إيران هي التي صنعت (داعش) في العراق «لشيطنة المكون السني» العراقي، وخلق حالة احتراب طائفي بين الشيعة والسنة.. وهي الآن تحاول بنفس السياسة اللئيمة أن (تشيطن) المكون الشيعي الرافض لوجودها في العراق، ولذلك فهي تقوم بعمليات التصعيد القمعي والقتل ضد المتظاهرين في المدن العراقية عبر أذرعها ومليشياتها المسلحة الموالية لها في العراق. في البداية وافقت إيران على استقالة رئيس الوزراء (عادل عبدالمهدي) لكن من دون جلسة استجواب في البرلمان حول الجهات التي كانت تقف خلف قتل حوالي 250 متظاهرا في المدن العراقية وجرح الآلاف.. وبعد ذلك رفضت استقالة (عبدالمهدي) واستبدلت ذلك بتعديلات دستورية شكلية لامتصاص غضب الشارع. وقالت مصادر سياسية لمراسل «أخبار الخليج» بالأمس: إن «عبدالمهدي تعرض لضغوط من وكلاء إيران في العراق لقمع التظاهرات قبل أن تكون خارج السيطرة، وربط مراقبون في بغداد بين حملة القمع الواسعة التي شهدتها أحياء كبيرة من بغداد، فضلا عن مدينتي الناصرية والبصرة وغيرهما، ووجود رجل إيران في العراق (أبو مهدي المهندس) ضمن الحاضرين في الاجتماع الأمني الذي ضم وزيري الداخلية والدفاع». إذن إيران التي هزها جدا هذا التحالف الشيعي-السني ضدها في العراق لن تتردد البتة في القيام بمجازر أكبر ضد المتظاهرين في الشوارع العراقية، وسوف تحتفظ بورقة استقالة رئيس الحكومة (عبدالمهدي) حتى آخر الخيارات، لكن سقف مطالب المتظاهرين قد ارتفع إلى ما هو أكثر من (استقالة الحكومة)، إنهم يرفضون الوجود الإيراني بأكمله في العراق، وما مداهمة القنصلية الإيرانية في (كربلاء) من قبل المتظاهرين إلا مؤشر كبير على نمو رفض الوجود الإيراني في بلادهم.. ليس فقط طرد (قاسم سليماني) من العراق، بل رفض كل العملاء العراقيين الموالين لإيران، واستبعاد وجودهم في العملية السياسية القادمة. إذن إيران لا تواجه السنة العراقيين وحدهم.. إنها تواجه الشيعة والسنة معا.. الذين يفضلون أن يكونوا عربا أحرارا على أن يكونوا موالين لنظام الملالي في إيران.. لذا فإن إيران سوف تتجه إلى قمع و(شيطنة) المكون الشيعي العراقي هذه المرة.. تماما مثلما فعلت سابقا في صنع «داعش» الإرهابي على يد (نوري المالكي) في الموصل قبل أعوام.
مشاركة :