كتب - عبدالحميد غانم : طالب عدد من أعضاء جمعية المحامين وأكاديميين بضرورة تعديل قانون المرور للحد من الحوادث المميتة ومواجهة ظاهرة استعراضات الموت وسباقات التطعيس في سيلين وغيرها من المناطق البرية أو إصدار قانون خاص بالمناطق البرية. وقال هؤلاء خلال ندوة دعت إليها الراية تحت عنوان «أرواح الشباب بين الواقع والقانون»، إن المشرع ركز في جميع الأحكام والاختصاصات الواردة في قانون المرور على السائق والمركبة والطريق ولم يلتفت نهائيا إلى المناطق البرية .. مشيرين إلى أنه حال قيام إدارة المرور بتحرير مخالفة استعراض في منطقة سيلين وإحالتها للنيابة العامة بهذا الوصف تقوم النيابة بتصحيح الاتهام، لأنه غير موجود بالقانون ويتم تحويله إلى مخالفة بلدية، باعتبار أن مرتكب هذا الفعل قام بمخالفة بلدية. ودعوا إلى ضرورة تصنيف التغيير في خصائص السيارة ضمن جرائم الجنايات وتغليظ عقوبته نظرًا لخطورته البالغة على الأرواح .. مشيرين إلى قيام العديد من الشباب بتغيير خصائص السيارات داخل الكراجات سواء فيما يتعلق بالإطارات أو المكابح أو السرعات، ليقوم الشباب باستخدامها في سباقات التطعيس. وأكدوا أن السباقات والاستعراضات التي تؤدي إلى وقوع حوادث مميتة في سيلين وغيرها من الأماكن تشكل مخاطرة كبيرة وإلقاء بالنفس إلى التهلكة وإهدار وتضييع للمال. ونوهوا بالدورالكبير الذي تقوم به إدارة المرور وقسم التوعية المرورية في نشر الوعي والسلامة المرورية بين الشباب في المجمعات والمراكز التجارية والمدارس والتواصل مع أولياء الأمور، لكن الإشكالية تكمن في أنها طرق تقليدية. ودعوا إلى النظر لسباقات السيارات على أنها رياضة وهواية يمارسها الشباب تحتاج إلى تنظيم وإجراءات وتدابير احترازية لحماية الأرواح والممتلكات لمرتادين منطقة سيلين. وطرح المشاركون في الندوة عددًا من الحلول لمواجهة الحوادث المميتة في سيلين تنطلق من عدم التهاون في تطبيق القانون وتغليظ العقوبات بحق المستهترين ورفع مستوى الوعي وإصدار قانون خاص لارتياد المناطق البرية ووضع المشكلة على طاولة مجلس الشورى بحضور الشباب للخروج بتوصيات تحمي الأرواح، فضلًا عن إنشاء جمعية لهواة السباقات لتنظيم العمل في سيلين وتشديد الرقابة على المنطقة وإنشاء نقاط مرورية بها، بالإضافة إلى فصل مسار الدرّاجات النارية عن المركبات للحد من الحوادث. واقترحوا وضع خطة بمشاركة وكالات السيارات والاتحاد القطري للسيارات تتضمن وضع برنامج عمل لاحتواء الشباب وتقويم سلوكهم وإدماجهم في هذه الرياضة بما يضمن سلامتهم، فضلا عن إقامة حلبات للسباقات في سيلين تحت إشراف الاتحاد القطري للسيارات، على أن يتم تنظيم السباقات من خلال توفير سيارات مجهزة لضمان سلامة الشباب. كما دعوا إلى تدريس الثقافة المرورية بالمدارس الإعدادية والثانوية وتشديد الرقابة على الكراجات لمنع تغيير خصائص السيارات. خالد المهندي : مطلوب قانون خاص لارتياد المناطق البرية قال المحامي خالد عبدالله المهندي: نحن بحاجة إلى إجراءات وتدابير قوية ورادعة لحماية الأرواح والممتلكات في سيلين .. نعم يوجد لدينا قانون المرور وتعريفاته محددة، لكننا بحاجة إلى قانون خاص لارتياد المناطق البرية