قصة أميرة العياط من قتل سائق دفاعا عن شرفها حتى إخلاء سبيلها

  • 11/6/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في إحدى زوايا غرفة الحجز بقسم شرطة العياط، تجلس ابنة الـ15 عامًا بين 4 حوائط بغرفة الحجز، روحها ليست معها، تركتها وذهبت هناك، في منزلها بالفيوم، تفكر في الصدمة التى ضربت قلب أمها وأبوها وشقيقاتها، مخاوف وهواجس وكوابيس قاسية تحاصرها، تهددها، تُقلق منامها، تستيقظ فزعة من نومها، لتنتبه لضوء خافت من منفذ صغير بالغرفة، تنظر إلى الضوء القادم من الخارج، لتتساءل: "هل من الممكن أن أخرج يومًا من هذا المكان وأعود إلى أحضان أسرتى؟".3 شهور قضتها الصغيرة بداخل الحجز، تبحث عن بارقة أمل بين كلمات المحامية ووالدها في الزيارة، ظلت تنتظر أن ينصفها القضاء، بعد أن قتلت سائق في إحدى المناطق الجبلية، حاول اغتصابها، وقال لها: "أنا هنام معاكِ دلوقتى"، ولكنها لم تستسلم له، دافعت عن شرفها بكل قوة وبسالة، وانتصرت، قتلته بـ 13 طعنة.لم تفقد الأمل خلال تلك الفترة، فمهما طال الليل لا بد للظلام أن ينجلي، وبالفعل جاء القرار لتتنفس الفتاة الصغيرة الصعداء، ليعود الأمل من جديد، جاء قرار محكمة جنايات الجيزة بإخلاء سبيل أميرة أحمد من سراي النيابة، وأخذ تعهد على والدها بإحضارها في جلسات المحاكمة.دموع الفرحة كانت حاضرة، لم تكن تصدق بأنها أخيرًا ستقف على "الأسفلت" كما يقولون، خرجت من قسم شرطة العياط على يسارها المحامية الخاصة بها، وعلى يمينها والدها.قرار إخلاء السبيل كان لها بمثابة طوق النجاة، وتأكيدًا بأن الله لن يتركها هباءً، تبدل الحزن بالفرح، وارتسمت السعادة على وجهها، لم يتوقف لسانها عن ترديد مدى فرحتها بنبأ إخلاء سبيلها، فأكدت أنها متشوقة للغاية لأحضان والدتها، فقد كانت تحلم بتلك اللحظة التى ستعود فيها مرة أخرى إلى منزلها حيث تجلس مع شقيقتها ووالدتها ووالدها."كنت بحلم بكوابيس ليل ونهار، لكنى كنت متأكدة أني سأخرج، وأن ربنا مش هيسيبنى"، هكذا أوضحت أنها كانت تحلم بالعودة مرة أخرى إلى مدرستها وتحقيق حلمها، تحلم بأن تعود حياتها إلى طبيعتها، مشيرًة إلى أنها لو كانت تعلم بأن ذلك سيحدث معها لم تكن خرجت من منزلها في ذلك اليوم.قضية فتاة العياط أثارت لغطًا كبيرًا في الشارع المصري، ولكن تقرير الطب الشرعى كشف عن مفاجآت في القضية، فقد تسلمت نيابة جنوب الجيزة تقرير الطب الشرعي، الذي أكد أن أميرة كانت في حالة دفاع شرعي عن النفس، وأكد أن الطعنات التي وجهتها أميرة للمجني عليه، هي من ذات السلاح الذي ضبط، وأرشدت عنه، وأنها ارتكبت الجريمة بمفردها دون مساعدة أحد، كما أكد التقرير، أن أقوال أميرة جاءت مطابقة للفحص الفني، وأكد صدق روايتها وقتلها للمجني عليه دفاعا عن شرفها.