أعباء السكري تصرف المرضى عن إجراء فحوصات السرطان

  • 11/7/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشف باحثون أن أعباء إدارة مرض مزمن مثل السكري قد تدفع النساء إلى تخطي فحوصات السرطان الموصى بها. فقد وجد تحليل لبيانات مجمعة من دراسات، أجريت على مدى عقدين من الزمن، أن النساء المصابات بمرض السكري أقل خضوعا لفحوصات سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي والقولون من النساء اللاتي لا يعانين من المرض. قالت الدكتورة لورين ليبسكومب، أخصائية الغدد الصماء في مستشفى “وومانز كوليدج” وأستاذة طب مساعدة في جامعة تورنتو الكندية، “نحن نعلم أن الأشخاص المصابين بداء السكري لديهم نسبة خطر ضعيفة (للإصابة بالسرطان) ولكن حجم الخطر يرتفع بشكل كبير إذا تعلق الأمر بأنواع بعينها من السرطانات. أردنا معرفة ما إذا كان انخفاض عدد فحوصات السرطان يساهم في هذه الاختلافات”. وأضافت ليبسكومب لرويترز هيلث في مقابلة عبر الهاتف “وإذا كان هناك خطر أكبر للإصابة بالسرطان، أردنا التأكد من أننا على الأقل قد رصدناه مبكرا”. بحث المؤلفون عن الدراسات التي أجريت بين عامي 1997 و2018 حول معدلات اختبارات الفحص الموصى بها لدى البالغين المصابين بمرض السكري والتي تشمل التصوير الإشعاعي للثدي لكشف سرطان الثدي واختبار بابانيكولاو (باب) لسرطان عنق الرحم لدى النساء، واختبارات دم البراز أو منظار القولون لسرطان القولون والمستقيم لدى النساء والرجال. وحلل الباحثون 37 دراسة توزعت بين 21 من الولايات المتحدة و3 من كندا والباقي من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. وتراوحت أحجام مجموعات الدراسة من 129 إلى 732687 شخصا. وأفاد تقرير نشر في الدورية الطبية “ديابيتولوجيا” أن معدل فحوصات سرطان عنق الرحم كان أقل بنسبة 24 بالمئة لدى النساء المصابات بمرض السكري مقارنة بالنساء غير المصابات بهذا المرض المزمن. كما كانت نسبة فحوص سرطان الثدي لديهن أقل بـ17 بالمئة مقارنة بغيرهن. وعندما حلل فريق البحث معدلات فحص القولون والمستقيم، وجدوا أنها كانت أقل بنسبة 14 بالمئة لدى النساء المصابات بالسكري، في حين أن عدد فحوصات الرجال بدت متماثلة بين الأصحاء ومن كانوا يعانون من السكري. وقالت ليبسكومب تعليقا على ذلك إن لمرض السكري أعباء كبيرة تتطلب الكثير من الرعاية. وأردفت “قد يعني التعقيد والوقت المستغرق في إدارة مرض السكري أن الخدمات الوقائية الروتينية مثل فحص السرطان قد يتم نسيانها أو إهمالها من قبل كل من المرضى ومقدمي الرعاية”. وأشارت إلى أنه ليس من الواضح سبب حدوث اختلاف في معدلات فحص سرطان القولون لدى النساء فقط. “نتساءل عما إذا كان هناك تصور بأن سرطان القولون والمستقيم أكثر شيوعا لدى الرجال منه لدى النساء كما لاحظت الدكتورة إميلي جالاغر، أستاذة مساعدة في الغدد الصماء والسكري وأمراض العظام في إيكان كلية الطب بماونت سينا في مدينة نيويورك والتي لم تشارك في الدراسة، “يتم فحص مرضى السكري (عادة) لمتابعة تطور المضاعفات التقليدية للمرض مثل اعتلال الشبكية والاعتلال العصبي وضغط الدم ومراقبة الدهون ومعالجتها”. ولفتت جالاغر إلى أن التركيز على متابعة تطورات مرض السكري يرجئ الاهتمام بالسرطان إلى مراتب متأخرة ضمن لائحة الأولويات لدى مريض السكري. وتتفق مع الباحثين على أن مرضى السكري ومقدمي الرعاية الصحية بحاجة للوعي بأهمية إجراء فحوصات السرطان. وقالت ليبسكومب “الخبر السار هو أن الفحص المبكر للسرطان مفيد لمرضى السكر كما هو الحال بالنسبة إلى الأشخاص الأصحاء”. وتجدر الإشارة إلى أن دراسة طبية أميركية