يسعى الشاعر عبد العزيز الريس في مجموعته الجديدة إلى التنوع الشعري والإبداعي، وتنقل بين أنماط وأساليب شعرية مختلفة. وتؤطر الرومانسية المجموعة التي تحمل عنوان وفي المساء يصمت الغروب. ويتنقل الشاعر بين القصيدة التقليدية العمودية ذات الوزن الواحد والقافية الواحدة وهي تشكل أغلبية شعره وبين متفرع منها هو تلك التقطيعات التي تركز على عدد من الأبيات (أربعة أو ثلاثة) ويتبع فيها وزنا واحدا وقافية واحدة لينتقل بعدها إلى أبيات أخرى بقافية مختلفة على غرار الموشحات الأندلسية لكن دون قافية نهائية. إلا أنه في مجالات أخرى ينتقل بين أنماط شعرية أكثر حداثة منها قصيدة التفعيلة، أي تعدد الأوزان والقوافي، ومنها ما يبدو مزيجا من هذه ومن قصيدة النثر التي تتحرر من الوزن والقافية. وهناك انطباع واضح يتكون لدى قارئ شعر عبد العزيز الريس وهو أن القصائد الحديثة أي تلك المتعددة الأوزان والقوافي تبدو غالبا متسمة بشعرية موحية أكثر من القصائد التقليدية. ولا بد من الإشارة إلى أن القصائد الحديثة نظمت في فترة متأخرة زمنيا عن معظم القصائد التقليدية التي تعود إلى فترات سابقة لتلك الحديثة. وردت المجموعة في 85 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان، وفق رويترز للأنباء. وتستهل المجموعة بإهداء مختصر حافل بالحزن الرومانسي، إذ يقول الشاعر إلى حب قديم الكآبة غض الدموع. وقصائد المجموعة لا تحمل عناوين، ففي القصيدة الأولى يستخدم نمط الكتابة الشعرية متعددة القوافي. وفي قصيدة أخرى يتخلى عن تعدد القوافي ويكتب شعرا موحيا متعدد الوزن موسيقاه داخلية أكثر منها واضحة مدوية. وفي ثالثة يبدأ الشاعر الريس بأبيات ذات وزن متعدد ودون قافية، لكن الأبيات الختامية تعود إلى الوزن والقافية المتعددين. كما أنه وفي مجال آخر يبدأ القصيدة على نمط قصيدة النثر لكنه لا يلبث أن يجعلها مطعمة بقواف ووزن. وفي قصيدة أخرى يكتب شعرا عموديا ذا أبيات ثلاثة ثم ينتقل بعدها إلى ثلاثية أخرى بقافية مختلفة، ومن ثم ينتقل إلى قافية أخرى، وفي أحيان تجد أن هناك خللا معينا في الوزن بين بيت وآخر. وتتضمن المجموعة عددا من القصائد الرومانسية التقليدية، ولكن بعض تلك القصائد منبري يذكرنا بقصائد لشعراء آخرين.
مشاركة :