أمجاد النصر مُثلجات بَارِدة! وَما الجَديد فِي ذَلك فَجَميع المُثلجات بَاردة، بَل إنّ برودتها هِيّ ما تُمّيزها عَن غَيرها مِن الأطعمةِ.. وَهذا مَا يُوضحهُ اسمها فَهي مُثلجات مِن الثَلج وَالبرودة. الجَديد وَالمُختلف هُو إطلاق مُسمّى المُثلجات عَلى المُثلجات الذائبة مِن شِدّة حَرارة الصيف! فقَدت خاصيتها: البرودة أو حتّى التَجمّد فَكَيف تَكون مُثلجات إذاً؟!! تعتقدُ بِأنها مَازالت تَحتفظُ بِطعمهَا الحالي؟ وَيَعتقدُ صَانِعها بأنّها فَقدت جَوهرها! تَعرضت بَعض القِيّم وَالأخلاقيات لِحرارة أشعة الشّمس، فَذابت وَفَقدت شَكل القالب الذّي وُضعت فِيه لِتحملَ شَكله. أُمرنا بِالرَحمةِ والعطفِ عَلى اليَتيم وَها نَحنُ نَنسى اليتامى بَل وَقد نَقسو عَليهم. نَهانا الإسلام عَن رَد السائل وَها نَحنُ نَتغافل عَن المُحتاجِين. فُرضت عَلينا الزكاة وَاقترنت تَزكية النَفس بِالعلم فِي كِتابه الكَريم.. وها نَحنُ نَطلب العِلم فِي قلوبٍ لَم تُعَد وَلَم تتزكَّ لتلقِيه. وأرشدنا الرسول الأكرم -صلَّى الله عليه وسلَّم- للتواضع وَها نحنُ نَفرش الحَرير. وجاءت الدُنيا تبتلينا لِتذكرنا بِفنائها وَها نَحنُ نُشبّث أذيالنا تَعلقاً بِها. وتَعرّضت الأخلاق الإسلامية لِحرارة الأفكار الجَديدة.. فَتغيّر طَعم الأدب وَاختفى شَكل الرَحمة وَالعطف.. وَالغَريب أننّا مَازِلنا نَعتقد بأن ما بَين أيدينا مُثلجات؟! وكأننا فَقدنا إحساس ذَوبانها عَلى أطرافِ أصابعنا وَنَسينا شَكلها الجذّاب الذي كَثيراً مَا كان يَستهوينا! إننّا وَبِبساطة أغوتنا الإعلانات وَأعجبنا صوت البائع، فَنسينا لِمَ قَصدنا المركز التِجاري وَما الذّي كُنا نَنوي شِراءه؟ ارفعوا أكفكم وَتحسسوا ما بَين أصابعكم هَل هَي حَقاً مُثلجات؟! أم إنّ برودتها خَدعتكم وَأوهمتكم بِوجودها.
مشاركة :