برعاية الملك: «وزراء التعليم العرب» يضع فرص التعلم مدى الحياة للجميع محورا رئيسيا لأعماله

  • 11/8/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، احتضنت مملكة البحرين أعمال المؤتمر الحادي عشر لوزراء التربية والتعليم العرب، تحت شعار «السياسات التعليمية ودورها في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030»، بتنظيم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وذلك بحضور الوزراء ومن ينوب عنهم من كبار المسؤولين بمختلف الدول العربية الشقيقة، إضافة إلى مديري وممثلي عدد من المنظمات التربوية الإقليمية والدولية، وممثل عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك بفندق آرت روتانا بجزر أمواج. بدأت أعمال المؤتمر بكلمة للدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، رحب فيها برؤساء وأعضاء الوفود المشاركة في هذا المؤتمر الذي تتشرف مملكة البحرين باحتضانه بالتزامن مع احتفالاتها بمئوية التعليم، ناقلاً لهم تحيات وتقدير حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، وتمنياتهم أن يسهم هذا المؤتمر التربوي في تعزيز المسيرة التعليمية العربية. كما أعرب الوزير عن شكره للجهود المخلصة لوزير التربية والتعليم بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة التي ترأست المؤتمر السابق، متمنيًا للأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام الجديد لـ«الألكسو» كل التوفيق والنجاح في أداء مهمته، والشكر موصول إلى الدكتور سعود هلال الحربي المدير العام السابق على جهوده خلال الفترة الماضية، مؤكدا دعم مملكة البحرين الكامل للمنظمة. وأكد الوزير أن العمل التربوي العربي المشترك سيعزز من الجهود المبذولة لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وهو ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، والذي اعتمدته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ضمن خطتها للعام 2030, وهو المحور الرئيس لهذا المؤتمر الذي نتطلع من خلاله إلى وضع السياسات والقرارات الاستراتيجية الداعمة لتحقيق هذا الهدف. وأشار الوزير إلى أن مملكة البحرين خطت خطوات كبيرة في سبيل تحقيق هذا الهدف، حيث يتمتّع جميع طلبتها بتعليم أساسي إلزامي وثانوي مجاني ومنصف وجيّد، يضمن تكافؤ الفرص بين البنين والبنات، ويُمكن الجميع من امتلاك مهارات العيش في القرن الحادي والعشرين، ويدمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مناسب، ويهتم بالتوسع السريع في استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم. ثم ألقى الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» كلمةً هنأ فيها مملكة البحرين بمرور 100 عام على بدء التعليم النظامي الحكومي فيها، وما تؤكده هذه المناسبة من ريادة تعليمية للمملكة، مبينًا أن عقد هذا المؤتمر الدوري الهام يأتي في سياق تنفيذ الخطة الاستراتيجية الجديدة للمنظمة. ثم عقدت الجلسة الإجرائية التي تم خلالها اختيار أعضاء مكتب المؤتمر، وهم نائبا الرئيس والمقرر العام وأعضاء لجنة الصياغة، واعتماد جدول أعمال المؤتمر. وبعدها انطلقت جلسة العمل الأولى، والتي شهدت إلقاء كلمات لمسؤولي وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المشاركة، وهم الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، والدكتور علي بن عبدالخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، والمستشار الدكتور فراج جويعد العجمي ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والأستاذ الدكتور مبارك محمد علي مجذوب الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي، والدكتور علي عبدالله موسى الأمين العام للمجلس الدولي للغة العربية. ثم قدم المدير العام لـ«الألكسو» عرضًا بشأن تنفيذ توصيات المؤتمر السابق، وبعدها تم تقديم وثيقة المؤتمر الرئيسية وهي دراسة حول السياسات التعليمية ودورها في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، الخاص بالتعليم، والتي قدمها المدير السابق لـ«الألسكو»، وفي ضوئها قدم الدكتور عبدالحكيم بالعابد وزير التربية الوطنية بالجمهورية الجزائرية عددَا من الملاحظات، مشيرًا إلى أهمية الموارد التعليمية المفتوحة والذكاء الاصطناعي في توفير التعليم المنصف والشامل للجميع، لذلك وجب على الدول العربية تعزيز جهودها في هذا المجال. كما قدمت الدكتورة لبنى صليبيخ الأمين العام للجنة البحرين الوطنية