القاهرة:محمد شبانة يشغل مدير التصوير الكبير سعيد شيمي حيزاً مهماً في تاريخ السينما المصرية، عبر عدد كبير من الأفلام التي عاشت في وجدان الجمهور، ونصّبته كأحد أعمدة الفن المصري، والعربي، على مدى نصف قرن ارتبط معظمها بالمخرج محمد خان الذي حلت ذكرى ميلاده الأسبوع الماضي، حيث ولد في26 أكتوبر/ تشرين الأول 1942 وتوفي في 26 يوليو/ تموز 2016. وساهم شيمي في دعم السينما بعدد من الكتب المتميزة رصد فيها خلاصة تجربته الثرية. كما ساهم في انتشار «أفلام الديجيتال». وحول حكايات الأفلام التي شارك في تصويرها، وسر ارتباطه فنياً بخان، التقيناه، وكان معه هذا الحوار.كيف جاءت بداية تجربة أفلام الديجيتال؟- المخرجان محمد خان، وطارق التلمساني أول من استخدما الكاميرا الديجيتال، واشتراها خان على حسابه، وأنتج وأخرج فيلم «كليفتي» في عام 2004 بطولة باسم سمرة، ولم يعرض في دور السينما، لكن في محطات التلفزيون مباشرة. واستحوذت على خان فكرة أنه يستطيع أن يكسر احتكار المنتجين والموزعين لصناعة السينما لكيلا تقدم أفلاماً بالطلب، ولكن كما نريدها نحن عبر فيلم ديجيتال كامل مدته ساعتان. لا أستطيع أن أقول إن التجربة نجحت بشكل كامل، لكنها كسر بالفعل قاعدة الاحتكار.ماذا وراء لقب «مصور الشوارع» الذي أطلق عليك؟- هذا اللقب ارتبط بي منذ فيلم الحريف لعادل إمام، فكانوا يطلقون عليّ «مصور الشوارع»، لأننا كنا نصور في الشوارع ليل نهار، وهو لقب لم يزعجني، بل أسعدني، خاصة في فيلم الحريف، وكان تنفيذ تصويره صعباً جداً، لأن إمام نجم معروف، والجمهور والمارة يلتفون حوله، ويعطلون التصوير، وما يعنيه ذلك من التأخر في إنجاز العمل، إلى جانب زيادة التكلفة المادية. من وجهة نظري أن فيلم «الحريف» من أفضل أفلام عادل إمام التي أخرج فيها طاقاته كممثل.على ذكر «الحريف» هل فعلاً رشح احمد زكي لبطولته؟- الفيلم فكرة خان، وسيناريو وحوار بشير الديك، وكان مرشحاً للبطولة أحمد زكي الذي اقترح أن يقدم فورمة شعره بطريقة معينة في الفيلم، لكن خان رأى أنها لا تليق بالشخصية التي من المفترض أنها شعبية، لا تهتم بنفسها، وفي اليوم التالي جاء أحمد زكي وقد صفف شعره بالفورمة التي تحدث عنها، وبدا من الواضح أنه مصر على رأيه، فكانت البطولة من نصيب عادل إمام.كيف ترى هذا التصرف باستبداله؟- هنا تكمن قوة المخرج، لأن المخرج الحقيقي الذي يعرف ما يريد يجب أن يتمسك بما يريد، فهو الذي يجب أن يوجه الممثل، لا العكس، هذه وظيفته الأساسية، البعض يحسب أن المخرج يقف ويقول أوامر، وينتهي الأمر، هذا ليس صحيحاً، المخرج يوجه الممثل في كل شيء، وطبيعة الشخصية، والحركة التي يقوم بها، ودرجة الانفعال، الممثل يجب أن يصل لدرجة الإتقان للشخصية التي يضعها المخرج في خياله، فيجب ألا تكون الشخصية في أدائها عالية، أو متوسطة، أو منخفضة، أتذكر مرة في أحد الأفلام أن المخرج أشرف فهمي أعاد تصوير مشهد 40 مرة لدرجة أن الممثلة انهارت، وانخرطت في البكاء، لأنه يرى أنها لا تؤدي الشخصية كما يريدها بالضبط، مهمة المخرج هي كيف يستخلص الشخصية من الدراما.ما العمل الذي تراه مهماً في مسيرتك؟- فيلم «عودة مواطن» من الأفلام المهمة جداً، رغم انه بدأ بفكرة بسيطة هي خداع البسطاء للسفر، لتحقيق أحلامهم المادية ليجدوا أنفسهم في النهاية في الإسكندرية، أو مرسى مطروح، وأن التذاكر والسفر كانت نوعاً من الوهم، فكرة الفيلم بدأت هكذا، وكانت أساس المناقشة حول العائدين من الخارج، بما يحملون من أفكار قد تتناقض مع الفكر المصري الأصيل.ما قصة أول إنتاج سينمائي لجمهورية جزر المالديف؟- القصة لها حكاية، تبدأ من الطفولة، والد محمد خان كان رئيس الجالية الباكستانية في مصر، وكنا نذهب هناك للعب البلياردو، والبنج بونج، وهناك ضمن من التقيناهم مأمون عبد القيوم، أحد طلاب الأزهر الذي أصبح فيما بعد أول رئيساً لجمهورية جزر المالديف، وعندما أتى لزيارة مصر بعدها قابل محمد خان، وأصبح بدوره مخرجاً شهيراً، فطلب منه أن يقدم فيلماً يكون أول إنتاج سينمائي للجمهورية الوليدة، وفعلاً ذهب خان هناك ومعه فاروق الفيشاوي ومجموعة من الممثلين وقدم فيلم «يوسف وزينب».
مشاركة :