مفردتان جميلتان من مفردات لهجة أهل هذه الديرة الطيبة... فعند لفظ مفردة قلم، تستبدل القاف بالجيم القاهرية، ويستبدل حرف السين لكلمة سكر بالشين، فتكون العبارة قلم شكر، ويطلق على قصب السكر، وهو من الاطعمة المحببة لدى الاطفال يتناولونه بنهم شديد مع مجموعة من الحلويات التي تمثل لهم حلوى محببة كالخبز الذي يدهن بالدهن العداني وتذر عليه حبات من السكر الكثيف علاوة على اشكال من السيارات الصغيرة التي تصنع من الحلوى يلعبون بها ثم يتناولونها وهم يركضون ويمرحون ويلعبون ولا يفكرون بمرض أو بتوعك. ولفت الليالي والايام وتداولت الاشهر والسنوات وتطورت الامم وانتشرت الامراض وتعددت اسماؤها واخترعت المستلزمات المتعددة للوقاية من كل داء وسقم ووضعت المنظمة الاممية أياماً للصحة بل أيام لبعض الامراض تسلط فيها الاضواء على ماهية المرض واسبابه وطرق الوقاية منه. ففي الاسبوع الماضي احتُفل باليوم العالمي للسكري، وهو يوم للتوعية من مخاطر داء السكري ويحتفل به في 14 نوفمبر من كل عام بناء على توصية من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية. وهذا التاريخ يصادف ذكرى عيد ميلاد فريدريك بانتنغ الذي شارك تشارلز بيست في اكتشاف مادة الانسولين عام 1992 وهي المادة الضرورية لبقاء الكثير من مرضى السكري على قيد الحياة. على ان يركز في كل عام على مواضيع لها صلة بمرض السكري وسرعة انتشاره المذهل في ربوع الدنيا، وذلك لأسباب كثيرة ومتعددة ومختلفة ومتباينة، كلما تطور الزمن ظهرت معه أمراض جديدة تعمل العقول على ايجاد مستلزمات وطرق متعددة للوقاية منها والحد من تفاقهما، حتى يعيش الانسان في هدوء وصحة مستقرة. والمذهل بأن خمس سكان هذه الديرة الطيبة يعانون من السكري، ويعود ذلك الى انماط الحياة من قلة الحركة وزيادة الوزن والسمنة وحالة الرخاء التي يعيشها الانسان مما ساعد بشكل كبير في توغل المرضى بالجسم. ولم تزل الجهود حثيثة على علاج هذا المرض وايجاد الادوية المختلفة والعقاقير المتطورة التي تعمل على صد المرض وايقاف توغله وإنشاء المراكز التخصصية وتزويدها بالمستلزمات الخاصة التي تعمل على راحة المرضى. والمتأمل للميزانية التي تصرف على بند ادوية السكري، التي بلغت 18 مليون دينار مقارنة بـ 16 مليوناً للعام الماضي، يجعل المرء يفكر بمدى انتشار هذا المرض والميزانيات التي ترصد لمكافحته والحد من انتشاره، ولا بد أن تكون التوعية شاملة لان نمط الحياة يساعد على انتشار المرض، وكثرة الاطعمة التي تدخل في مكوناتها السكر، فهي عديدة ومختلفة ومتنوعة في اشكالها وألوانها ونكهاتها تجعلها محببة للكثيرين وخصوصاً الاطفال. فلا بد للاسر والافراد ان يفكروا في هذا المرض ويجعلوا لانفسهم طريقة ووسيلة ومنهاجاً يمشون على اساسه من اجل المشاركة في دفع ضرر المرضى عن صحتهم. وما لنا الا ان نقرأ ما كان ينشره أبناؤنا في مدارسهم: بالصحة تزهو أيامي وبها تتبدد آلامي وأعيش حياة هانئة تخلو من كل الأسقامي
مشاركة :