تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العراق على نطاق واسع صورا ومقاطع فيديو لمتظاهرين في مدينة النجف مركز محافظة النجف جنوب العراق، يقومون بتغيير اسم “شارع الإمام الخميني” وسط مدينة النجف إلى شارع “شهداء ثورة تشرين”. وبحسب الصور المتداولة، يظهر متظاهرون وهم يمحون اسم شارع الخميني ويعلقون لافتات كتب عليها “بأمر الشعب.. شارع شهداء ثورة تشرين”. ويربط الشارع العديد من المناطق الحيوية في النجف حيث يمتد من تقاطع مطار النجف الدولي لمسافة 13 كيلومترا، حتى الطريق الواصل بين محافظتي النجف وكربلاء. وكان مجلس محافظة النجف في 2014 المشكّل من الأحزاب والمنظمات الشيعية، قد أطلق على شارع المطار تسمية “شارع الإمام الخميني” ما أثار ردود أفعال وانتقادات، بخصوص تسمية الشارع باسم الولي الفقيه السابق لإيران الذي قاد الحرب على العراق من 1980 إلى 1988. ويتهم العراقيون الجارة الشرقية إيران بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي. ووفق العراقيين فإن القاصي والداني يعلم أن إيران “سبب لكل مصائب العراق”، خاصة وأنها تعتبر العراق امتدادا لها و”تستعمره” دون إعلان صريح. وكان علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال في تصريحات سابقة إن “إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا، اليوم كما في الماضي”. كما أن رئيس تحرير وكالة مهر الإيرانية حسن هاني زادة دعا في مقال له العراق إلى الوحدة مع بلاده وترك ما وصفه بـ”العروبة المزيفة”. وتحكم إيران العراق فعليا عبر ميليشيات الحشد الشعبي والأحزاب الموالية لها التي يتزعمها معممون لا يخجلون حين يقولون إن العراق لو دخل في حرب ضد إيران سيقفون إلى جانب إيران. وراهنت إيران على سحق الانتفاضة العراقية عبر التحشيد طائفيا، لكنها خسرت الرهان. وكان شعار “إخوان سنة وشيعة”، الذي هتفت به الحناجر بساحة التحرير في العاصمة العراقية بغداد، منذ بداية أكتوبر الماضي، تحوّل إلى شعار للاحتجاجات في العراق. وغرد ناشط أحوازي: وفي مقاطع فيديو أخرى، ظهر متظاهرون يدوسون صور للخميني، وكذلك يتلفون صورا له في شوارع الديوانية. وقال مغرد: بدوره قال القنصل الإيراني العام في مدينة كربلاء، مير مسعود حسينيان، الاثنين، إن الأوضاع في محيط القنصلية “عادت إلى طبيعتها”. وأدانت وزارة الخارجية العراقية، يوم الاثنين، أحداث القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء، جنوب العراق. لكن معلقين رفضوا الإدانة متهمينها بالعمالة لإيران. ويشهد العراق، منذ 25 أكتوبر الماضي، موجة احتجاجات متصاعدة مناهضة للحكومة، خلفت أكثر من 250 قتيلا فضلا عن الآلاف من الجرحى في مواجهات بين المتظاهرين من جهة وقوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران من جهة أخرى. وأصبحت أجهزة الكمبيوتر المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي الأداة الأولى للثورة العراقية ضد الطبقة السياسية، لتمكين المحتجين من التواصل بين بعضهم البعض ولإيصال صوتهم إلى العالم بحرية. ولا تقتصر المطالب على السلطة السياسية، لكنها تطالب بوضع نهاية للنفوذ الإيراني وأذرعه الدينية والعسكرية في العراق، فانطلقت الشعارات المناوئة لإيران في مختلف المناطق العراقية. وكثيرا ما دشنت هاشتاغات عراقية ترفض الحضور الإيراني في العراق.
مشاركة :