سيرة مكشوفة - نجوى هاشم

  • 5/12/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ليست هناك سيرة بالغة السوء كسيرة "كذاب" أو كاذب.. يقضي حياته وهو يخترع الكذبة ثم يردفها بكذبة أخرى.. ثم يصححها بكذبة ثانية.. ثم يؤكدها بكذبة ثالثة.. وأنت وغيرك تستمعان له.. وتتعاملان معه.. وتصدقان ما يقوله.. وهو يمارس معكما ضبط إيقاع مبهر يجعل من الكذبة مساراً لايتوقف.. ولايمكن كشفه أو التوقف أمامه وتفنيده باعتبار أنه غير صحيح..! في الحياة نصادف كذابين قد نصدقهم.. ربما لأننا لانتخيل أن نشك فيهم أو أنهم غير صادقين معنا.. نتعامل معهم بمصداقيتنا لابمصداقيتهم وهنا تختلف الصورة.. حيث إنك تراها كما صدّرها لك الكاذب وفي نفس الوقت.. هو نجح في أن يسيطر عليك ويصدّر لك ما أراده وليس الصحيح والمفترض..! تعرف أشخاصاً كذابين ويزعجك هذا الأمر لكن في الوقت نفسه لاتقطع علاقتك بهم أو تستغني عنهم.. ربما لأنهم جزء من منظومة حياتك.. وربما لأنك تعودت على كذبهم وهذه هي الكارثة.. وقد تواجههم بأكاذيبهم ومع ذلك تستمر العلاقة.. هل لأن نوعية كذبهم غير مؤذية لك؟ أم أنهم تحولوا إلى جزء من نسيج حياتك.. ترفض سلوكه أو جزء من تكوينه ومع ذلك لاتستغني عنه.. يدخل ذلك في خانة اللاوعي، والاستيعاب لأشياء ترفضها ومع ذلك تتقبلها.. كونها من شخص قريب أو ترتبط به..! بالعشرة الطويلة تكتشف ما يقوله الكاذب وتفرق بينه وبين الصدق.. ولكن ماذا عن أشخاص لاتعرفهم معرفة جيدة أو ترتبط بهم رسمياً.. ويصدمك كذبهم؟ هل بإمكانك أن تعرفهم او تستطيع غربلة الصدق من الكذب.. ؟ المختصون في أنماط علم النفس السلوكية حددوا عشر نقاط وعلامات سهلة تجعل من كشف الكاذب ومعرفة حقيقته المزيفة أمراً هيناً.. _لغة العيون.. نظراً لارتباك الشخص الكاذب فإنه غالباً ما يشيح ببصره عمن أمامه لتجنب ظهور علامات الارتباك عليه أو يحاول التركيز بشدة بالأعين مع من يتحدث معه لاعتقاده بأن ذلك يجعله أكثر مصداقية..! _التكلف الحركي.. يحاول معظم الكذابين تجنب التكلف الحركي والظهور بمبدأ الواثق من كلامه لاعتقادهم بأن ذلك يجعلهم أكثر مصداقية أمام من يستقبلون حديثهم.. كما أنهم يعتمدون على تضمين حديثهم لاستنتاجات تشكيك معاكسة لإبعادالشبهات عن مصادر معلوماتهم المكذوبة..! _لغة الجسد القلقة.. تطغى على جسد الكاذب لغة قلقة وتبدو حركاته وكأنها لاإرادية مثل حركة رموش العين السريعة وتغير نبرة الصوت واضطراب حركة اليدين..! _محتوى المعلومات.. يتباين محتوى المعلومات التي يدلي بها الكاذب من حيث قيمتها وأهميتها وفائدتها حيث يتعمد أحياناً الإسهاب في شرح تفاصيل لاقيمة لها أو تجنب ذكر معلومات مهمة لكي لا ينكشف أمره وإضافة تفاصيل مقتضبة ومرتبكة..! _موقف دفاعي واندفاعي.. يميل الأشخاص الكاذبون غالباً إلى اعتماد المواقف الدفاعية وبشدة عما يقولونه ويدعونه لإعطاء انطباع بصدقهم وإضفاء شعور بالثقة عنهم.. ويندفعون بسرعة عند إحساسهم بأن من أمامهم يشكك فيهم..! _ انتقاءالمعلومات.. يضفي بعض الكاذبين على حكايتهم المسرودة معلومات منتقاة لظنهم أو معرفتهم بأنها تهم وتناسب متلقي كذبهم مع الإكثارمن التفاصيل السخيفة التي تكشف عن زيف حديثهم..! _حركة العين.. يقول مختصون إن الشخص الذي يستخدم يده اليمنى في الكتابة عندما يسترجع معلوماته يرفع عينيه ثم يوجههما لمجال الرؤية الأيسر لا إرادياً إذا كان سيصدق.. أما إذا كان سيكذب فيوجههما لليمين.. ونفس الأمر ينطبق على الأعسر ولكن بعكس الاتجاهات..! _حمرة الخدود.. وتعتبر هذه العلامة من أشهر العلامات الدالة على الكذب.. رغم أنّ بعض المختصين لايعتبرها علامة أساسية لأنّ هناك من تحمر خدوده خجلا ًأو غضباً أو انبهاراً في بعض الأحيان..! _تغير الملامح.. فمن نصف ابتسامة ساخرة على وجه الكاذب في غير محلها أو حركة لا إرادية غريبة مثل تكرار لمس الأنف أو حك الأذن أو العين وغيرها من الحركات البسيطة..! _تكرار الكلام.. حاول أن تسأل من تشك في مصداقيته بأن يكرر ما قاله بعد فترة قصيرة.. ستكتشف اختلاف الحديث ونقصه أو زيادته عن القول الأول وذلك لأنه في الأساس لم يكن مبنياً على الصدق..! ولكن هناك ما هو أهم من هذه النقاط وهو قلب الإنسان المتلقي وإحساسه البدهي.. والغريزي.. الذي في غالب الأحيان يضيء له النور الأحمر الذي يؤشر أنّ ما يسمعه كذب، وانّ ذلك الشخص كاذب.. فقلب المؤمن دليله..!!

مشاركة :