لمواجهة الحوادث المميتة فى سيلين، لأن المشرّع في قانون المرور لم يلتفت للمناطق البرية، وهذه إشكالية تحتاج إلى طرحها على طاولة مجلس الشورى الموقر وسماع رأي الشباب للخروج بتوصيات قانونية وإجراءات كفيلة بحماية الأرواح والممتلكات بالمناطق البرية. وأشار إلى أن عدم وجود جمعية أو ناد لهواة السباقات ينظم العمل في تلك المناطق يمثل إشكالية. وأضاف أن قانون المرور حدد الفئة العمرية التي تحصل على رخصة القيادة وفق إجراءات محددة، منها دخول المدرسة وتلقي التعليم واجتياز الاختبارات، وللأسف نرى شبابًا في سيلين لديهم رخصة قيادة لكنهم لا يتقنون استخدام المركبة في هذه البيئة الرملية، ما يؤدي إلى وقوع الحوادث. وقال: في السابق كانت هناك حالات تعدٍ كثيرة على البيئة والعبث بالروض فصدر القانون رقم 30 لسنة 2002 بشأن حماية البيئة لمنع هذا العبث وتجريمه فلم يعد هناك عبث بالبيئة ولا جرائم بحقها ولا دخول للمحميات الطبيعية والمساس بها .. وبالنسبة لاستعراضات وسباقات سيلين ينبغي أن يحدث نفس الأمر بإصدار قانون خاص بالمناطق البرية لمنع حوادث سيلين وماشابهها. وتابع: هناك تطور كبير في سيلين من ناحية الخدمات، وهذا أمر جيد، لكن في المقابل لم نشهد تطورًا في الإجراءات والتدابير لحماية الأرواح والممتلكات، فلا يجب أن نترك أرواح الشباب تزهق بهذا الشكل، لذلك نتمنى طرح هذه المشكلة على طاولة مجلس الشورى الموقر ومناقشتها بحضور الشباب للخروج بتوصيات تحمى الأرواح والممتلكات. د. محمد المري : استعراضات سيلين إلقاء بالنفس إلى التهلكة قال الدكتور محمد راشد المري أستاذ الشريعة بجامعة قطر: زيادة الحوادث المرورية يعود إلى نقص الوازع الديني، فما نراه من مقاطع مصورة أو نسمع عنه في المجالس ونقرأه في الصحف عن شباب استهتروا بأرواحهم، أقول لهم نهى الله عن القيام بفعل يؤدي إلى إزهاق النفس التي كرمها الله. وحول الرأي الشرعي في السباقات والسرعة الجنونية وإقدام الشباب على المخاطرة بحياتهم كما هو الحال في سيلين، قال: الإسلام حض على الرياضة وتقوية البدن، وحرص على ترويح النفس باللهو المباح، وحكم تنظيم المسابقات بشكل عام أنها مباحة، لأن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد ما يحرمه، لكن إذا نظرنا للاستعراضات والسباقات في سيلين التي تؤدي إلى وقوع حوادث مميتة، فإننا رأينا وشاهدنا وتيقنا أن فيها مخاطرة وإلقاء بالنفس إلى التهلكة، لذلك يحرم على الشباب مثل هذه الأفعال، إضافة إلى إهدار الأموال في غير مرضاة الله. تحت إشراف الاتحاد القطري للسيارات.. أحمد الشمري:إقامة حلبات سباق تنقذ الشباب من الحوادث المميتةتشديد العقوبات ليس الحل الأمثل ولن يؤتي ثماره مع الشباب قال المحامي أحمد راشد الشمري: ينبغي النظر إلى حوادث سيلين من منظور مختلف، خاصة أن الشباب هم وقود المجتمع ولابد من المحافظة عليهم بالتوجيه والتوعية وابتكار حلول غير تقليدية لمواجهة المشاكل التي تواجه هذه الفئة، وهي مسؤولية جماعية تقع على عاتق المشرع الذي يسن القوانين وعلى المجتمع المدني بجميع فئاته. وأضاف: تشديد العقوبات ليس الحل الأمثل ولن يؤتي ثماره، خاصة مع الشباب الذي دائماً ما يغلب على طباعه