أعلن المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني الجمعة رفضه أن يقوم "طرف إقليمي أو دولي" بـ"فرض رأيه" على المتظاهرين في العراق. وطالب السيستاني السلطات "بعدم الزج بالقوات القتالية بأي من عناوينها" ضد المتظاهرين، و"عدم السماح بانزلاق البلد إلى مهاوي الاقتتال الداخلي"، مدينا استخدام العنف غير المبرر ضد المتظاهرين السلميين، ومطالبا بمحاسبة القائمين بذلك. وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي تلاها ممثله السيد أحمد الصافي في كربلاء إن التغيير “موكول إلى اختيار الشعب العراقي (…) وليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين، أو أي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين في ذلك ويفرض رأيه عليهم”. ويبدو أن رسالة السيستاني كانت إشارة إلى كلام المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي الأربعاء عن وجود "مخططات من الأعداء لإثارة الفوضى وتقويض الأمن في بعض دول المنطقة"، منبها "الحريصين على مصلحة العراق ولبنان (…) إلى أن الأولوية الرئيسية هي معالجة اضطراب الأمن". كما لمّح السيستاني إلى مساعي رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر الذي يتهمه البعض بمحاولة "ركوب" موجة التظاهرات، والقيادي في الحشد الشعبي هادي العامري الذي أشارت مصادر لوكالة فرانس برس إلى أنه عاد عن رأيه المطالب باستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تماشياً مع الرغبة الإيرانية. وكان الصدر قد وضع قوات “سرايا السلام” التابعة له في حالة “الجهوزية” بعيد بدء الموجة الثانية من التظاهرات، كما أن قوات الحشد الشعبي جابت شوارع بغداد ليل الخميس مطلقة العنان لأبواق السيارات، ما أثار قلقاً بين المتظاهرين حيال إمكانية حدوث إشكالات. ويواصل القادة السياسيون في العراق مساعيهم للتوصل إلى حل للاحتجاجات المطالبة بـ”إسقاط النظام” في العراق، والتي دخلت الجمعة شهرها الثاني، مخلفة أكثر من 250 قتيلاً. واحتشد مئات الآلاف من المتظاهرين في مناطق متفرقة من العراق الجمعة لليوم الثامن على التوالي لتأكيد مطالبهم في إسقاط الحكومة وحل البرلمان وتعديل بنود في الدستور العراقي. ومنذ الليلة الماضية وحتى الآن توافد آلاف من المتظاهرين لينضموا الى ساحات التظاهر والاعتصام في ساحة التحرير ببغداد وفي الساحات الأخرى في عدد من المحافظات في مشهد غير مسبوق في العراق حاملين فقط أعلام العراق ويهتفون بشعار واحد هو إسقاط الحكومة العراقية الحالية وحل البرلمان وتعديل فقرات في الدستور العراقي. وتشهد بغداد والمدن الأخرى التي تشهد مظاهرات احتجاجية اجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف للقوات الأمنية التي أقامت نقاط تفتيش لمنع تدفق أعداد جديدة من المتظاهرين لكنها تواجه صعوبة كبيرة بسبب العدد الكبير من المتظاهرين الذين يصرون على الوصول الى ساحة التظاهر . وبحسب متظاهرين، "فإن اعداد المتظاهرين الجمعة يفوق كل أيام الأسبوع كونه يوم عطلة أسبوعية، وإن أعداد كبيرة اكتظت بهم ساحة التحرير منذ منتصف الليلة الماضية وحتى صباح الجمعة". وذكر الشهود في اتصالات هاتفية "ان القوات الأمنية تواجه صعوبات كبيرة في منع تدفق أعداد جديدة إلى ساحات التظاهر رغم نشر أعداد كبيرة من القوات الأمنية في الأزقة والشوارع". ولم تمنع التطمينات التي أعلنها الرئيس العراقي برهم صالح الخميس القاضية بتغيير الحكومة واجراء انتخابات مبكرة وتعديل فقرات بالدستور العراقي التي لا تنسجم مع الواقع العراقي الجديد من مواصلة التظاهرات الاحتجاجية لليوم الثامن على التوالي.
مشاركة :