قال دكتور إياد المجالي، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن تجدد الهجمات الإرهابية لتنظيم داعش خاصة بعد مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إثر عملية عسكرية أعلنت عنها قيادة القوات الأمريكية في سوريا وصرح حولها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بلا شك رسالة من التنظيم لإعادة إحيائه مجددا بعد تقهقره وانحسار عناصره من العراق وأغلب المدن السورية وتفكيك تنظيمه المركزي وخسارة جميع المناطق التي سبق وسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا، فلا جدال أن التنظيم ليس هو ذاك الذي كان موجودا في عام 2014 من جميع النواحي المالية، اللوجستية، القيادية، الدعائية والتنظيمية أيضًا، فالتنظيم خسر وفقد الكثير من قياداته وأمواله بخسران الأراضي التي كانت يسيطر عليه في العراق وسوريا، وهو حاليًا عبارة عن مجاميع مشتتة تعمل بصورة ميدانية لامركزية لا تقوى في أغلب الأحيان على شن هجمات فتاكة كالسابق، وعلى الرغم من كل الهزائم التي مني بها التنظيم والتي توجت آخرها بمقتل خليفتها المزعوم (أبو بكر البغدادي) إلا أنه لا يمكن القول إن التنظيم قد انتهى وقضي عليه، فقد تختل الموازين من جديد ويتمدد كما في السابق خاصة مع بقاء خلاياه الإرهابية داخل العديد من المحافظات العراقية والسورية ،فضلًا عن وجود تنظيمات إرهابية ما زالت متمسكة ببيعتها لتنظيم داعش في آسيا وأفريقيا.وأضاف المجالي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن صعوبة القضاء على تنظيم داعش تأتي من كونه تنظيميًا ذو بنية أيديولوجية وهيكلية مرنة تستطيع التكيف مع المتغيرات المحيطة به، وما يعزز الحالة التنظيمية لخلايا التنظيم هو اكتسابها للخبرة القتالية والعسكرية والأمنية خلال السنوات السابقة إلا أنه يمكن القول إن التنظيم يمر بأسوأ مراحله وهو منهار بصور عامة وما يمنع القضاء عليها هو الأيديولوجية الطائفية التي كانت وما زالت تغذي أركان بقائه وهذه الأركان تتمثل بالأركان: الفكرية التنظيمية، الدعائية الأمنية-العسكرية، والمعنوية، والدعم المالي واللوجستي القائم.وقد أصاب التنظيم انهيار أمني وعسكري بعد فقدان أرض الخلافة مما أدى بالتالي إلى إضعاف قدراته التنظيمية العامة والخاصة، وانخفضت معنويات قياداته وتنظيماته إلى الحضيض مؤخرًا بمقتل أبو بكر البغدادي، وأصابت آلته الإعلامية الشلل بعد مقتل أبو حسن المهاجر المتحدث الرسمي للتنظيم والذي تزامن مع مقتل خليفة التنظيم، إلا أن الأيديولوجية الإرهابية ما زالت سليمة وإن تأثرت هي الأخرى إلى حد ما، إلا أن القضاء عليها تحتاج إلى جهود متكاملة وجبارة من كافة النواحي السياسية والأمنية والتربوية والاقتصادية أيضًا.وأشار المجالي، إلى أنه ليس من المرجح أن يطرأ على هيكلية التنظيم (خاصة الأمنية والميدانية) أي تغييرات جذرية في الوقت الحاضر، حيث إن المجاميع والخلايا الإرهابية المتوزعة والمنتشرة في العراق وسوريا تعمل بصورة لامركزية وتعتمد على قدراتها الميدانية وتحاول إيجاد بدائل للتمويل الذاتي، وهي لا تتواصل مع الولاة أو قيادات الصف الأول والثاني الا بصعوبة بالغة ولفترات زمنية متباعدة.
مشاركة :