وسلوكياته روح التحدي والمغامرة والمنافسة، لذلك الحل الأمثل للتصدي لظاهرة الاستعراضات المميتة والسباقات على الطعوس بالتوعية والحوار مع الشباب، فلا يمكن أن يكون هناك إقلاع عن ارتكاب المخالفة دون إقناع. وتابع: اهتم قانون المرور فقط بالطرق والسائق والمركبة ووضع القوانين الحاكمة لذلك، ولم يلتفت للمناطق البرية، رغم أن منطقة سيلين من المناطق البرية التي يرتادها الشباب بهدف الاستعراض بجانب أنها منطقة سياحية ووجهة هامة للشباب وزوار البلاد، حيث تتعلق جميع الأحكام والاختصاصات الواردة بالقانون بالسائق والمركبة والطريق دون تحديد المناطق البرية. ونوّه بالدور الكبير الذي تقوم به إدارة المرور وقسم التوعية المرورية في نشر الوعى والسلامة المرورية بين الشباب بالمجمعات والمراكز التجارية والمدارس والتواصل مع أولياء الأمور، لكن الإشكالية أنها طرق تقليدية، فضلاً عن عدم التزام الشباب بقواعد المرور وعدم نظر الجهات المعنية لهذه السباقات على أنها رياضة يجب الاهتمام بها ووضع إجراءات وضوابط لتنظيمها. ورأى أن الحل في العمل على وضع خطة تشارك فيها وكالات السيارات والاتحاد القطري للسيارات تتضمن وضع برنامج لاحتواء الشباب وتقويم سلوكهم وتمكينهم من ممارسة هذه الرياضة بما يضمن سلامتهم. ودعا إلى إقامة حلبات للسباقات في سيلين تحت إشراف الاتحاد القطري للسيارات، على أن يقوم بتنظيم سباقات من خلال توفير سيارات مجهزة لهذه الرياضة لضمان سلامة الشباب والاستفادة من قدراتهم وتطوير إمكاناتهم وإدخالهم ضمن المنظومة الرياضية بالاتحاد. محمد الخيارين: فرم السيارات المخالفة يقلل الحوادث قال المحامي محمد هادي الخيارين: منذ 10 سنوات تم حل ظاهرة السباقات التي كانت تجري على الطرقات بعد منتصف الليل سواء بين السيارات أو الدراجات النارية وتتسبب في حوادث خطيرة ومميتة، بإقامة نادٍ للسيارات بالمنطقة الصناعية لاستقطاب الشباب لممارسة هواياتهم في النادي وتم توفير إسعاف ودوريات مرورية ودفاع مدني وتجهيزات على أعلى مستوى لحماية أرواح الشباب هواة الاستعراض. وطالب بضرورة تطبيق القانون بكل شدة على المخالفين في سيلين. وقال: سمعنا قبل فترة عن مقترح لفرم السيارات المخالفة، ونحن مع هذا الحل إذا كان سيحد من الوفيات. وأعرب عن أسفه لوجود سباقات في منطقة اللؤلؤة والقيادة بسرعات جنونية على الطرق نتج عنها حوادث مرورية خطيرة بعضها مميت والبعض الآخر تسبب في عاهات مستديمة لأصحابها. وتابع : مشكلتنا الحالية في سيلين وما يحدث فيها، فقد تجاوزنا مرحلة السباقات بالشوارع العامة ووصلنا إلى مرحلة الاستهتار بالأرواح في سباقات واستعراضات سيلين. وأشار إلى أنه حال قيام دوريات المرور بضبط شباب يمارسون السباقات والاستعراضات في سيلين وتحرير مخالفة بالواقعة وإحالتها إلى النيابة العامة، تقوم النيابة بتعديل وصفها إلى مخالفة بلدية، لأن المشرع في قانون المرور لم يلتفت للمناطق البرية، حيث ركز فقط على السائق والمركبة والطريق. وقال: حينما كنت وكيلاً للنيابة قبل أن أعمل بالمحاماة كنت أقوم بتعديل التوصيف من مخالفة استعراضات أو سباقات إلى مخالفة بلدية لأن قانون المرور لا ينص على وضع للمناطق البرية، وبالتالي