قرية فلسطينية تتحدى سياسات الاحتلال التمييزية

  • 5/11/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وجدت عائلة فلسطينية مؤلفة من 17 شخصا نفسها بلا مأوى بعد ان قامت جرافتان اسرائيليتان بهدم منزلها المؤلف من ثلاثة طوابق في قرية الديرات في الضفة الغربية المحتلة بحجة بنائه دون ترخيص. واضطرت العائلة التي اصبح منزلها كومة من الركام الى الانتقال والسكن في قرية قريبة لأنها لا ترغب في اعادة بناء ثم هدم المنزل، لأنه بني على ارض تملكها العائلة دون الحصول على موافقة اسرائيل. ويتكرر هذا السيناريو مئات المرات سنويا في الضفة الغربية المحتلة، حيث من المستحيل الحصول على رخصة بناء من سلطات الاحتلال، مما يدفع الفلسطينيين الى البناء «دون ترخيص» بشكل غير قانوني، بدورها تهدم السلطات الاسرائيلية هذه المنازل. وتنظر المحكمة العليا الاسرائيلية حاليا في قضية متعلقة بسيطرة اسرائيل الكاملة على التخطيط للبناء في «منطقة ج» التي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية المحتلة. وتطالب قرية الديرات بالتعاون مع منظمة «حاخامات من اجل حقوق الانسان» الاسرائيلية غير الحكومية ومنظمات اخرى، سلطات الاحتلال بإنهاء سياسات الاسكان التمييزية وإعادة شؤون البناء والتخطيط الى الفلسطينيين. ويقول الملتمسون ان هذه القضية ستقدم حلولا لمشكلة البناء الذي يعتبر غير قانوني وستؤثر على هدم المنازل في هذه المناطق. ويتناول الالتماس ايضا قضية التشريد القسري للفلسطينيين كنتيجة للتخطيط الفاشل وهدم المنازل الممنوع بموجب القانون الدولي. ويقول اريك اشرمان، رئيس منظمة حاخامات من اجل حقوق الانسان إن «التخطيط لا ينظر اليه باعتباره حق.. بل يعتبر كشيء يمكن للحكومة الاسرائيلية ان تمنحه او تسحبه». وتقول ارقام صادرة عن الامم المتحدة ان هناك 298 الف فلسطيني يقيمون في منطقة ج، مع 341 الف مستوطن اسرائيلي في 135 مستوطنة و100 بؤرة استيطانية عشوائية. وتبلغ مساحة المنطقة ج 360 الف هكتار ولكن اقل من 1% من مساحتها مخصص للتطوير الفلسطيني، مقابل 70% للمستوطنات، بحسب الامم المتحدة. وقبل الاحتلال الاسرائيلي عام 1967، كانت شؤون البناء والتخطيط للفلسطينيين تتم عبر لجان تخطيط محلية ولوائية كانت فعالة قبل الاحتلال والتي تم الغاؤها بفعل امر عسكري في عام 1971. والنتيجة هي نظام متفاوت مع نظام مدني واستشاري للمستوطنين ونظام عسكري دون تمثيل للفلسطينيين. وكتب خبير التخطيط المدني راسم خمايسي في شهادة الى المحكمة «النتيجة هي فشل عميق ومستمر في التخطيط وتدمير واسع النطاق لمنازل الفلسطينيين في منطقة ج». وهدمت اسرائيل العام الماضي 601 منشأة فلسطينية مما ادى الى تشريد 1215 فلسطينيا. وبحسب الامم المتحدة، فهذا أعلى رقم للسكان المتضررين من سياسات الهدم الاسرائيلية منذ ان بدأت بحفظ السجلات في عام 2008. وقالت منظمة بيمكوم غير الحكومية الاسرائيلية ان اسرائيل منحت في عام 2014 رخصة بناء واحدة فقط للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة مما يدفع آلاف العائلات الفلسطينية الى البناء دون ترخيص. وأكد اشرمان ان «الأمر الوحيد الذي يمكن ان يحدث الآن ويستطيع تغيير الوضع فعليا هو إعادة سلطة التخطيط الى ايدي الفلسطينيين». وفي قرية الديرات التي يقيم فيها 1800 فلسطيني، تعيش الغالبية في خوف وقلق من هدم المنازل التي يقيمون فيها. ويقول محمد العمور (59 عاما) والمتزوج من اربع نساء ولديه 30 طفلا «الشعور صعب للغاية. فكل يوم ترى فيه مركبات الجيش تمر من هنا تعتقد أنهم سيأتون الى هنا لهدم منزلك». وأضاف الرجل الذي اضطر الى استخدام كافة أمواله وأموال اولاده لإعادة بناء المنازل الاربعة التي هدمها الجيش ان هذه «حرب نفسية وحرب مادية لا حدود لها. الشعور لا يوصف».

مشاركة :