سابقة كانت أفادت أن مرضى السكري من النوع الثاني أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس. وقام باحثون بكلية طب جامعة كاليفورنيا الجنوبية في الولايات المتحدة بإجراء الدراسة التي نشرت في مجلة المعهد الوطني للسرطان. وسرطان البنكرياس من الأورام الفتاكة وعادة لا يتم اكتشافه إلا بعد أن يصل إلى مرحلة متقدمة. ولكشف العلاقة بين السكري وسرطان البنكرياس، راقب الباحثون 15 ألفا و833 من مرضى السكري من النوع الثاني لفترة امتدت إلى 14 عاما. ووجدوا أن مرضى السكري كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس بمعدل الضعف مقارنة مع غير المصابين بالمرض. وجاء في الدراسة أن ما يقارب 52.3 بالمئة من حالات سرطان البنكرياس تحدث خلال 36 شهرا من تشخيص مرض السكري. وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تدعم الفرضية القائلة إن مرض السكري أحد مظاهر الإصابة بسرطان البنكرياس. وأضاف الباحثون أن مرضى السكري الذين تم تشخيصهم مؤخرا والمصابين بسرطان البنكرياس يمثلون مجموعة كبيرة من الذين يمكن دراستهم لتطوير الاختبارات اللازمة للتشخيص المبكر لسرطان البنكرياس. وقالت د.وايندي سيتياوان قائد فريق البحث “العلاقة بين مرض السكري وسرطان البنكرياس فريدة من نوعها، ولا تظهر في سرطان الثدي وسرطان البروستات وسرطان القولون والمستقيم”. وأضافت “داء السكري طويل الأمد هو أحد عوامل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس”. كما وجد فريق من الباحثين الأميركيين أنه بارتفاع مستويات السكر في الدم يحدث ضرر بالحمض النووي، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وقال الدكتور جون تيرميني “معروف منذ فترة طويلة أن مرضى السكري لديهم مخاطر للإصابة أكبر بمقدار 2.5 ضعف بالنسبة إلى بعض أنواع السرطان، وتشمل هذه السرطانات المبيض والثدي والكلى وغيرها، ومع استمرار الإصابة بداء السكري وارتفاع مستوياته في الدم، من المرجح أن يرتفع معدل الإصابة بالسرطان أيضا”. واشتبه العلماء قديما في أن خطر الإصابة بالسرطان المرتفع لمرضى السكر ينشأ من خلل الهرمونات، ففي الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، لا يقوم الأنسولين بحمل الغلوكوز في الخلايا بشكل فعال، وبالتالي فإن البنكرياس ينتج الأنسولين أكثر فأكثر، ويحصل المرضى على ما يسمى بـ”فرط الأنسولين”، ويحفز هرمون الأنسولين نمو الخلايا، مما قد يؤدي إلى السرطان. وافترض العلماء أيضا أن المريض بداء السكري من النوع الثاني تكون لديه زيادة في الوزن. وتنتج الأنسجة الدهنية الزائدة مستويات عالية من الدهون الدهنية مقارنة بالذين لديهم وزن صحي. وهذا بدوره يعزز الالتهاب المزمن والذي يرتبط بالسرطان. وتساءل الباحثون عما إذا كانت مستويات الغلوكوز المرتفعة في الدم لدى مرضى السكري يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي، مما يجعل الجينوم غير مستقر، مما قد يؤدي إلى السرطان. لذلك بحثوا عن نوع معين من الضرر في شكل قواعد الحمض النووي المعدلة كيميائيا، والمعروفة باسم (سي.إي.دي.جاي)، في زراعة الأنسجة ونماذج الفئران من مرض السكري. ووجد الباحثون في الواقع أحد هذه الأضرار ثم أجروا دراسة سريرية تقيس مستوياته في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني. وكما هو الحال في الفئران، كانت لدى مرضى السكري مستويات أعلى بكثير من (سي.إي.دي.جاي)، مقارنة بالأشخاص غير المصابين بهذا المرض. ويوضح د.جون تيرميني أن هذه النتيجة ستساعدهم في وصف بروتوكول علاجي يساعد على حماية مرضى السكري وتقليل إصابتهم بالسرطان.

مشاركة :