نحن بحاجة إلى إدخال تعديلات على قانون المرور ليشمل المناطق البرية سواء سيلين أو ما شابهها. جذنان الهاجري: ضرورة فصل مسار الدراجات عن السيارات رأى المحامي جذنان الهاجري، عضو مجلس إدارة جمعية المحامين، منسق الندوة، أن تطبيق القانون بقوة على المستهترين وفصل مسار الدراجات النارية عن المركبات يحد من حوادث سباقات سيلين. وقال: الإشكالية هنا أن المتسابقين بالسيارات والدراجات النارية يتسابقون في منطقة واحدة، فتقع حوادث بين الجانبين أثناء الاستعراضات.. ومن الصعب منع هؤلاء من الاستعراضات أو ما يسمونه سباق التطعيس، لكن ينبغي تنظيم الأمر وتغليظ العقوبات بحق المخالفين. وأشار إلى دور جمعية المحامين في توعية الشباب بالمدارس والجامعات والمشاركة في فعاليات أسبوع المرور من أجل توعية الشباب، إلى جانب الدور الكبير الذي تقوم به إدارة التوعية المرورية لنشر الوعي بين الشباب ومع كل هذه الجهود الكبيرة التي تبذل، إلا أننا بحاجة للمزيد من حملات التوعية ومواكبة المتغيرات التي طرأت على المجتمع. عبدالله الهاجري: مطلوب تدريس قانون المرور بالمدارس أكّد المحامي عبدالله نويمي الهاجري، أن عدم التقيّد بقانون المرور يؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية، مشيراً إلى أن الكارثة تكمن في سباقات التطعيس في سيلين، لأنها تتسبب في وقوع حوادث مميتة. وأضاف: قانون المرور لا يحتاج إلى تعديل بقدر ما يحتاج إلى تطبيق بشدة ونشر التوعية المرورية بالمدارس وإلزام الجميع بقواعد المرور، فقد نرى سائقاً يضع طفلاً صغيراً على قدميه وهو يقود سيارته سواء على الطرق أو المناطق البرية، وهذه كارثة، لأنه في حالة انفجار البالون من الممكن أن يؤدي إلى وفاة الطفل، خاصة أن الطفل ينبغي أن يوضع في المقعد الخلفي بكرسي مؤمن تماماً وبحزام أمان. وتابع: هناك حاجة ماسة إلى تدريس قانون المرور في المدارس الإعدادية والثانوية لتوعية النشء كما هو الحال بالنسبة لتدريس مادة حقوق الإنسان في المدارس. زينب محمد: خطورة بالغة في تغيير خصائص السيارات قالت المحامية زينب محمد: المشرع في قانون المرور لم يقصر في مواجهة الحوادث المرورية، لكننا عندما نتحدث عن سيلين، فالأمر مختلف، كما تتحمل الأسرة الجانب الأكبر من المسؤولية، واقترحت تغليظ العقوبات لمواجهة الحوادث المميتة في سيلين وفي نفس الوقت رفع مستوى الوعي والغرامات، لأن أن أخطر ما في سيلين ما يسمي بسباق التطعيس أو استعراض الموت، الذي يتم من قبل الشباب، حيث يتم صعود التلال الرملية بسرعات كبيرة بسياراتهم، ما يعرض حياتهم للخطر نتيجة لانقلاب السيارات أو التصادم مع أخرى. وأضافت: العديد من السيارات يتم تغيير خصائصها داخل كراجات سواء ما يتعلق بالإطارات أو المكابح أو تعديل السرعات ليستخدمها الشباب في سباق التطعيس.. التغيير في خصائص السيارة يشكل خطورة بالغة تحصد أرواح الشباب، ما يلزم معه تأثيم ذلك الفعل وتصنيفه من ضمن جرائم الجنايات وتغليظ العقوبة عليه، والتجريم يشمل كل من شارك في تغيير خصائص السيارة. واقترحت تشديد الرقابة على سيلين والعمل على تطويرها وإنشاء نقاط مرورية داخل المنطقة، وكذلك تشديد الرقابة على الكراجات.
مشاركة :