طالب المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني بمحاسبة من تورط في عمليات القتل التي طالت المتظاهرين.وقال ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في كربلاء أمس، إنّ «أمام القوى السياسية الممسكة بزمام السلطة فرصة فريدة للاستجابة لمطالب المواطنين وفق خريطة طريق يتفق عليها، تنفّذ في مدة زمنية محددة، فتضع حدّاً لحقبة طويلة من الفساد والمحاصصة المقيتة وغياب العدالة الاجتماعية، ولا يجوز مزيد من المماطلة والتسويف في هذا المجال، لما فيه من مخاطر كبيرة تحيط بالبلاد».وأضاف ممثل السيستاني أن «المحافظة على سلمية الاحتجاجات بمختلف أشكالها تحظى بأهمية كبيرة، والمسؤولية الكبرى في ذلك تقع على عاتق القوات الأمنية بأن يتجنبوا استخدام العنف، لا سيما العنف المفرط، في التعامل مع المحتجين السلميين». وأكد أن «هناك أطرافاً وجهات داخلية وخارجية كان لها في العقود الماضية دور بارز فيما أصاب العراق من أذى بالغ وتعرض له العراقيون من قمع وتنكيل، وهي قد تسعى اليوم لاستغلال الحركة الاحتجاجية الجارية لتحقيق بعض أهدافها، فينبغي للمشاركين في الاحتجاجات وغيرهم أن يكونوا على حذر كبير من استغلال هذه الأطراف والجهات لأي ثغرة يمكن من خلالها اختراق جمعهم وتغيير مسار الحركة الإصلاحية».وفي هذا السياق تقول عضوة البرلمان آلا طالباني لـ«الشرق الأوسط»، إن «المرجعية الدينية أكدت الثوابت التي ينبغي تجاوزها من أجل تحقيق الإصلاح المطلوب؛ وفي مقدمتها وضع حد للفساد الذي يعرف الجميع مدى استشرائه في كل مفاصل الدولة وكذلك المحاصصة العرقية والطائفية التي دمرت البلاد، فضلاً عن غياب العدالة الاجتماعية». وأضافت أن «هناك مماطلة وتسويفاً من قبل الجميع، وهو أمر من شأنه أن يعقد الأوضاع أكثر وأكثر»، مبينة أن «المرجعية أدانت فعل الأحزاب السياسية التي أصبح لها تاريخ طويل بالفساد، بينما هي لا تزال بعيدة عن الشارع».من جهته، أكد حيدر الملا عضو البرلمان العراقي السابق والقيادي في حزب تقدم في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «من الواضح ووفق رؤية المرجعية الدينية، فإن هناك قوى وعوامل داخلية وخارجية دخلت على خط المظاهرات، ومن الممكن أن يقود ذلك البلد إلى المجهول»، مبيناً أن «رؤية الفرقاء السياسيين من أصحاب القرار في مجال الإصلاح تختلف عن سقوف ورؤية الشارع للإصلاح، وهو ما يؤدي إلى عدم التوصل إلى مساحة مشتركة بين الرؤيتين ويفتح الباب أمام مجهول لا تحمد عقباه».
مشاركة :