من المنطقي والمفترض أن يكون متن هذا المقال عن جولة يوم أمس وأحداثها.. ولكن لظروف توقيت إرسال هذا المقال أجدني مضطراً إلى تحويل محور الحديث عن موضوع حيوي لا يقل أهمية, ألا وهو تصريح وزير الإعلام عن التعصب ونبذه له. ومن ثم قراءتي لردود الأفعال المؤيدة له!! التي ومن خلالها ألاحظ أن كل جهة (تدعي وصلاً بليلى)، أي أنها محاربة للتعصب الرياضي ونابذة له ومؤيدة لما ذكره الوزير قلبا وقالبا.. وكما يعلم الجميع أن الإعلام الرياضي (التقليدي) لدينا في مملكتنا الحبيبة منابع القوى فيه يسيطر على غالبيته العظمى (بشطارتهم) أخوة أصحاب ميول (واحد) وهذا سرّ لا أذيعه فهو معروف ومُشاع، فقد أصبحت مهنة الإعلام الرياضي مهنة, يتم توارثها بين أصحاب الميول الواحد إلى يومنا هذا، بل الآن وصلت السيطرة للقنوات الإذاعية!! ولكن وما أن جاءت ثورة الاتصالات من فضائيات ووسائل تواصل اجتماعي وما إلى ذلك، ظهر الصوت (الآخر) الذي تم التضييق عليه طيلة عقود من الزمن.. فطبيعي أن يبدأ كرد فعل بفتح ملفات كشف الحساب على الحقبة الزمنية الماضية التي كان فيها يقرأ التضليل والتزييف والتدليس في التاريخ الرياضي وهو لا يستطيع الرد!! ونتيجة (للانفجار) الإعلامي ظهر القصور الواضح في الأنظمة والقوانين التي من المفترض أن تحافظ على النظام وتحد من أعراض التعصب الرياضي!!. وجدنا أنفسنا نتيجة - لما ذكرت آنفا - أننا في منظومة تتحكم فيها الأهواء والميول أيضاً, (كما نراها على الأقل من خلال المواقف والأحداث الماضية).. فتجد التعامل مع الأحداث (بمكيالين)!!.. فتجد صحيفة أو إعلامياً يتم إيقافه بقرار.. وقبلها عشرات المواقف التي تساويه في الفعل ورد الفعل ومع ذلك لا يتم المساس لا بالصحيفة أو الكاتب!! ختاماً: هل في كل موقف أو حدث إعلامي رياضي نرى فيه تجاوزاً, سننتظر وزير الإعلام لكي يتدخل؟! أين دور الرقابة والرقيب؟ أين دور الأنظمة المنظمة لذلك؟ أين جسم النظام في كل ما يحدث؟ أعان الله وزيرنا على هذه التركة الثقيلة التي من وجهة نظري، علاجها يكون على طريقة طبيب (الأسنان) مع مراجعيه!!!.
مشاركة :