واصل اللبنانيون، السبت، احتجاجاتهم، في مختلف مناطق البلاد، لليوم الرابع والعشرين على التوالي، عبر تظاهرات طلابية وشبابية وصولاً إلى تجمعات شعبية في الساحات وأمام المؤسسات العامة.وأغلقت محطات وقود عدة أبوابها مع انتهاء المخزون لديها من المحروقات، بسبب صعوبة الشراء من المستوردين بالدولار الأمريكي.كما لوحت نقابة موظفي البنوك اللبنانية بتنظيم إضراب جماعي الثلاثاء، بعدما تزايدت تهديدات بأسلحة نارية تلقاها أعضاؤها من الزبائن الغاضبين، بسبب وضع قيود على السحب من أرصدتهم.وتواصلت الاحتجاجات في لبنان، في وقت لم يدع فيه رئيس الجمهورية حتى الآن إلى استشارات نيابية ملزمة لتكليف رئيس وزراء جديد بتشكيل حكومة، وهو أمر يقلق الشارع ويزيده غضباً، وسط مخاوف من استمرار الفراغ الحكومي.وتظاهر السبت المحتجون أمام وزارة الخارجية في الأشرفية بالعاصمة بيروت، متهمين جبران باسيل باستغلال منصبه الرسمي كوزير خارجية للتسويق لسياساته الفئوية والمصلحية، خدمة للتيار الوطني الحر الذي يترأسه، وسعياً وراء طموحاته الرئاسية.وانطلقت مسيرة بعد الظهر من قصر العدل وصولاً إلى ساحة رياض الصلح، تحت عنوان «القضاء للناس»، شارك فيها مهنيون ومهنيات، إضافة إلى مسيرة نظمها صحفيون مستقلون داعمون للاحتجاجات يطالبون بنقابة بديلة بعيدة عن النقابات التابعة لنهج السلطة السياسية التي لا تحمي الصحافة.وفي مرج بسري بجبل لبنان، دعا ناشطون إلى اعتصام حاشد رفضاً لمشروع إقامة سد مائي في المنطقة، ورفضاً لسياسة إفساد البيئة وهدر المال العالم، المعتمدة من قبل السلطة السياسية.كما تواصلت التحركات الطلابية في بيروت والمناطق الأخرى، حيث قطعت الطريق أمام وزارة التربية، بالتزامن مع تظاهرات انطلقت ظهراً في كل أنحاء لبنان من قبل طلبة الجامعات والمدارس.ونصب المئات الخيام أمام مؤسسات ومرافق عامة، ككهرباء لبنان ومنطقة الزيتونة ومصالح المياه وبعض المصارف، وفي صيدا جنوب لبنان، قطع محتجون الطريق عند تقاطع إيليا، مؤكدين استمرار تحركاتهم، وفي البقاع شرقي البلاد، انطلقت تظاهرات حاشدة في عدد من القرى والبلدات، فيما تتحضر النبطية وصور وكفرمان جنوب البلاد إلى مسيرة مساء السبت.ويستعد المحتجون الأحد لتظاهرة حاشدة أطلقوا عليها اسم «أحد الإصرار»، لتأكيد ضرورة تحقيق مطالبهم، وأبرزها حكومة إنقاذ من تكنوقراط، ومحاسبة الفاسدين وانتخابات نيابية مبكرة.وقال رئيس نقابة أصحاب محطات الوقود سامي البراكس: «فتحت اليوم المحطات التي لا يزال لديها مخزون، وستغلق ما أن ينتهي مخزونها، وأغلقت أخرى انتهى مخزونها أساساً»، وأوضح «نحن طلبنا أن ندفع مئة في المئة بالليرة اللبنانية إذا لم يجدوا (المسؤولون والمصرف المركزي) حلاً حتى الثلاثاء، سنضطر أن نوقف استيراد المشتقات النفطية ونغلق كافة المحطات ونجلس في بيوتنا».ويدفع المستهلكون لأصحاب محطات الوقود في لبنان بالليرة اللبنانية لكن يتعيّن عليهم الدفع بالدولار للمستوردين والموزعين.وتغلق المصارف أبوابها مجدداً يومي السبت والاثنين لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف برغم أن العطلة الرسمية الاثنين فقط، في خطوة رأى مراقبون أن الهدف منها قد يكون التخفيف من الضغط عليها.وقال جورج الحاج رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف السبت: «هناك زبائن يحملون أسلحة دخلوا إلى بنوك وحراس الأمن خشوا التحدث إليهم لأنه عندما يكون هناك أشخاص في مثل هذه الحالة فإنك لا تدري كيف سيتصرف الناس»، وأضاف أن موظفي البنوك يدرسون الدخول في إضراب الثلاثاء، وأكد الحاج الذي تضم نقابته حوالي 11 ألف عضو، أو ما يقل قليلاً عن نصف إجمالي عدد العاملين بالبنوك «الوضع حرج جداً وزملاؤنا لا يمكنهم مواصلة العمل في ظل الظروف الحالية».
مشاركة :