تواصل التظاهرات الحاشدة في العراق رغم العنف تجاه المحتجين

  • 11/3/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد – الوكالات: شهدت العاصمة العراقية ليلة من العنف بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين يطالبون بـ«إسقاط النظام»، ويحتلون ليل نهار ساحة التحرير بوسط بغداد رغم وعود السلطة بالإصلاحات. وأصيب العشرات بجروح ليل الجمعة السبت خلال مواجهات على جسر الجمهورية الذي يصل التحرير بالمنطقة الخضراء، وجسر السنك الموازي له. وذكرت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل شخص وإصابة 91 في الاحتجاجات الضخمة ضد الحكومة في بغداد. وكان آلاف العراقيين توافدوا امس، إلى وسط بغداد، وانتشر عدد كبير منهم على جزء من جسر الجمهورية وساحة التحرير ومحيطها. كما أقام المتظاهرون المتاريس على الجسر الشهير الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء، بارتفاع أكثر من أربعة أمتار لتجنب قنابل الغاز المسيل للدموع الذي أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى خلال الأيام الماضية. وفي البصرة قالت مصادر أمنية ان الاف المحتجين أغلقوا كل الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر العراقي الرئيسي المطل على الخليج امس، بعدما أطلقت قوات الامن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع باتجاههم الليلة قبل الماضية. وعمليات الميناء متوقفة تماما منذ يوم الاربعاء بعد أن أغلق المحتجون مدخله للمرة الاولى يوم الثلاثاء. ويستقبل أم قصر واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر التي تغذي البلد الذي يعتمد إلى حد كبير على الاغذية المستوردة. ومنعت شاحنات تحمل بضائع من الدخول أو الخروج من الميناء. وقال مسؤولون في الميناء ان بعض خطوط الشحن العالمية أوقفت عملياتها بسبب اغلاق الميناء. وأحرق المحتجون اطارات امس وأقاموا حواجز خرسانية بدافع الغضب من سعي قوات مكافحة الشغب لتفريقهم بالقوة. وقالت مصادر أمنية وطبية ان ما لا يقل عن 30 شخصا أصيبوا. كذلك أغلق المحتجون طرقا مؤدية إلى حقل مجنون النفطي امس ومنعوا الموظفين من الوصول إلى هناك. لكن مصادر نفطية قالت ان العمليات لم تتأثر. إلى ذلك، تجددت التظاهرات في الناصرية، مركز محافظة ذي قار (جنوب شرقي العراق) لليوم التاسع في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، حيث توافد العشرات إليها. وقال الناشط المدني، رعد سالم، للعربية: «لن نغادر الساحة ما لم تتحقق مطالبنا والمتمثلة بإسقاط الحكومة». ومنذ الأول من أكتوبر قتل 257 شخصًا خلال التظاهرات وأعمال العنف في العراق، بحسب أرقام رسمية. وآخر حصيلة نشرت كانت مساء الأربعاء. ومذ ذاك الحين، ووفقًا لمصادر طبية وأمنية، قتل سبعة متظاهرين على الأقل في بغداد، بعضهم بقنابل الغاز المسيل للدموع التي يبلغ وزنها 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تُستخدم بالعادة وتطلقها الشرطة بشكل أفقي. وقتل شخص آخر في الناصرية، برصاص حراس مقر مسؤول محلي. وأمام موجة الاحتجاجات التي تتزايد يومًا بعد يوم، وعد الرئيس برهم صالح بإجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون انتخابي جديد. وأكد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أنه مستعد للاستقالة إذا ما وجد البديل. لكن محمد (22 عامًا) الذي يتظاهر في ميدان التحرير قال إن «الناس يدركون تمامًا ما يحدث: لقد وصلنا إلى مرحلة مهمة ويجب ألا نفقد كل شيء» من خلال قبول «إصلاحات خاطئة» اقترحتها السلطة. من جهته، قال حيدر (30 عامًا) «نجري انتخابات منذ 16 عامًا، ولم نستفد شيئًا». وأشار الرئيس العراقي إلى أنه من المرتقب تقديم القانون الانتخابي الجديد أمام البرلمان هذا الأسبوع. وقد أعلن مجلس النواب أنه في «جلسة مفتوحة»، رغم فشله حتى الآن في عقد جلسة استماع لرئيس الوزراء، وهي الأولى على جدول أعماله.

مشاركة :