إخصائي نفسي: أغلقوا منافذ التعصب

  • 5/11/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

التنافس الرياضي في الكرة السعودية كان وما زال في قمة عنفوانه، وهو إحدى السمات البارزة التي جعلت منه أحد الدوريات الأكثر متابعة، نظراً لأن قوة التنافس زادت من الاهتمام الجماهيري الذي يعد أكثر العوامل المساعدة لنجاح أي رياضة، لكنه في السنوات الأخيرة تجاوز كل الخطوط الحمراء ليصبح تعصباً سلبياً للغاية، حتى أصبح هو السمة الأبرز في الرياضة السعودية، ما أوقد نار الحقد والكراهية، وجعل التنافس يكون خارج الملعب وفي تفاصيل لا علاقة لها في الرياضة، وإنما في أمور شخصية في بعض الأحيان، وبات هو المجتمع الأكثر صخباً والمليء بالمشكلات التي تتزايد يوماً بعد يوم. عن ذلك يقول الإخصائي النفسي بدر البراهيم "الوسط الرياضي أصبح منبوذاً للعقليات المميزة التي لا يمكن أن تعمل فيه، بل تصدر المشهد شخصيات لا ناقة لها ولا جمل في المجال الرياضي وأبعد ما تكون عن أخلاقيات الرياضة، لأن الفروسية ودماثة الأخلاق يجب أن توجد في جميع المنتمين لهذا المجتمع، لكن ما يحدث حالياً ينافي القيم التي من المفترض أن تكون هي السمة الأبرز، لكن الواقع يقول إن انعكاسات الوسط الرياضي انحصرت على الحقد والكراهية". في سنوات مضت كان التنافس قوياً للغاية، وقد يكون ضعف ما يحدث حالياً، لكنه كان لا يتعدى حدود الملعب رغم التنافس الشرس على صعيد النجوم والأداء الفني، ما يثير التساؤلات عن الأسباب التي جعلت من وقتنا الراهن هو الأسوأ من ناحية التنافس الرياضي، يقول البراهيم "قد تكون الشخصيات التي تتصدر المشهد الحالي هي من توقد نار المشكلات والحقد والكراهية، على عكس ما كان في السنوات البعيدة الماضية، التي شهدت وجود رجال ينحصر تنافسهم على أرض الميدان، إضافة إلى أن هناك سبباً جوهرياً في تزايد التعصب ووصوله إلى مراحل متقدمة وخطيرة جداً، وهو وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي فتحت الباب على مصراعيه لتزايد التعصب ومضاعفة حجمه، علاوة على حجم البرامج التلفزيونية اليومية، التي جعلت هناك مساحة كبيرة وفرصة سانحة لزيادة حجم التعصب". البعض يرى أن التعصب الرياضي مسألة ليست بتلك الخطورة وأن القضاء عليها سهل للغاية، وهو فهم خاطئ وينافي الحقيقة التي تقول إن التعصب يغذي النشء وسيكون الداء الذي لا يمكن علاجه، لأن نتائج كل ما يحدث في الوسط الرياضي حالياً سينعكس في السنوات المقبلة، المعالج النفسي صالح الحواس يعلق على ذلك بقوله "هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق من يقود الرياضة في السعودية، من أجل تصحيح المسار الذي تسير عليه حتى لا تتنامى ظاهرة التعصب التي سيكون لها تأثير في المستقبل، لأن ما يحدث حالياً سيكون له تأثير كبير على جيل الشباب الذي يتغذى بالتعصب في كل مكان، وعلاج هذه الظاهرة يكون بإغلاق كل المنافذ التي تغذي التعصب وتزيد حجم الحقد والكراهية، والتي كانت سبباً في أن المجالس أصبحت مليئة بالأحاديث الساخنة التي تبث الكراهية في القلوب، من خلال إيقاع العقوبات على من له دور في مسألة التعصب على صعيد الأندية أو الإعلام".

مشاركة :