للتربية والعلوم والثقافة عرضًا بعنوان «التعليم النظامي في مملكة البحرين - سيرة مضيئة في مائة عام». تلا ذلك تقديم أوراق العمل، وهي ورقة للأستاذ محمد كثير الخريبي، الخبير في «الألكسو»، بعنوان «تعميم الموارد التعليمية المفتوحة لدعم الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة»، وورقة للدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب بالمملكة العربية السعودية حول تجربة المملكة في تكامل منظومة تقويم التعليم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وورقة للدكتور خالد بن إبراهيم العواد، الخبير بمكتب التربية العربي لدول الخليج، حول إدماج مفاهيم العروبة والبعد العربي في مناهج التعليم العام، ثم قدم الدكتور لطوف حمد العبدالله مدير إدارة التربية المُكلف بـ«الألكسو» الوثيقتين اللتين أعدتهما المنظمة بشأن تنفيذ توصيات المؤتمر السابق، وهما «آليات تفعيل دراسة تقويم الامتحانات العامة في الوطن العربي وتطويرها»، والورقة الأخرى بعنوان «الترخيص لمزاولة التعليم ضمانا للتمهين وتحسين الجودة في الدول العربية». ثم تم فتح باب النقاش حول الأوراق المقدمة. ثم عقدت جلسة العمل الثانية التي تم خلالها عرض توصيات المؤتمر واعتمادها، والاتفاق على بيان المؤتمر، وبرقية الشكر التي سترفع إلى جلالة الملك المفدى راعي المؤتمر، انتهاء بالجلسة الختامية التي شهدت كلمة لكل من وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين، ومدير عام «الألكسو»، عبرا فيها عن الشكر والتقدير لجميع من أسهم في إنجاح أعمال هذا المؤتمر. وقد خرج المؤتمر بالعديد من التوصيات ومنها: تهنئة مملكة البحرين بمناسبة مرور 100 عام على التعليم النظامي، والإشادة بمهرجان البحرين أولاً، وما له من دور فعال ومتميز في مجال تفعيل الأنشطة الطلابية وتعزيز المواطنة من منظور تربوي، إضافة إلى دعوة الدول العربية إلى الاستفادة مما يوفره المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال في مملكة البحرين والذي يعمل تحت إشراف اليونسكو في مجال تدريب الأطر العربية المختصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصال، فضلاً عن دعوة الدول العربية إلى تمكين «الألكسو» من تجاربها الناجحة وممارساتها الجيّدة في تنفيذ سياسات تعليمية تساعد في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، للعمل على تعميم فائدتها على سائر الدول العربية، وتعزيز سياسات الدول في تمويل التعليم والعمل على تنويع مصادره والبحث عن آليات جديدة تمكَن من دعم الموازنات العمومية وتحقق المعايير والمؤشرات المطلوبة دوليًا بحلول عام 2030, ودعم الجهود والمبادرات المبذولة في مساعدة الدول العربية التي تمرَ بظروف استثنائية بهدف تطوير نظمها التربوية، وتمكين مؤسساتها التعليمية من تجاوز آثار تلك الظروف واستعادة دورها. كما أوصى المؤتمر بدعوة «الألسكو» إلى التنسيق مع الدول العربية في وضع مؤشرات لمتابعة السياسات التعليمية الرامية إلى تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والتنسيق مع الهيئات والمراكز الوطنية المعنيّة بالقياس والتقويم لوضع شبكة عربية جامعة بهدف توحيد جهودها وتعزيز دورها في تطوير منظومة التقويم التربوي للمساعدة في تجويد النظم التعليمية وتحسين أدائها، والتنسيق مع معاهد البحوث والدراسات الاستشرافية في الدول العربية من أجل إطلاق شبكة جامعة للتعاون وتبادل الرؤى بخصوص التعليم في الوطن العربي في ضوء المتغيّرات الإقليمية والدولية من أجل وضع سيناريوهات للمستقبل، ودعوة المنظمة إلى تنظيم مؤتمر عربي للشباب حول دوره في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وسبل تفعيله وطنيا وإقليميا ودوليا، والتشاور مع الدول العربية بشأن المؤتمر الثاني عشر، واقتراح موضوعه. كما كلف المؤتمر وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين، والمدير العام لـ«الألكسو» بمتابعة عمل ممثّلي المجموعة العربية في اللجنة التوجيهية العليا الخاصّة بتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030, وتعزيز دورهم بغية تنسيق المواقف وصياغة خطاب عربي مشترك بشأن الإجراءات والجهود التي تبذلها الدول العربية من أجل تحقيق هذا الهدف. وقد أقيم على هامش المؤتمر معرض للصور المرتبطة بمراحل التعليم في المملكة خلال مائة عام، مع تقديم عدد من المشروعات المتميزة لطلبة مملكة البحرين، وخاصة في مجال التمكين الرقمي والذكاء الاصطناعي.

مشاركة :