مارك مانسون: كتب تطوير الذات لا تقدم إلا الأوهام

  • 11/3/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» وجّه الكاتب الأمريكي مارك مانسون، مجموعة من النصائح، لآلاف الشباب من زوار المعرض، حيث دعاهم إلى الخروج بأسرع وقت من «منطقة الراحة» واختيار التحديات المناسبة لهم، ليخوضوها، وسيشعرون في النهاية بأنّها تستحق المعاناة عند جني ثمارها.قال مانسون، خلال ندوةٍ صباحية بعنوان «فن اللامبالاة.. تعريف جديد لأسس النجاح»، أقيمت في قاعة الاحتفالات في مركز إكسبو الشارقة: إنه أراد من خلال كتابه الأكثر مبيعاً «فن اللامبالاة.. لعيش حياة تخالف المألوف»، إعادة تعريف مفاهيم مثل «المساعدة الذاتية» و«التطوير الشخصي»، وأوضح أن الخطر الكامن في هذه المفاهيم التي يكثر المؤمنون بها، أنّها في الحقيقة لا تحلّ أي مشكلة، وأن أصحابها لا يفعلون شيئاً إلا بيع الناس «وهم أنّهم يحلون مشاكلهم».وأضاف بأنّ كل كتب المساعدة الذاتية، تأتي بعناوين برَّاقة، مثل «افعل هذا وستكون وسعيداً»و«اتّبع هذه الخطوات وستكون عظيماً»، متجاهلةً حقيقة أنه إن كان لديك تعريفٌ سيئ للنجاح، ورؤية متخبّطة له، فإنه لن يكون هناك أي أهمية أو قيمة لأي خطوات ستقرأ عنها لتتّبعها وتنجح في حياتك. وكشف أنّه أدرك ذلك، منذ بدايات طريقه، حينَ كان يقرأ في صغره كتباً عن المساعدة الذاتية والتطوير الشخصي، وانتبه إلى أنّها لا تقدم إلا الأوهام. محذّراً من خطر إيذاء أنفسنا ونحن نُخبرها بأننا جيّدون وناجحون، دون أن نتّخذ أي خطوة حقيقية للوصول إلى طريق النجاح هذا.وبيّن مانسون أنه انطلاقاً من هذه الحقائق، جاءت فكرة كتابه الأوّل، في أن يكتب شيئاً ضدّ كتابات «المساعدة الذاتية» و«التطوير الشخصي»، وأن يؤلّف كتاباً في المساعدة الذاتية حول الألم والمعاناة والتحديات، لأنّها هي ما تصنع الإنسان ونجاحه، لا مجموعة نصائح لحياة سعيدة في بضعة خطوات.وأبدى استنكاره للذين يوجّهون للشباب نصائح تبدو وكأنّها مُسلّمات، مثل «كُن سعيداً وطارد حلمك واتّبع شغفك» و«عليك أن تُحرز درجات جيّدة للنجاح في حياتك». مشدّداً أن على الإنسان تجاوز هوسه بالكمال، والتركيز على المهارات التي يملكها وتطويرها، بالعمل وخوض التحديات. وتطرّق مانسون إلى مواضيع تحتل أولوية في تفكيره وفلسفته، كالحُبّ اللامشروط، الذي أكّد أنه ليس شيئاً سهلًا، وأنّ الإنسان ليعيش حياةً تُخالف المألوف عليه أن يتخلّى عن شعور الحاجة إلى أن يُعطَى شيئاً مقابل عطائِه.وفي معرض إجابته على سؤالٍ حول دور نجاح الكاتب وشهرته في جعله قابعاً في «منطقة الراحة»، أكّد مانسون أنه يتحدّى نفسه دائماً لكي لا يكرّرها، في سبيل الخروج بأفكار جديدة. كاشفاً أن كثيرين من الذين أحبّوا كتابه الأول لم يحبوا الثاني، لأنّه قدم لهم شيئاً جديداً غير الذي أحبوه واعتادوا عليه في الأول، حيث وضعوا أنفسهم بدورهم في «منطقة الراحة».وتحدّث عن بداياته البسيطة كمدوّن، وعن التحديات التي واجهته، والحياة الصعبة التي عاشها قبل أن يصبح لديه موقعه الإلكتروني الشخصي. ثم أفصَحَ عن طقوسه في الكتابة؛ حيث يعزل نفسه في غرفته وحيداً مع جهاز الحاسوب المحمول، ويحظر أي برامج أو تطبيقات يمكن أن تشتّت انتباهه. وكشف عن بعضٍ من مصادر إلهامه، منها قراءة كتب السيرة الذاتية لقادة كبار، حيث لاحظ أنهم جميعاً كانوا يرون بأنهم لا يقومون بإنجاز عظيم، بل يقومون بعمل يجب القيام به.يشار إلى أن أعمال الكاتب الأمريكي مارك مانسون تتصدر قائمة أعلى الكتب مبيعاً، وهي كتابه الأكثر شهرة «فن اللامُبالاة.. لعيش حياة تخالف المألوف»، الصادر عام 2016 والذي نال بفضله شهرة واسعة، وكتابه الأحدث «خراب.. كتاب عن الأمل» الصادر في 2019.

مشاركة :