة بالحيوانات بشكل عام ومحبة لها، وتعيش لحظات ممتعة برفقتها». أمزجة الطيور يقول محمد عبد الغني:«حبي للطيور لم يتوقف عند حد بضعة من العصافير بل اقتنيت ببغاوين، إلا أنني اكتشفت صعوبة التعرف إلى طباعهما فهما ليسا كبقية الطيور المسالمة بل لديهما لحظات تمرد وخوف وحزن وغضب وباختصار لديهما أمزجة، ومتعتي في تربية الطيور بشكل عام هي الراحة النفسية التي أشعر بها معها والاعتناء بها ومجاراتها في رغباتها، ومسؤوليتي تجاهها، أما الأجمل فإنني أشعر بتملكي الطبيعة مع مجموعة من أواني النباتات والطيور، حيث أنسى تعبي وتكدري من ضغوط العمل والحياة بمجرد لقائي بتلك الطيور الملونة واللعب معها».
مشاركة :