كرم الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة رئيس مجلس أمناء الجائزة، الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها السادسة. وأقيم حفل توزيع الجوائز في قصر حاكم مدينة ساو باولو بالبرازيل أمس الأول، في حضور جيرالدو الكمين حاكم ساو باولو، وهشام القحطاني سفير خادم الحرمين الشريفين في البرازيل، فيصل بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، وعدد من النخب البرازيلية والسفراء والمثقفين. وقال الأمير عبد العزيز: أنقل لكم تحيات الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعميق تقديره لكم، موضحاً أن اختيار البرازيل لإقامة حفل تسليم الجائزة في دورتها السادسة تم بعناية لارتباطها بعلاقات أخوية، وودية ووثيقة بالشعوب العربية في ظل تواجد نحو عشرة ملايين برازيلي من أصول عربية، ثم لانتهاجها سياسة خارجية فاعلة، وثَّقت فيها علاقاتها مع العالم العربي، ودخلت في حوارات ثنائية وعلى مستوى المنطقة، لدعم التعاون الاقتصادي والثقافي؛ ما ساعد على إقامة شراكات قائمة على الحوار والتفاهم والثقة والاحترام المتبادل، والقيم الإنسانية المشتركة، وشدد على أن هذا الاختيار تأكيداً للتواصل العربي البرازيلي الذي سيؤكده أيضاً الاحتفال باليوم العربي ويوم التضامن مع فلسطين في العاصمة البرازيلية خلال الفترة من 29 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 4 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. صورة جماعية لعدد من الحضور والفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها السادسة بالبرازيل. واعتبر أن السعودية تصافح بهذه الجائزة التقديرية العالمية شعوب العالم بكل ودٍّ وترحاب؛ وتحترم كل المبادرات والفعاليات التي تحترم الحوار والتعايش، وتسعى نحو الاستقرار في شتى الميادين والمجالات؛ لأن الترجمة، تحمل فكرة التقارب المعرفي بين الشعوب، وتشكِّل جسرًا للتواصل بين مختلف الثقافات والحضارات؛ كما تعد إحدى أبرز الوسائل لنقل المعارف والعلوم والآداب، ومن أهم روافد الثقافة التي أحرزت انتشارًا واسعًا ومتنوعًا، وأوجبت الضرورات للقيام بها ومتابعتها. وأضاف نائب وزير الخارجية: إذا كانت الترجمة عملاً ثقافيًا، ينتج عنه تواصل وتحاور، طويل الأمد على صعيد الأفراد والجماعات؛ فإنما تعبِّر أيضًا عن أبعاد حضارية قابلة للتعميم والانتشار عبر تفاعل الثقافات في إطار من العلاقات المبنية على التبادل الثقافي والإبداع بين مختلف الشعوب والثقافات كحوار ضمني بين تجارب الشعوب الثقافية من خلال الكلمة الفاعلة؛ ونستطيع التأكيد بعد سبع سنوات من انطلاقة هذه الجائزة العالمية أنها قد نجحت في إبراز أهمية الترجمة من خلال توحيد دلالات المصطلحات والمفاهيم؛ لنشر ثقافة إنسانية مشتركة، تُقارب ما بين الشعوب، كما آمل أن تكون الجائزة نجحت في استقطاب كبريات الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية بجذب أفضل المترجمين من جميع دول العالم، للمشاركة والتفاعل مع أهداف الجائزة للمساعدة في تنشيط حركة الترجمة العالمية. من جهته أوضح فيصل بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة أن الترجمة في كل الثقافات والحضارات، كانت وما زالت، وسيلةً حضاريةً ومؤشرًا مهمًا على عظمة الاختلاف؛ ورقي التنوع؛ وقوة التواصل مع الآخر؛ لذلك كان استثمار الملك عبد الله بن عبد العزيز، في هذا المجال الحضاري الثري؛ لتنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها؛ ودعم فرص الحوار الفاعل؛ وتعزيز التواصل المعرفي بين الدول والشعوب. وتمنى أن تشكِّل هذه الجائزة نقطة انطلاقة جديدة في العلاقات الثقافية بالبرازيل وأمريكا الجنوبية، متطرقا إلى تجربة نجاح النهضة البرازيلية التي ما كان لها أن تحدث لو لم تتوافر هذه الشراكة المعرفية والإنسانية الحقيقية ووعي المثقفين لأهميتها. وقال ابن معمر إن أبرز نقاط الجذب لهذه الجائزة العالمية، إضافة إلى الدعم المعنوي والمادي؛ هو انفتاحها على الثقافات واللغات كافةً واعتبار الفيصل في ذلك هو قيمة العمل المترجم، وما يضيفه للعلم والمعرفة؛ لذلك نفخر بالإقبال الكبير عليها الذي يعكسه حيازتها مصداقية المبدعين وثقتهم في نهجها، حيث استقبلت خلال الدورات السابقة والحالية 869 مشاركة من 51 دولة، في مختلف الفروع، بـ 36 لغةً. أما جيرالدو الكمين حاكم مدينة ساو باولو البرازيلية فأكد على عمق العلاقات بين البرازيل والسعودية منذ عام 1963 مشيرا إلى الترحيب الكبير لهذه الجائزة في البرازيل، وشدد على الدور الكبير الذي تلعبه السعودية في تعزيز الثقافة، خاصة تعزيز اللغة العربية على المستوى الدولي. فيما قدم الدكتور سعيد السعيد أمين الجائزة أسماء الفائزين مع شرح عن لجان التحكيم، لتحقيق الموضوعية والتزام الكامل في جميع مراحل تحكيمها العلمي بالمعايير المعتمدة في لائحتها من حيث جودة النص وحسن اختيار الموضوع والدقة والأمانة العلمية واحترام حقوق الملكية الفكرية وبما يتناسب مع مكانة الجائزة ورسالتها العلمية نحو تفعيل موضوعي لحوار بناء بين الثقافات العالمية ونقل للمعرفة الأصيلة بين اللغات. وأعرب الفائزون عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين على هذه الجائزة التي أصبحت جسراً للتواصل بين الحضارات.
مشاركة :