لا شك أن الأجهزة الذكية الحديثة وتعدد البرامج الموجودة على الهواتف تسبب برتم سريع على الحياة، نعم هذه البرامج سهلت التواصل وأزالت الحواجز بين الدول وأصبحت تتحدث مع كثير من الناس وهم في بلدان مختلفة وتتواصل معهم في الوقت نفسه دون الحاجة للسفر، وكأننا أصبحنا في دول بلا حدود، بل أن المؤثرين في العالم اليوم هم هؤلاء وفي السابق كانوا مغمورين. وفي ظل سرعة الحياة اليومية والتي تسببت بجفاء عاطفي وبعد القلوب عن بعض، وانشغالنا الدائم والنظر للهواتف جعلنا ننسى من حولنا، ونتجاهل مشاعرهم، وأصبح الفرد يفكر بالأخذ ودائما تسمع كلمة مطالب من دون حقوق، فالإنسان يريد أن يأخذ من دون أن يعطي، وكأننا أصبحنا أسرى في سجون ذواتنا، حطمتنا الماديات، نريد أن نأخذ كل شيء من غير أي تعب. وأنا أتجول في مجمع «الأفنيوز» وجدت بعض الأكواخ المصنوعة من الصفائح المعدنية، وعند الاقتراب منها وجدتها مجسمات لحملة «نست»، وهي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بمساعدة الأطفال المحرومين دوليا ومحليا للحصول على التعليم وبالتعاون مع الهلال الأحمر الكويتي، وكانت مساهماتهم للمحرومين من أطفال سورية، والآن يقومون بجمع التبرعات والمساهمات من أجل المحرومين من التعليم في «الهند» وحملتهم تحت شعار «الفارق قلم»، وهناك محاكاة للأطفال هناك وكيف يعيشون وهم خارج أسوار المدارس، فبعضهم يجمع القمامة والبعض الآخر يقوم ببعض المهن، وهناك نموذج من الأكواخ فيه فصل دراسي مشابه لما هو موجود في الهند، بحيث لو تبرعت بمبلغ 65 ديناراً فستساهم في تعليم إنسان كان محروماً من التعليم. وقال الدكتور هلال الساير إن هذه المبادرة تجسد عطاء الشباب الكويتي الذي يكمل بقية فئات المجتمع،معتبرا ان التعليم أساسي في التنمية البشرية وأن مبادرة مجموعة «نست» تأتي بدعم ورعاية من جمعية الهلال الأحمر الكويتي في إطار الحملات الإنسانية التي تنظمها الجمعية لتقديم العون والمساعدة للمنكوبين في شتى بقاع العالم. إن حملة «نست» وبقية الحملات التطوعية وما تقوم به اللجان الخيرية الأهلية والحكومية يمثل ويبين أن هذه الأعمال عميقة الجذور في الشعب الكويتي من زمن بعيد، والإنسان يقف وقفة إجلال واحترام أما هذه المبادرات الإنسانية الأكثر من رائعة، وتبين معنى التكافل الحقيقي وترفع من اسم الكويت في المحافل الدولية، بل تؤكد أنها أصبحت دولة متميزة ومعروفة في العالم أنها بلد الخير والإنسانية وتسمية سمو الأمير بالقائد الإنساني أكبر دليل على ذلك. وقالت منسقة حملة «نست» نور بودي ان التفاعل مع حملة التبرعات التي انطلقت «ممتازة» داعية المواطنين والمقيمين والشركات وجميع الجهات إلى المشاركة في هذه الحملة للتخفيف من معاناة الأطفال الهنود الذين هم بأمس الحاجة إلى المساعدة وهذه الحملة تتم بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي في إطار الدور الانساني الذي تضطلع به دولة الكويت ويطال المحتاجين في شتى بقاع الأرض وتظهر معالمه في مختلف أنحاء العالم. هنيئا لأهل الكويت برجالها ونسائها من متبرعين وعاملين في الخير وفي الحملات الإنسانية هذه الإنجازات، وبإذن الله وفي مقبل الأيام سنشاهد ثمرة وأثر تبرعاتهم في هذه الدول الفقيرة والمحتاجة قادة وأطباء ومهندسين ومعلمين يقودون نهضة بلدانهم، ويسيرون بها إلى بر الأمان. akandary@gmail.com
مشاركة :