دفاع عن الشرف القضية كانت قد تفجرت قبل أشهر، حينما توجهت «أميرة. أ- 15 عاما» بصحبة والدها إلى قسم شرطة العياط، وأبلغت رجال الشرطة أنها طعنت شخص بالمنطقة الجبلية بناحية طهما، بسكين بحوزتها قدمتها وعليها آثار دماء مما أدى إلى وفاته، وذلك على خلفية قيامه اختطافها هو وآخرون داخل سيارة ميكروباص للاعتداء عليها جنسيًا، وبالانتقال إلى المكان المُبلغ به، تبين وجود جثة لشخص يدعى «الأمير. م- 30 عاما» سائق ميكروباص، والتي وجدت في ذات المكان وعليها آثار دماء من الأمام والجانبين.وخلال التحقيقات معها قالت أميرة: إنها قامت يوم الواقعة بالاتفاق مع شخص يدعى «وائل. م» وتربطها به علاقة عاطفية، على اللقاء به بحديقة الحيوانات بالجيزة، مضيفة أنها التقته بالفعل، وكان يصحبه شخص آخر يدعى «إبراهيم. م» وتنزهوا سويا، وعقب رجوعهم من حديقة الحيوان الرابعة عصرًا، توجهوا إلى موقف المنيب بالجيزة، وذلك للعودة إلى محل سكنها بطامية الفيوم، ولكنه غاب عن نظرها مع ازدحام الأتوبيس.وتابعت الفتاة المتهمة، أنه حال تواجدها بموقف المنيب، قامت بالاتصال به هاتفيًا، ولكن شخصًا آخر أجاب عليها، وقال: إنه عثر على هذا الهاتف وهو مستعد لتسليمه لها، فأقرّت له أنه خاص بها، فأخبرها أن تحضر لاستلام الهاتف المحمول، ووصف الطريق لها، وحال حضورها تقابلت مع المجني عليه، واستقلت السيارة الميكروباص خاصته، وطلبت منه الهاتف فأخبرها أن أصحاب الهاتف قاموا بأخذه، فطلبت منه توصيلها إلى الطريق الصحراوي الغربي لاستقلال إحدى السيارات توفيرًا للوقت، وعقب السير في طريق فرعى من قرية طهما تؤدي إلى الصحراوي الغربي، توقف بالعياط على جانب الطريق على رأس أحد المدقات، وراودها عن نفسها ولكنها رفضت، فقام السائق بالدخول داخل المدق الجبلي وتوقف بوسط الصحراء، داخل المدق وأخرج سكينًا مهددًا إياها، أنها لو لم تستجب له سوف يقوم بقتلها مهددًا إياها بالسلاح الأبيض الذي كان بحوزته، فقامت بإيهامه بالرضوخ لطلبه، فتخلى عن السلاح الأبيض، ونزل من السيارة وتوجّه إلى الباب الآخر نحوها، وما أن شعرت بالتحرش بها قامت باستلال السكين الخاص بالمجني عليه، وقامت بطعنه حال قيامه بالاعتداء عليها جنسيا.تعقيبا على الجريمة تقول فاطمة زغلول المحامية بالنقض: جرائم الدفاع عن الشرف تختلف حسب نوع الواقعة، مضيفة أن الدافع عند الرجل والمرأة واحد، ولكن يختلف الحكم في ساحة القضاء، فالزوج قد يقوم بقتل الزوجة عند خيانتها له دفاعا عن شرفه، ويأخذ حكما مخففا وقد يصل للبراءة، فيما الأمر يختلف لو قامت زوجة بقتل زوجها عند رؤيتها خيانته لها، فتحاكم بعقوبة مغلظة تصل للإعدام، موضحة أن ذلك هي نصوص القانون، حيث لا يوجد في القانون ما يسمى «جريمة زنى للرجل»، لكن يوجد «جريمة زنى للمرأة».وتؤكد فاطمة زغلول أن جريمة الدفاع عن الشرف للحدث، كما حدث في واقعة فتاة العياط، يكون الحكم فيها مخففا، وتتراوح العقوبة في القضايا المشابه من 3 لـ7 سنوات، أو البراءة، حسب رؤية هيئة المحكمة، وحسب الإقناع الشخصي للقاضي، مضيفة أنه لكل قضية تفاصيلها الدقيقة التي تراها المحكمة، وتصدر حكمها بناءً على رؤيتها لذلك.

مشاركة :