ترى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فرصا جيدة أمام الاقتصاد الألماني لزيادة استثماراته في الهند. وبحسب "الألمانية"، قالت ميركل خلال الاجتماع السنوي الرئيس لغرفة التجارة والصناعة الألمانية- الهندية في نيودلهي إن هناك إمكانات جيدة للغاية بالنسبة لتعزيز انخراط الأوساط الاقتصادية الألمانية في الهند، مضيفة أن التعاون الألماني- الهندي لديه إمكانات مستقبلية تزيد بكثير عن وضعه الحالي، خاصة في مجال تحديث البنية التحتية الهندية وتوسيع خطوط السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة. وأشارت المستشارة الألمانية إلى ضرورة زيادة التعاون أيضا في مجالات الرقمنة والابتكارات والصحة والزراعة، مؤكدة ضرورة وضع قواعد جديدة لحماية الاستثمارات، بعدما انتهى العمل بالقواعد القديمة في 2016. وتحدثت ميركل عن ضرورة بدء محاولة جديدة من أجل إبرام اتفاقية لتحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي والهند، التي تعثرت من الطرفين عام 2012 . وحسب بيانات الغرفة، تعد الهند في الوقت الراهن رابع أهم شريك تجاري للاقتصاد الألماني في منطقة آسيا- الباسيفيك، خلف الصين واليابان وكوريا الجنوبية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 21.4 مليار يورو في 2018. وفيما يتعلق بحماية المناخ والتكنولوجيا الابتكارية، ذكرت ميركل أن التعاون المستقبلي بين البلدين في قضايا الاستدامة سيكون أكبر مما هو عليه الحال الآن، مؤكدة في الوقت نفسه أن كلا البلدين شريك اقتصادي جدير بالثقة. وتتحفظ الشركات الألمانية إزاء الاستثمار في الهند بسبب إجراءات بيروقراطية معقدة في هذه البلاد، التي يبلغ تعداد سكانها 1.3 مليار نسمة. وتعتزم ألمانيا إنفاق مليون يورو خلال الأعوام الخمسة المقبلة في إطار شراكة جديدة مع الهند تتعلق بالنقل الصديق للبيئة في المناطق الحضرية، حيث من المنتظر تشغيل 500 حافلة كهربائية جديدة بإحدى الولايات الهندية، وقالت ميركل "من رأى أمس جودة الهواء في دلهي، سيكون لديه بالتأكيد حجج جيدة لاستخدام مزيد من الحافلات الكهربائية". ونيودلهي من المدن ذات الهواء الأكثر تلوثا في العالم، ويشكل الضباب الدخاني هناك حاليا خطورة صحية، حيث يوصي الأطباء بارتداء أقنعة تنفس، ولكن ميركل لم ترتد قناعا خلال زيارتها الهند. وتفقدت ميركل بعد ذلك مصنعا لشركة "كونتيننتال" الألمانية لصناعة قطع غيار السيارات بالعاصمة الهندية. وخلال جولتها في المصنع، طلب منها عاملون التقاط صورة "سيلفي" معها، وهو ما استجابت له المستشارة، وابتسمت إلى الكاميرا. ويعمل بشركة "كونتيننتال" الموجودة في الهند منذ عشرة أعوام أكثر من ثمانية آلاف موظف في 15 موقعا. وتشمل هذه المواقع ثمانية مصانع ومركزا للتنمية التكنولوجية للأبحاث العالمية، وزارت ميركل محطة للمترو تعمل بالطاقة الشمسية، كانت ألمانيا قد شاركت في تمويل جزء منها وربطها بالكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية. وتعتزم الشركة الهندية المشغلة للمحطة، بحسب بيانات الحكومة الألمانية، جعل هذه المحطة أول محطة مترو تعمل بالطاقة المتجددة بالكامل على مستوى العالم. وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، تعتمد المحطة على الطاقة الشمسية على نطاق واسع، لتشكل بذلك خطوة صغيرة نحو تحقيق أهداف الهند لحماية المناخ، وهي خفض الانبعاثات الكربونية 30 في المائة بحلول 2030 رغم الاحتياج المتزايد إلى الكهرباء. من جهتها، رحبت غرفة الصناعة والتجارة الألمانية بتصريحات ميركل التي تحدثت عن ضرورة بدء محاولة جديدة من أجل التوصل لاتفاقية لتحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي والهند. وقال إريك شفايتسر، رئيس الغرفة، إن الاقتصاد الألماني يرى أن إعطاء دفعات جديدة لهذه المفاوضات يمثل إشارة مهمة لتعزيز العلاقات. وكانت محادثات إبرام اتفاقية تحرير تجارة بين الطرفين بدأت في 2007، لكنها قطعت في 2012. ويرى شفايتسر أن السوق الهندية لا تزال، من وجهة نظر الشركات الألمانية، أقل من إمكاناتها الهائلة "فالسوق الهندية معقدة للغاية، كما أن الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص غالبا ما تواجه هناك متاهة تنظيمية، ما يجعلها تخشى تعزيز دورها واستثماراتها في الهند". وأضاف أن صعوبة العمل في السوق الهندية له سبب آخر يتمثل في أن الشركات الألمانية والأجنبية الأخرى غالبا ما يتم إهمالها في المناقصات العامة في الهند. ورأى شفايتسر أن "سكان الهند الذين يغلب عليهم الطابع الشبابي والديناميكي ويتميزون بارتباط كبير بالتطورات التكنولوجية يمثلون في المقابل من وجهة نظر الاقتصاد الألماني، الإمكانية العالية لدى الهند للعب دور أكبر"، مشيرا إلى أن "الشركات الألمانية يسعدها أن تلعب دورا أكبر هنا".
مشاركة :