كتب- هيثم الأشقر: تحت شعار «ثقة تجدّد العهد»، تحتفلُ شبكةُ الجزيرة الإعلاميّة اليومَ بذكري تأسيسِها الثالثةِ والعشرين، وذلك في تمام الساعةِ السابعة مساءً بمقرّ الشبكة، حيث تجدّد الجزيرةُ مع مُوظّفيها ومُشاهديها في كلّ مكان العهدَ للقيم المهنية الراسخة التي أسست لها الشبكةُ منذُ إطلاقِها في عام 1996، ألا وهي النزاهة، والاحترام، ووضع الإنسان في قلب كلِّ ما تقدمُ، والمصداقية التي تنبعُ من التزامها بالمهنيةِ والدقّةِ والواقعيّة، حيث تسعى الجزيرةُ دائمًا وأبدًا إلى تمكينِ الإنسان بمحتوى إعلاميٍّ دقيق وملهمٍ وعميق يلتزمُ قيمَ الحقيقة ويسمو بالروحِ الإنسانية. وعلى مدار سنواتِها في المجال الإعلاميِّ شهدت محطاتٍ تاريخيةً شكلت علامةً فارقةً في مسيرتِها، ومسيرةِ الإعلام العربي بوجهٍ عام، وفي هذا التقرير تبرز الراية أهمَّ الأحداث التي واكبتْها الشبكةُ خلال ما يزيد على العقدَين. البدايات في أوائل يونيو 1996، بدأ المبنى الصغيرُ للقناة ينبضُ بالحياة، حيث تجمعَ العشراتُ من المُنتجين والصحفيّين والتقنيّين من جميع أنحاء العالم. وقد استهلَّ العمل بدورات بثٍ تجريبي، وكان كلُّ عضو في غرفة الأخبار المزدحمة يتطلعُ إلى اليوم الذي يمكن فيه بثُّ الأخبار كما هي على أرضِ الواقع، وهو اليومُ الذي تتمُّ فيه استضافةُ أصحاب الآراء المُختلفة وإعطاؤهم الوقتَ الكافي لعرض أفكارِهم، كانوا ينتظرون اليومَ الذي تُحترم فيه عقولُ الناس. وبعد خمسةِ أشهر من البثّ التجريبي، بدأ الإرسالُ الرسمي للجزيرة في نوفمبر 1996. شعار الجزيرة قبل افتتاح القناةِ أعلن المسؤولون عن مسابقة أفضلِ شعارٍ للقناة، حيث تقدّم الفنانُ المصري حمدي الشريف بعددٍ من الاقتراحات، وخلال توجّهه لتسليمها طرأت في ذهنِه فكرة جديدة استوحاها من علاقةِ المفاتيح الشبيهة بقطرة الماء فأعجبتْه الفكرةُ فأمسك قلمَه الرصاص ورسم الشعارَ في سيارته، ثم قدّم التصاميم وأدرج معها هذا الشعارَ أسفلَ الشعارات الأخرى على أساس أنّه شعارٌ مُستبعدٌ لن يتمَّ قَبوله، ولكنه حاز إعجابَ مجلس الإدارة وتمّ اعتمادُه بعدها. التوسّع نحو العالمية في عام 1998 كان مكتبُ بغداد واحدًا من أولِ مكاتب القناة الخارجية. وفي عام 1999 بدأ البثُّ على مدار الساعة في أول يومٍ من العام، وبعد ستةٍ وعشرين شهرًا من انطلاق القناة، وفي مايو من عام 2000، افتتحت الجزيرةُ مكتبَها في العاصمة الأفغانية كابل، وكان افتتاحُ المكتب خطوةً بالغةَ الأهمية في سياق تطوّر القناة ودورِها العالميِّ كقناة أخبار. وفي الأوّل من يناير عام 2001، أطلقت قناةُ الجزيرة واحدًا من أوائل المواقع الإخبارية الرئيسيّة باللغةِ العربية على الإنترنت. ولا يزال الموقعُ مصدرًا أساسيًا للأخبار بالنسبة لملايينِ العربِ حولَ العالم. وفي عام 2002 أنشأت الجزيرةُ مكتبًا لها في بيجين، ففتحت نافذةً رائعةً للعالم العربيّ على الصين، وفي نوفمبر 2011 تمّ إطلاقُ قناة «الجزيرة بلقان» في سراييفو، عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك، وتمَّ نشرُ مراكزِ البثّ الرئيسية في بلغراد، وإسكوبية، وزغرب. وفي أغسطس 2013 أطلقت شبكةُ الجزيرة قناةً إخباريةً مستقلةً مقرُّها نيويورك تبثُّ على مدار الساعة. جلبت قناةُ الجزيرة أمريكا وجهاتِ نظر جديدةً من جميع أنحاء العالم إلى الجمهور