افتتح مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، معرض منتجاته في مكتبة فندق البيت في الشارقة، والذي يستمر ثلاثة أشهر، ويضم 39 قطعة فنية من أصل 78 تعد أولى منتجات المجلس التي أطلقها الشهر الماضي في لندن، لتعود ضمن عدة محطات مقبلة لعرضها في الإمارات وخارجها. وتدمج الأعمال المعروضة ما بين الحِرف التقليدية التراثية والتقنيات المعاصرة، وتشتمل على المجوهرات والديكور والأثاث والحقائب، وغيرها من المشغولات الإبداعية والفنية، واشترك في تنفيذها فنانون ومصممون وحرفيون محليون وعالميون من فلسطين، وباكستان، واليابان، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وإيطاليا، وكندا، ضمن مشروعيْ المجلس (مختبرات التصميم) و(حوار الحِرف).وقالت ريم بن كرم مديرة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة في حفل الافتتاح: «يدفعنا إيمان عميق في مجلس إرثي بأن النساء هن الأقدر على إحياء موروثنا الثقافي، وحفظه ونقله إلى الأجيال المقبلة، ضمن مشاريع تنموية مستدامة، ضمن رؤية واضحة ودعم مستمر من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة نماء، المؤسسة والرئيسة الفخرية لمجلس إرثي».وأضافت بن كرم: «يحق لنا أن نفتخر بأولى منتجات مجلس إرثي التي أسهمت في تصميمها وتنفيذها أكثر من 40 حرفيَّة ومتدربة متخصصة في التلي والسفيفة والتطريز، وحِرف عالمية متعددة، من برنامج بدوة للتنمية الاجتماعية التابع للمجلس».وأوضحت أن جزءاً من ريع هذه المنتجات المعروضة للبيع سيعود لصالح الحرفيات والمتدربات، كما يذهب الجزء الآخر لدعم برنامج بدوة، الذي يوفر دورات التدريب المهني للحرفيات الإماراتيات، ويتيح الفرصة أمامهن للوصول إلى الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.ابتكارات معاصرةوزيّنت مكتبة فندق البيت أعمال تعكس روح الطبيعة في ابتكارات معاصرة، منها ثلاثة من مجموعة «الفخار الإماراتي وزجاج المورانو الإيطالي» للمصمّمين: الإماراتية فاطمة الزعابي والإيطالي ماتيو سيلفيريو، وتشمل مزهرية من الفخار بشكل أسطواني، وشاحنين للهاتف مصنوعين من الفخار والزجاج.ويقدم المعرض ثلاث أوانٍ لتقديم الفاكهة أنجزها المصمّمان الإماراتية شيخة بن ظاهر والإسباني أدريان سلفادور كانديلا، عبر دمج الجلد الإسباني الطبيعي وجدائل التلّي المنسوجة يدوياً، بأحجام وأشكال متنوعة تقترب في تكوينها من منظر الكثبان الصحراوية وطيات حجاب النساء، وتختلف تموجات كل واحد منها. كما يضم المعرض خمس قوارير زجاجية لحفظ دهن العود من مجموعة «العود ونفخ الزجاج الفلسطيني»، بأشكال عصرية مستلهمة من نبات الصبار والأحجار المرجانية، وقناديل البحر، وأعادت المصممة ديما سروجي إنتاج مشغولات تراثية في سياق أبحاثها التي تستكشف تقاطعات الفن والعمارة، من خلال الطبقات التاريخية والحواف المكانية. ويقدم المصمم الياباني المقيم في المملكة المتحدة، كازويتو تاكادوي، لوحتين جداريتين مزخرفتين تمثلان المناظر الطبيعية في الشارقة كما يراها المصمم، عبر استخدام العشب الياباني وسعف النخيل الإماراتي وورق الواشي الياباني.أما المصممة الكندية باتريشا سوانيل، فتعرض لوحتين اثنتين من شجرتين تمثلان قيمة مهمة في الثقافة الإماراتية، هما السدر الذي كان يصنع من أغصانه سقف البيوت القديمة ومن ثماره العسل، والنخلة التي كانت مصدر الغذاء والطاقة والبناء على مرّ التاريخ.وتعرض مصممة الأزياء الإماراتية خلود ثاني عملين من جلد الإبل مطرّزين بتطبيق تقنيات التطريز للأزياء الراقية، توثّق فيهما شخصيتين أسطوريتين من «الخراريف» التي يحتويها التراث القصصي الشعبي في الإمارات، هما أم الدويس وسلامة وبناتها. ويقدم أيضاً المصممون ندى تريم، وفيصل طبّارة، وخولة الهاشمي، من «العمارة وأشياء أخرى»، مقعداً مبتكراً يشبه الصخر في مجموعة «السباكة الرملية والسفيفة»، بالتعاون مع حرفيات متمرسات في نسج السفيفة من برنامج بدوة للتنمية الاجتماعية التابع لمجلس إرثي، نسجن غطاء للمقعد من جلد الإبل.
مشاركة :