فيما يسيل مزيد من الدماء في الشمال الشرقي السوري، وآخرها عشرات القتلى والجرحى بتفجير سيارة مفخخة في مدينة تل أبيض، يتذكر نشطاء في شمال شرقي سوريا، مواقف صدرت سابقاً عن الرئيس التركي، في سياق حديثه عما يسميها «المنطقة الآمنة». ففي فيديو قصير تداوله النشطاء، ومدته 25 ثانية، يتحدث أردوغان في مقابلة سبق بثها في 24 أكتوبر الماضي، على قناة تركية، ويقول فيها: «علينا أن نجهّز نمط حياة جديداً تحت السيطرة في هذه المنطقة الشاسعة، إن أفضل الناس للعيش فيها هم العرب، هذا المكان غير مناسب لطريقة حياة الأكراد، لأنه صحراء قاحلة»، مشيراً بإصبعه إلى خارطة تشمل الشريط الطويل، والذي يمتد على الجانب السوري بطول 120 كيلومتراً، وعمق 30 كيلومتراً. في مناسبات أخرى، يتحدث أردوغان وغيره من المسؤولين الأكراد، عن إعادة نحو 3.6 ملايين لاجئ سوري موجود حاليّاً على أراضيها. لكن تصريحات أردوغان والوضع الميداني، لا يشيان بشيء له علاقة بموضوع اللاجئين. في مدينة القامشلي، على بعد أكثر من مئتي كيلومتر نحو شرق تل أبيض، تظاهر آلاف الأكراد، تنديداً بالاحتلال التركي. تطهير عرقي أحد المتظاهرين، ووسط صيحات «لا للاحتلال التركي» قال: «تقول (تركيا) إنها تريد إعادة اللاجئين... فليعيدوا اللاجئين إلى أرضهم... فليعد أهل الغوطة إلى الغوطة، وسكان حلب إلى حلب، وإدلب إلى إدلب». ويقول آخر «إنه تطهير عرقي، وتغيير للهندسة الديموغرافية في المنطقة». الانفجار الذي وقع في تلّ أبيض، وأسفر عن مقتل 13 مدنيّاً وإصابة عشرين آخرين «جزء من مخطّطات تركيا الممنهجة، لإفراغ المدن وإجبار الناس على الهرب، وإحداث التغيير الديمغرافي»، حسب المتحدّث باسم قوّات سوريا الديمقراطيّة، مصطفى بالي، الذي أضاف أنّ «كلّ المناطق المحتلّة من جانب تركيا، تشهد مفخخات يوميّاً (..)، وعلى العالم أن يقتنع بأنّ ممارسات تركيا لا تختلف عن داعش». كثيرون من نشطاء المنطقة، يعتبرون أنه حتى لو كان الهدف التركي هو توطين لاجئين سوريين، فإن هذا الهدف «يبدو مهمة مستحيلة»، حيث إن هذه المنطقة الزراعية، تتكون من بلدات صغيرة، لا تملك البنية التحتية اللازمة لاستقبال كثير من القادمين الجدد. بالإضافة إلى ذلك، فهي منطقة معزولة، ومنفصلة عن المناطق الأخرى الخارجة عن سلطة الدولة السورية. سلب ونهب مراسلو «لوفيغارو»، وهي صحيفة فرنسية ليست سورية أو روسية، تجولوا في المنطقة، وتحدثوا إلى الناس، ونقلت عنهم وقائع عن عمليات النهب والسلب التي حدثت وتحدث، فضلاً عن ضرائب باهظة تفرضها فصائل تسمي نفسها «معارضة سورية»، وهي تابعة لأنقرة. ويقول أحد النشطاء، حسب «لوفيغارو»: «هؤلاء الناس ليسوا ثواراً، إنهم مرتزقة ومدربون، وتدفع لهم تركيا.. لا أعتقد أن أنقرة تصدر لهم أوامر مباشرة، لكن ما يقومون به من أعمال قذرة، يناسب الحكومة التركية». خلاصة الأمر، أن «اللاجئين» بالنسبة لأنقرة ورقة مساومة، تارة تلوّح بتهجيرهم إلى أوروبا، وأخرى تستخدمهم لتبرير احتلالها مناطق في الشمال، وشرعنة لعدوان حمل مسمى «نبع السلام». وربما لأن شجرة الزيتون رمز للسلام، فإن الفصائل «السورية» التي تستخدمها أنقرة هناك، فرضت ضريبة قيمتها دولاران على كل شجرة زيتون.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :