شهدت فعاليات المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، أمس، إطلاق «استراتيجية تمكين المرأة في القطاع الصناعي 2023-2020»، الهادفة للترويج لرؤية منظمة اليونيدو حول المساواة ما بين الرجل والمرأة في القطاع الصناعي، وتمكينهما من لعب دورهما في تحقيق أهداف التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة. وتركزت أعمال ومناقشات المؤتمر أمس، على مواضيع الشباب وريادة الأعمال، وتمكين المرأة في القطاع الصناعي، والثورة الصناعية الرابعة، والطاقة المستدامة، والمجمعات الصناعية والاقتصاد التدويري. وتناولت جلسات النقاش، الفرص المستقبلية في عصر الثورة الصناعية الرابعة، ودور التقنيات الحديثة في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في أنحاء العالم العربي وأفريقيا، مع التركيز على التحديات التي تواجه ريادة الأعمال والابتكار في المنطقة، حيث ناقش المشاركون، الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز منظومة الريادة والابتكار. كما تطرقت النقاشات إلى الدور الكبير لقطاع أبوظبي الصناعي في دعم جهود التنمية الاقتصادية للإمارة، حيث تشير الإحصاءات إلى نمو القطاع بنسبة 6 % في عام 2018، لتصل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة إلى أكثر من 12 %. وأكد لي يونغ، المدير العام لمنظمة «اليونيدو»، على هامش إطلاق الاستراتيجية، على الآثار الإيجابية للثورة الصناعية الرابعة، والاعتماد المتزايد على الأتمتة في الاقتصاد والمجتمع، مؤكداً على الحاجة إلى التأكد من أن الثورة الصناعية الرابعة، تؤدي إلى تحقيق الازدهار للجميع، وأنها تتيح المشاركة الفعالة في القطاع الصناعي العالمي. ريادة الأعمال من جهته، أكد راشد عبد الكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، أن استضافة أبوظبي الدورة الثامنة عشر للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، يعكس التزام حكومة إمارة أبوظبي، ودولة الإمارات بشكل عام، بتقديم الدعم للجهود الدولية الرامية إلى رسم مستقبل جديد للصناعة، وفق أهداف الأجندة الدولية للتنمية المستدامة 2030. وأوضح البلوشي، في ورقة قدمها خلال المؤتمر، بعنوان «دور ريادة الأعمال والابتكار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة: نظرة إقليمية على الدول العربية والأفريقية»، أنه في إطار الوفاء بالتزاماتها لتحويل قطاع التصنيع العالمي، وتسريع التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة، قطعت إمارة أبوظبي، شوطاً طويلاً في إنشاء منصة عالمية فريدة لبناء الجسور بين المصنعين والحكومات والمنظمات غير الحكومية، وخبراء التكنولوجيا والمستثمرين. استراتيجية مستقبلية وأوضح أن استراتيجية أبوظبي المستقبلية، ورؤيتها الاقتصادية 2030، تستهدف رفع مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، إلى أكثر من 60 % بحلول عام 2030. وتولي الإمارة لقطاع الصناعة أهمية خاصة، باعتباره أحد محركات النمو المستقبلي الرئيسة في الإمارة. وقال البلوشي إن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أن قطاع الصناعة في أبوظبي، يعد من بين القطاعات الأفضل أداءً في عام 2018، حيث حقق نمواً بنسبة 6 % بالقيمة الحقيقية، بينما زادت مساهمته في إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، إلى أكثر من 12 % مع نهاية عام 2018. اقتصاد متنوع واستعرض إسماعيل عبد الله، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا»، التوجهات الإماراتية الهادفة إلى تمكين المرأة، ودور شركة ستراتا للتصنيع في تمكين المرأة في قطاع صناعة الطيران، تماشياً مع رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، والمتمثلة في خلق اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة. وأكد أن ستراتا تواصل مســاعيها لاستقطاب الكـــوادر الوطنيــة المتميزة، دون التمييز بين الجنسين، ومنح فرصة للجميع لإثبات جدارتهم وكفاءتهم. ويسهم دعم المرأة وتمكينها في تحقيق مكاسب تجارية مميزة، مشيراً إلى أن شركة ستراتا، مثال واضح على ذلك، من خلال العديد الكبير من المواطنات اللاتي يعملن في الشركة. وذكر إسماعيل أنه على الرغم أن المرأة تشكل 50 % من مجموع قادة الفرق في ستراتا، و40 % من مجموع العاملين فيها، إلا أن المرأة لا تزال تعاني من ضعف التمكين في القطاع الصناعي العالمي، وهي تشكل مخزوناً كبيراً من الكفاءات التي لم توظف كما يجب بعد. علوم وتكنولوجيا ودعا عبد الله إلى الترويج لتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بين الإناث، وتعزيز إدراكهن بأن هذا النوع من التعليم قادر على المساهمة في تغيير واقعهن، ما يضمن مزيداً من تمثيل المرأة في المناصب العليا للشركات الصناعية والتكنولوجية. كما دعا المعلمين وأولياء الأمور والقادة، إلى مجابهة الاعتقاد الخاطئ بأن المجالات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، غير ملائمة للمرأة. وأكد السفير عمر عامر مندوب مصر الدائم في منظمة «اليونيدو»، أن مصر العربية تشارك في فعاليات مؤتمر «اليونيدو» بأبوظبي بوفد كبير، مشيراً إلى الثقة والاحترام الذي تتمتع به الإمارات لدى المجتمع الدولي. تنمية صناعية من جانبه، أكد السفير جمعة العبادي سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الدولة، أن استضافة اجتماعات «اليونيدو» للمرة الأولى في منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا بأبوظبي، يعكس الاحترام والمكانة التي تحظي بها دولة الإمارات، مشيراً إلى أن نتائج الاجتماعات ستسهم في التنمية البشرية والتنمية الصناعية على مستوى العالم. بدوره، قال فؤاد شهاب دندن سفير الجمهورية اللبنانية لدى الدولة، إن اجتماعات «اليونيدو» تشهد مشاركة دولية كبيرة، تتناسب مع انعقاد المؤتمر للمرة الأولى في منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا، موضحاً أن الفعاليات تشهد مناقشات جادة حول العديد من القضايا الهامة. مساعدات تنموية شهدت جلسات المؤتمر أمس، مشاركة الشيخ فيصل آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة في البحرين، والذي توجه بجزيل الشكر لقيادة الإمارات، وأكد متانة العلاقات الأخوية بين الإمارات ومملكة البحرين. وأشار آل خليفة إلى دور مؤسسات مجلس التعاون الخليجي، مثل صندوق التنمية الخليجي، في دفع جهود التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة. وسبق أن تلقت البحرين 7.5 مليارات دولار من المساعدات التنموية من الصندوق.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :