على رغم أن الأمراض المزمنة والسارية والمُعدية ما زالت في طليعة أسباب المرض والوفاة مصريّاً، إلا أن ذلك لا يقلّل في حال من الأحوال من أهمية الأورام السرطانيّة، التي يحدس مصريون كثُر بأنها باتت تتزايد لأسباب ليست كلّها واضحة. في تلك السياقات، جاء انعقاد المؤتمر السنوي الرابع لـ «المجموعة المصريّة لأورام الدم السرطانيّة»، تحت عنوان: «بيولوجيا أورام الدم». وشاركت في المؤتمر نُخبة من المختصيّن في أورام الدم والغدد اللمفاويّة وزرع نخاع العظم. وجاء في كلمة ألقاها الدكتور حسين خالد، أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومي للأورام، أن إحصاءات «السجل القومي للأورام» توثّق وجود 113 مصاباً جديداً بالسرطان في كل 100 ألف نسمة. ولاحظ أن سرطان الكبد يأتي في المرتبة الأولى عند الرجال، كما تمثّل سرطانات الدم والغدد اللمفاويّة قرابة 10 في المئة من الأورام في مصر، مع الإشارة إلى أنها أنواع تسجّل معدلات شفاء عالية في حال اكتشافها مبكراً. وشارك في المؤتمر 300 طبيب وطبيبة. وألقيت فيه 24 محاضرة، للأطباء: حسين خالد، حمدي عبدالعظيم، نادية مختار، وفاء المتناوي، عزّة كامل، منال الصردي، محمد صلاح وعلاء الحداد. وتحدّث عبدالعظيم، وهو مختصّ في الأورام، عن بعض مستجدّات سرطانات الدم، التي يتصدّرها التوصّل إلى تصنيف أكثر دقّة لتلك الأمراض، ما يزيد فاعليّة العلاج ذي الفاعلية، إضافة إلى ربط العلاج مع تركيبة الجينات. مشكلة الخلايا المتجدّدة ولفتت المختصّة كامل، إلى مشكلة بقاء بعض الخلايا السرطانيّة نشِطَة، بعد العلاج من سرطان الدم، مشيرة إلى أن تلك الخلايا تتكاثر تدريجيّاً، ما يؤدّي إلى عودة المرض. ونوّهت بظهور وسائل حديثة لاكتشاف تلك الخلايا مُبكراً، ما يزيد فاعلية علاج تلك الحالات، خصوصاً عند الأطفال. وتناول الدكتور محمد عبدالمعطي سمرة، وهو أستاذ طب الأورام في «المعهد القومي للأورام»، مسألة زرع النخاع العظمي، مشيراً إلى إجراء 60 ألف عمليّة زرع نخاع عظم عالميّاً، فيما تُجرى قرابة 500 عمليّة سنوياً في مصر، تنفّذها 9 مراكز تحتوي قرابة 60 سريراً. وشدّد سمرة على ضرورة إنشاء بنوك إقليميّة لنخاع العظم، بهدف مساعدة المرضى الذين لا يتوافر لهم متبرّع. وتحدّث الدكتور عمرو فهمي، وهو مختصّ في أمراض الدم، عن نوع من السرطان يتركز في العظم ونخاعه، منبّهاً إلى أنه بات يصيب الشباب على عكس الصورة التقليديّة عنه، بأنه مرض يصيب المتقدّمين في العمر. وأوضح المختصّ رأفت عبدالفتاح، أن «المجموعة المصريّة لأورام الدم وسرطانات الغدد اللمفاويّة وزراعة نخاع العظم»، تسعى الى ضمّ أعضاء من دول عربية، والى التعاون عالميّاً مع «الجمعيّة الأميركيّة لأمراض الدم» و «الجمعيّة الأوروبية لأمراض الدم وزراعة النخاع». واستهلّت المجموعة نشاطاتها في عام 2007، ويبلغ عدد أعضائها 300 طبيب في الجامعات المصريّة. وتعمل المجموعة على إيفاد أطباء للتدريب في كندا وفرنسا، كما تشارك في مؤتمرات عمليّة عالميّة متنوّعة.
مشاركة :