أكد لـ«الشرق الأوسط»، آدم كولاخ سفير الاتحاد الأوروبي لدول الخليج بالسعودية، أن هناك رغبة أوروبية جامحة لتعزيز التعاون مع السعودية في المجالات كافة، لما لها من أهمية محورية في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف كولاخ «إن هناك تدفقا مستمرا للاستثمارات المشتركة في المنطقتين، وفي العادة نشهد كل عام مزيدا من الفرص والمشروعات الجديدة في مختلف المجالات»، مشيرا إلى أن حجم التبادل بين دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي تجاوز الـ60 مليار يورو سنويا. ولفت إلى أن هناك زيارات متبادلة رسمية على مستوى قادة وزعماء الدول في كلتا المنطقتين، تبحث بين الفينة والأخرى سبل تعزيز المزيد من التعاون وتقريب وجهات النظر حول القضايا الكلية، بغية ترسيخ معاني السلام والأمن والتسامح بين شعوب العالم. وتوقع كولاخ أن تثمر اللقاءات المشتركة والمستمرة في الشهور المقبلة، لرجال الأعمال وممثلي المؤسسات والشركات في كلتا المنطقتين، عن إيجاد المزيد من الفرص وتعزيز وتوثيق التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي. وأكد أن السعودية تمثل حلقة الوصل الكبرى بين دول الاتحاد الأوروبي الـ28، ودول مجلس التعاون الخليجي، مبينا أن التواصل يعتبر أكبر تجمع عالمي ممثل في الاتحاد الأوروبي الذي يمثل إحدى القوى الاقتصادية المهمة في العالم وبين أكبر تجمع إقليمي ممثل في المنطقة، متطلعا لتحقيق المزيد من النجاحات على مختلف الصعد. وتوقع كولاخ دخول استثمارات أوروبية جديدة في العام المقبل، في ظل التشريعات السعودية المحفزة لجذب الاستثمار الأجنبي في مختلف المجالات، مبينا أن الأسواق الأوروبية والسوق الخليجية عامة والسعودية خاصة، تشهد تدفقا استثماريا مشتركا مفيدا لشعوب المنطقة. ولفت سفير الاتحاد الأوروبي لدى دول الخليج بالرياض إلى أن السوق السعودية وبيئة الاستثمار فيها وقوة اقتصادها النامي، يفسّرها حجم النهضة التنموية الكبيرة خاصة في قطاع الإنشاءات وبناء المدن الاقتصادية، بالإضافة إلى قطاع الغاز والبترول والقطاع الصحي والقطاع التقني. ونوه كولاخ إلى أن دول الاتحاد الأوروبي الـ28، تعدّ ثاني أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي عامة، فضلا عن أنها تمثل أحد أكبر الاقتصادات في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي. وبيّن السفير الأوروبي أن هناك عزيمة وإصرارا على مستوى قيادات وزعماء هذه البلاد بجانب قطاعات الأعمال فيها، على توظيف الفرص المتاحة لاستثمار أكبر منطقة مصدرة في العالم، مشيرا إلى نمو وتوسيع نطاق التعاون التجاري بين أصحاب الأعمال الخليجيين ونظرائهم في الدول الأوروبية. يشار إلى أن آدم كولاخ سفير الاتحاد الأوروبي بالسعودية، افتتح - أخيرا - فعاليات احتفائية اليوم الأوروبي بالمتحف الوطني الرياض، بحضور عدد غفير من سفراء العالم من المسؤولين والدبلوماسيين والمختصين والمثقفين والإعلاميين وممثلين لعدد من الجهات ذات العلاقة معرض «المستكشفون الأوروبيون بالمملكة»، الذي تنظمه مندوبية الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الثقافة والإعلام. واشتمل الحفل على عروض فلكلورية سعودية «العرضة النجدية»، وعزف النشيد الوطني السعودي، ونشيد الاتحاد الأوروبي، في حين يشتمل المعرض الذي يستمر لأسبوع ويحتوي على صور التقطها الرحالة الأوروبيون الذين وصلوا إلى السعودية في إطار رحلاتهم حول العالم. ويمثل يوم أوروبا احتفال الاتحاد الأوروبي بـ«إعلان شومان» الذي حدث عام 1950. نسبة إلى وزير الخارجية الفرنسي روبرت شومان مقدم هذا الاقتراح آنذاك الذي يعدّ أول وثيقة رسمية أعلنت ولادة الاتحاد الأوروبي، حيث أقيمت على هامش فعالياته ندوة علمية قدمها أكاديميون أوروبيون عن الرحالة الأوروبيين في السعودية.
مشاركة :