تظل الأوجاع والآلام متجددة ما دام ملف المسنين المنسيين على الطاولة، وهذه المرة تزيد الغصة بما تكشف من وجود عدد منهم في مستشفى العدان بعدما قال ابن أحد منهم لطاقم التمريض هناك: «لا تدقو إلا إذا مات»، ما يجعل الهموم تختلج في الصدور، والدموع تغالب العيون، على والد أفنى زهرة حياته يتتبع حلم ابنه وحين احتاج الأب إليه تنكر له وانتظر موته. مستشفى العدان الذي يضيق بمرضاه يشغل المسنون المنسيون فيه ما يفوق 25 سريراً على مدى سنوات تخطت إقامة بعضهم حاجزها الرابع، ما دعا بعض المسؤولين في المستشفى إلى اقتراح تخصيص جناح خاص لهم. «الراي» وقفت من بعض المصادر الصحية في المستشفى على حجم من الجحود قلما يتبادر الى الذهن وجود مثيل له، فقد وصل الحال بأحد الأبناء العاقين إلى تعنيف كادر الرعاية الصحية لوالده المقيم هناك مخاطباً إياهم بالقول: لا تدقوا الا اذا مات، مبينة ان«بعض الحالات تتراوح إقامتها في المستشفى ما بين سنة وثلاث وبعضها تجاوز حاجز الأربع سنوات، بعدما هجرهم أبناؤهم وذووهم لأسباب مختلفة، دون وجود من يسأل عنهم الا في مناسبات محدودة للغاية». وأوضحت المصادر أن«جنسيات المسنين والمسنات تتنوع ما بين الكويتية والخليجية، ولا يعانون امراضا خطيرة أو معدية، الا ان ذويهم يتركونهم ويتغاضون حتى عن السؤال عنهم، ما تسبب بتشكيل نوع من الضغط على الطاقة الاستيعابية للمستشفى والذي يعاني اساساً من أزمة في عدد الأسرّة المتوافرة فيه»، محذرة من«اتساع رقعة الظاهرة في اكثر من مستشفى». وعلاوة على ما يسببه وجود هذه الحالات في المستشفى من صعوبة الحصول أحيانا على سرير تشكل نوعاً من الارهاق المضاعف على الطواقم الطبية والهيئات التمريضية التي تعاني زيادة أعداد المراجعين قياسا أيضا مع المستشفيات العامة الاخرى. وأشارت المصادر إلى أن«بعض ابناء وذوي المسنين يعمدون إلى وضع آبائهم وأمهاتهم بالمستشفى، لضمان الحصول على الرعاية والخدمة الصحية الانسب وبصورة مجانية مع عدم تكفلهم أي رسوم مادية»، لافتة في الوقت ذاته إلى أن«هؤلاء ليسوا حكرا على عائلات محدودة الدخل، بل إن بعضهم من عائلات ذات مكانة مرموقة». ولفتت الى ان«قوانين الوزارة لا تسمح بطرد اي مريض من اي مستشفى، وهو ما يضع الوزارة امام حرج كبير نظير عدم وجود اي حلول جذرية لهذه المعضلة، فضلا عن وجود مشكلة اخرى تتمثل في التكلفة المادية التي تتكبدها خزينة الوزارة نظير وجود هذه الحالات في المستشفيات»، مؤكدة ضرورة«الوصول إلى حلول تكفل نقل هؤلاء الى موقع آخر، بالاضافة الى استدعاء الابناء او ذوي المسنين لتسلم ذويهم، وخصوصا انهم لا يردون في أحيان كثيرة على اتصالات المستشفى ويغلقون أجهزة الهاتف النقال». غرف خاصة معظم حالات المسنين المنسيين توجد في غرف خاصة واكثرهم في جناح الامراض الباطنية، بينما يتوزع الباقون في الاجنحة الباقية بواقع 5 إلى 7 حالات في كل جناح.
مشاركة :