تواصلت التظاهرات الاحتجاجية في العديد من المناطق اللبنانية صباح الجمعة، لليوم الـ 23 على التوالي بمشاركة طلاب المدارس والجامعات، حيث تجمع المتظاهرون من الطلاب أمام وزارة التربية في بيروت بمشاركة عدد من الأساتذة حاملين الأعلام اللبنانية ومطالبين بتأمين الوظائف للمتخرجين من الطلاب، ورفضاً للطائفية، وإسقاط السلطة السياسية، وتشكيل حكومة من الاختصاصيين.واعتصم المحتجون ومن بينهم الطلاب أمام عدد من المرافق العامة في جبل لبنان وشماله وجنوبه وشرقه، من بينها مراكز الضمان الاجتماعي و«اوجيرو» التابعة لوزارة الاتصالات، ومصلحة تسجيل السيارات، وفروع مصرف لبنان، وغيره من المصارف.ويطالب المحتجون بمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة وإسقاط السلطة السياسية، والإسراع في إجراء الاستشارات النيابية وتسمية رئيس جديد للحكومة.وكانت التظاهرات الاحتجاجية قد بدأت في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في وسط بيروت عقب قرار اتخذته الحكومة بفرض ضريبة على تطبيق «واتس آب» وسرعان ما انتقلت التظاهرات لتعم كافة المناطق اللبنانية، ولا تزال الاحتجاجات والتظاهرات مستمرة بشكل يومي.وكان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قد أعلن استقالة حكومته في 29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي «تجاوباً مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاماً بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية»، وذلك بعد 13 يوماً من الاحتجاجات الشعبية.ولم يدع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون حتى الآن إلى بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة، غير أن مصادر مقربة من رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري قالت إن الأخير إذا تم تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، فسيفعل ذلك، لكن وفق الضوابط والرؤية التي يضعها، وإذا لم يتم التجاوب مع هذه الشروط، فهو أبلغ مَن يعنيهم الأمر أن بإمكانهم التوافق على اسم رئيس جديد للحكومة، لا يسميه هو، مؤكداً انفتاحه على التعاون معه.وعن لقاء عقده الحريري الخميس مع الرئيس اللبناني ميشال عون، قالت المصادر، في تصريحات لصحيفة «الشرق الاوسط» الصادرة الجمعة إنه تطرق إلى كل المواضيع، من التكليف والتشكيل وشكل الحكومة وغيرها من المواضيع، لكن التركيز كان على ضرورة القيام بشيء ما لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي الذي يمر بظروف حرجة ودقيقة، وبالتالي لا يمكن الانتظار إلى ما بعد التكليف والتشكيل الذي سيستغرق 10 أيام على الأقل، فيما وضع البلد لا يمكنه أن ينتظر.وتابعت المصادر أن الحريري منفتح على كل الخيارات، وينطلق في مشاوراته من قاعدة أساسية تقول إن ما بعد الاحتجاجات لا يمكن أن يكون كما ما قبلها، وبالتالي لن يقبل بحكومة تكون استنساخاً للحكومة المستقيلة.
مشاركة :