اتفاق سياسي عراقي على بقاء عبدالمهدي وإخماد الحراك

  • 11/10/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت القوات العراقية أمس السبت تفريق المتظاهرين المطالبين بـ«إسقاط النظام» بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، في ترجمة لاتفاق سياسي يرمي إلى إبقاء السلطة الحالية حتى لو استدعى الأمر استخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات. وأفاد المرصد العراقي بوقوع 6 قتلى، فيما شهدت خدمة الإنترنت انقطاعًا مجددًا في العراق.وأعلن المرصد العراقي لحقوق الإنسان، تسجيل العشرات من حالات الاختناق بين المتظاهرين بعد إطلاق قوات مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيلة للدموع أثناء تقدمهم لفض الاعتصامات.وبحسب مراسلين من وكالة فرانس برس، كان دوي الرصاص كثيفًا عند مدخل النفق المؤدي إلى ساحة التحرير من جهة جسر السنك، وشاهدوا عددًا من المتظاهرين المصابين بالرصاص والمضرجين بالدماء قبل أن يتم نقلهم بعربات الـ«توك توك» بسبب النقص في سيارات الإسعاف.وبعدما كان في وضع حرج بداية، أصبح رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي اليوم محط إجماع بين أحزاب وسياسيي السلطة. وأولئك الذين كانوا يطالبون برحيله، عادوا عن دعواتهم خصوصًا بسبب الضغوط السياسية من إيران وحلفائها في بغداد.لكن على مسرح السياسة، واصلت غالبية القوى اجتماعاتها خلال الأيام الأخيرة، بحسب ما أكد لفرانس برس اثنان من كوادر أحد الأحزاب التي شاركت في الاجتماعات.وأشار أحد المصدرين إلى أن «الأحزاب السياسية اتفقت خلال اجتماع ضم غالبية قيادات الكتل الكبيرة على التمسك بعادل عبدالمهدي والتمسك بالسلطة مقابل إجراء إصلاحات في ملفات مكافحة الفساد وتعديلات دستورية».وأضاف أن الأطراف اتفقت أيضًا على «دعم الحكومة في إنهاء الاحتجاجات بالوسائل المتاحة كافة».ولفتت مصادر سياسية لفرانس برس أيضا إلى أن الاتفاق بين الأطراف المعنية «بما فيهم سائرون والحكمة» جاء بعد «لقاء قاسم سليماني بمقتدى الصدر ومحمد رضا السيستاني (نجل علي السيستاني) الذي تمخض عنه الاتفاق على أن يبقى عبدالمهدي في منصبه».وأكدت المصادر أن الطرف الوحيد الذي رفض الاتفاق هو تحالف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، الذي يرى أن الحل الوحيد للأزمة هو رحيل عبدالمهدي.ونشرت صفحة رئاسة الوزراء على تويتر صورة تظهر لقاء بين عبدالمهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح، في ما بدا تقدمًا في المحادثات بعد الحديث عن قطيعة بين الرجلين. ومع بدء رص الصفوف سياسيًا، بدأت القوات الأمنية تتقدم في الشارع.وتمكنت تلك القوات من استعادة السيطرة على 3 جسور من أصل 4 سيطر عليها المتظاهرون في بغداد، بحسب ما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس. ورغم أن الأعداد الكبيرة من المتظاهرين تتجمع في ساحة التحرير المركزية في إطار الاحتجاجات المطالبة بـ«إسقاط النظام»، فإن المواجهات تدور منذ أيام عدة على 4 من 12 جسرًا في العاصمة.وتقدم المتظاهرون أولاً باتجاه جسر الجمهورية، الذي يصل التحرير بالمنطقة الخضراء التي تضم مقرات الحكومة. ورفعت القوات الأمنية على الجسر ثلاثة حواجز اسمنتية، يقف المتظاهرون عند أولها.وبعد ذلك، تقدم متظاهرون آخرون باتجاه جسور السنك والأحرار والشهداء الموازية لجسر الجمهورية شمالاً. وشهدت تلك الجسور الثلاثة ليلاً مواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية التي صدتهم، وفق مراسلي فرانس برس.وقامت القوات العراقية صباح أمس السبت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين المتجمهرين في شارع الرشيد بوسط العاصمة.

مشاركة :