صوت الجبل وشجرة أرزه - عبدالعزيز المحمد الذكير

  • 10/23/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كان ثاني خبر في البي بي سي العربية وجاء في نشرات متكررة من محطات أخرى تبث بالعربية ودام البث يومين أو أكثر. وحديثي عن وفاة صوت الجبل وديع الصافي. وشخصيا أقول نقص أرز لبنان أرزة واحدة، واختل ميكرفون قطيع المواويل التي حطّت في ذرى لبنان والوطن. أقصد الموال والميجنا والعتابا – عطاء لم يكن محدودا. وشخصيا أنا من عاشقي الإذاعات المسموعة، لكونها تعطيني الفرصة في القيام والجلوس في محيط المكان، كذلك يمكن للمرء أن "يأخذ غفوة" في محيط نور خافت ويستمتع بما جاء من أخبار وحوارات. ولا أدري لماذا لكنني وجدتُ – ورُبما خُيّل لي – أن إذاعة مونتي كارلو المسموعة تخصصت بتكرار فيروز والصافي. وأكثرت من أغاني وديع في أسبوع وفاته. ولد في قرية نيحا الشوف وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد ووالده بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس وسمي الصافي من صغره بسبب صفاء صوته عاش وديع الصافي طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، في عام 1930، نزحت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، فكان الماروني الوحيد في جوقتها والمنشد الأوّل فيها. وبعدها بثلاث سنوات، اضطر للتوقّف عن الدراسة، لأن جو الموسيقى هو الذي كان يطغى على حياته من جهة. وأعطي سببا لترك لدراسة بأنه يريد أن يُشارك في إعالة الأسرة. حتى عند وفاة الرجل ثار جدل بين أهل لبنان وخصوصا عند جنازته وأثارت تلك المواقف البغيضة ماجدة الرومي حيث عبرت عن استيائها عن عدم توحد اللبنانين في وداع الصافي، مستشهدة بحالة وفاة أي فنان مصري حينها يلتف الشعب المصري كله يودعه ويعلن الحداد عليه، متسائلة لماذا لم يتوحد اللبنانيون في توديع الصافي؟! وعندما سمعه محمد عبد الوهاب يغني أوائل الخمسينيات "ولو" المأخوذة من أحد أفلامه السينمائية وكان وديع حينها في ريعان الشباب، قال: "من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت". فشكّلت هذه الأغنية علامة فارقة في مشوار الصافي الفني ليتربع من خلالها على عرش الغناء العربي، فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه في مصر إنّه مبتكر "المدرسة الصافية" (نسبة إلى وديع الصافي) في الأغنية الشرقية. وزار البلاد العربية وغنى لأهلها. منها المملكة العربية السعودية حيث حضر بدعوة من وزارة الإعلام ولبس اللباس العربي وغنى: مابين الخضرة والميّة، ماحلى القعدة بالدرعية. ولو بحثتْ عنها هيئة الإذاعة والتلفزيون في أرشيفها لوجدتها. ويمكن استعمالها في برنامج عن الراحل العربي الذي لم تهن عليه عروبته وجذوره.

مشاركة :