الأمريكيّ. وتميّزت القناة بتغطيتِها الأخبارَ السياسةَ والثقافيةَ والاقتصاديةَ في أمريكا الشمالية والجنوبية. وفي يناير 2014 تمَّ إطلاقُ موقع الجزيرة ترك، وسرعان ما أثبتت نفسَها كصوتٍ موثوق به في المشهدِ الإعلامي التركي النابضِ بالحياة. استهداف طاقمها في عام 2001 اعتقل أوّلُ صحفي بشبكة الجزيرة، وهو السوداني سامي الحاج، وكان يعمل مُصوِّرًا في قناة جزيرة، وكان مُتواجدًا في 15 ديسمبر عام 2001 في باكستان عندما أُلقي القبض عليه، وسُلّم إلى القوات الأمريكية، التي اعتبرته مقاتلًا وعدوًا. ثم انتقل بعد ذلك إلى معسكر الاعتقال في خليج غوانتانامو، إلى أنّ تمّ الإفراج عنه في الأوّل من مايو 2008. وفي 2001، اعتقلت قوات الأمن الأردنيّة مراسل الجزيرة ياسر أبو هلالة لمدة 24 ساعة. كان ياسر قد قام بتغطية مُظاهرة في مدينة معان جنوبي البلاد. كما اعتقلت قوّاتُ الأمن الأردنيةُ أيضًا مراسلةَ الجزيرة في عَمّان، سوسن أبو حمدة، لاستجوابها. وفي ليبيا استُشهد مُصوِّرُ قناةِ الجزيرة العربية علي حسن الجابر أثناء قيامه بتغطية القتالِ بالقرب من مدينة بنغازي في 12 مارس عام 2011. الجزيرة للتدريب في عام 2004 تمّ تأسيسُ مركز الجزيرة للتدريب والتطوير الإعلاميّ للاضطلاع بمَهمةٍ مزدوجةٍ تتمثلُ في توفير التطوير المستمرِ لصحفيي الجزيرة، وكذلك تدريب الصّحفيّين من جميع أنحاء العالم. ويقدّم المركز الذي أصبح الآن يحمل اسم «معهد الجزيرة للإعلام» دوراتٍ في جميع جوانب الصحافة والتكنولوجيا ذات الصلة بالإعلام، وإدارة المؤسّسات الإخبارية. يبلور الصحفيون المبتدئون والمُتمرّسون مهاراتِهم تحت إشراف بعضٍ من أفضلِ المدربين في العالم. الجزيرة مباشر تمَّ إطلاقُ قناة الجزيرة مباشر في أوائل عام 2005 لتكون عيونَ العالم العربي وآذانه، ولإعطاء المُشاهدين لقطاتٍ حيةً في الوقت الحقيقي لوقوع الأحداث العالميّة والإقليميّة. تبثّ الفعاليات التي تنظّمها التجمّعات السياسيّة، وكذلك المُؤتمرات الصحفيّة والمُناقشات واللقاءات، لتقدّم للجمهور آخرَ الأخبار حول الشؤونِ السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية. الجزيرة الدوليّة في 15 نوفمبر 2006، أطلقت قناة الجزيرة الدولية (التي أعيدت تسميتها لاحقًا الجزيرة بالإنجليزيّة). واعتبرت القناة استثمارًا كبيرًا في مُستقبل الإعلام العالمي، إذ جذبت أفضلَ الصحفيين الناطقين باللغةِ الإنجليزية من جميع أنحاء العالم، ووضعتْهم تحت سقفٍ واحد. وفي غضون أشهرٍ من انطلاقها، عززت القناةُ موقعَها في المشهد الإعلاميّ العالميّ، وجذبت ملايين المشاهدين في جميع أنحاء العالم. في بداية تأسيسِها كانت قناةُ الجزيرة الإنجليزية تبثُّ من كوالالمبور، ولندن، وواشنطن، والدوحة، ولكن مع مرور الوقت، تمّ تركيزُ أستوديوهات الأخبار الرئيسيّة في الدوحة، ولندن. الجزيرة بلس مدفوعةً بالشغف والإبداع والالتزام بجلب أصوات جديدة إلى الحوارات والرغبة في التحدي، تطوّرت AJ من دار إنتاج رقْمي صغير في سان فرانسيسكو في عام 2013 إلى علامة تجاريّة عالميّة استقطبت ملايين المُشاهدين في جميع أنحاء العالم. وفي 15 سبتمبر 2014، أطلقت الجزيرة رسميًا AJ كخدمةٍ متخصصة في مقاطع الفيديو المُلائمة للأجهزة المحمولة، وسرعان ما أصبحت في طليعةِ ثورة الأخبار على وسائلِ التواصل الاجتماعيّ.
مشاركة :