إيران وعملاؤها قرروا قمع انتفاضة العراق بالقوة

  • 11/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الحرس الثوري والحشد و«حزب الله» بدأوا تنفيذ خطة القضاء على الاحتجاجات بغداد – وكالات: أكد مصدران سياسيان عراقيان لوكالة «فرانس برس» أن القوى السياسية الرئيسية في العراق اتفقت على الإبقاء على السلطة الحالية، حتى إن اضطر الأمر إلى استخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات المطالبة بـ«إسقاط النظام». وواصلت غالبية القوى اجتماعاتها خلال الأيام الأخيرة، بحسب ما أكدت لـ«فرانس برس» كوادر من أحد الأحزاب التي شاركت في الاجتماعات. وأشار أحد هذين المصدرين إلى أن «الأحزاب السياسية اتفقت خلال اجتماع ضم غالبية قيادات الكتل الكبيرة على التمسك بعادل عبدالمهدي وبالسلطة مقابل إجراء إصلاحات في ملفات مكافحة الفساد وتعديلات دستورية». وأضاف أن الأطراف اتفقت أيضا على «دعم الحكومة في إنهاء الاحتجاجات بكل الوسائل المتاحة». في الوقت نفسه كشفت مصادر سياسية وأمنية عراقية عن تفاصيل الخطة التي ينفذها الحشد الشعبي بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» اللبناني للقضاء على حركة الاحتجاج، وقالت المصادر إن مستشارين من الحرس الثوري الإيراني تحت الإمرة المباشرة للجنرال قاسم سليماني، وآخرين من «حزب الله» اللبناني تحت الإمرة المباشرة لمحمد كوثراني، يعملون من كثب مع قادة الحشد الشعبي؛ لتنسيق عملية احتواء التظاهرات الآن، وتدمير أي مصادر قد تعيد تحريكها مستقبلا، في حال نجحت خطة قمعها في هذه المرحلة. وتقوم الخطة على أكثر من مرحلة؛ الأولى تتعلق بالاستعداد التام لتنفيذ عملية عسكرية داخل ساحة التحرير وسط بغداد، هدفها قتل واعتقال أكبر عدد من المتظاهرين. قتلى وجرحى بالعراق بعد اتفاق سياسي لإنهاء الاحتجاجات برعاية قاسم سليماني بغداد – الوكالات: قتل سبعة متظاهرين امس في العراق، حيث بدأت القوات الأمنية تفريق الحشود التي تطالب بـ«إسقاط النظام» بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، اثر اتفاق بين الكتل السياسية لابقاء السلطة الحالية حتى لو استدعى الأمر استخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات. وبحسب مراسلين من وكالة فرانس برس، كان دوي الرصاص كثيفاً عند مدخل النفق المؤدي إلى ساحة التحرير من جهة جسر السنك، وشاهدوا عدداً من المتظاهرين المصابين بالرصاص والمضرجين بالدماء قبل أن يتم نقلهم بعربات الـ«توك توك» بسبب النقص في سيارات الإسعاف. وأدى ذلك إلى مقتل أربعة متظاهرين، ثلاثة منهم بالرصاص الحي، وواحد بقنبلة غاز مسيل للدموع، وإصابة 80 آخرين على الأقل بجروح، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وبعدما كان في وضع حرج بداية، أصبح رئيس الوزراء عادل عبد المهدي اليوم محط إجماع بين أحزاب وسياسيي السلطة. وأولئك الذين كانوا يطالبون برحيله، تراجعوا عن ذلك، وخصوصاً بسبب الضغوط السياسية من إيران وحلفائها في بغداد. على الصعيد السياسي، واصلت غالبية القوى اجتماعاتها خلال الأيام الأخيرة، بحسب ما أكد لفرانس برس اثنان من كوادر أحد الأحزاب التي شاركت في الاجتماعات. وأشار أحد هذين المصدرين إلى أن «الأحزاب السياسية اتفقت خلال اجتماع ضم غالبية قيادات الكتل الكبيرة على التمسك بعادل عبد المهدي والتمسك بالسلطة مقابل إجراء إصلاحات في ملفات مكافحة الفساد وتعديلات دستورية». وأضاف أن الأطراف اتفقت أيضاً على «دعم الحكومة في إنهاء الاحتجاجات بكل الوسائل المتاحة». ويبدو أن هناك توجهاً قديماً جديداً إلى إعادة ترميم البيت الشيعي على أن يكون بمثابة تحالف وطني، وفق المصادر نفسها. ولفتت مصادر سياسية أيضاَ إلى أن الاتفاق بين الأطراف المعنية «بما فيهم سائرون والحكمة» كان بعد «لقاء الجنرال قاسم سليماني بمقتدى الصدر ومحمد رضا السيستاني (نجل علي السيستاني) والذي تمخض عنه الاتفاق على أن يبقى عبد المهدي في منصبه». وأكدت المصادر أن الطرف الوحيد الذي رفض الاتفاق هو تحالف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، الذي يرى أن الحل الوحيد للأزمة هو رحيل عبد المهدي. لكن مكتب المرجعية الدينية العليا نفى في بيان أن تكون المرجعية طرفاً «في الاتفاق المزعوم على بقاء الحكومة الحالية وإنهاء الاحتجاجات الجارية». ونشرت صفحة رئاسة الوزراء على تويتر صورة تظهر لقاء بين عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح، فيما بدا تقدماً في المحادثات بعد شائعات عن قطيعة بين الرجلين. ويأتي ذلك تزامناً مع التئام البرلمان لبحث الحلول الممكنة. ومع بدء رص الصفوف سياسياً، بدأت القوات الأمنية تتقدم في الشارع. وتمكنت من استعادة ثلاثة جسور من أصل أربعة سيطر عليها المتظاهرون في بغداد. ورغم أن الأعداد الكبيرة من المتظاهرين تتجمع في ساحة التحرير المركزية في اطار الاحتجاجات، فإن المواجهات تدور منذ أيام عدة على أربعة من 12 جسرا في العاصمة. وتقدم المتظاهرون أولاً باتجاه جسر الجمهورية، الذي يصل التحرير بالمنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية. ورفعت القوات الأمنية على الجسر ثلاثة حواجز اسمنتية، يقف المتظاهرون عند أولها. وبعد ذلك، تقدم متظاهرون آخرون باتجاه جسور السنك والأحرار والشهداء الموازية لجسر الجمهورية شمالاً. وشهدت تلك الجسور الثلاثة ليلا مواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية التي صدتهم. وقامت القوات العراقية صباح امس بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين المتجمهرين في شارع الرشيد بوسط العاصمة. وفي محافظة البصرة استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي ضد المتظاهرين المتوجهين إلى مبنى مجلس المحافظة. وأسفر ذلك عن مقتل ثلاثة أشخاص وسقوط عشرات الجرحى، بحسب مصادر طبية. وتقوم القوات الأمنية حاليا باعتقال أي شخص يحاول التظاهر. أما بالنسبة إلى المخيمات التي أقامها المحتجون في ساحات بغداد ومدن الجنوب، ففضتها القوات الأمنية بالقوة في البصرة، وأحرقتها بالقنابل المسيلة للدموع في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة. ومع استمرار قطع الانترنت قسرياً في البلاد منذ بداية الأسبوع، بدأ العراقيون يتخوفون من الأسوأ، مع عودة ذكرى الأسبوع الأول من الاحتجاجات مطلع أكتوبر إلى الأذهان. واتسمت الموجة الأولى من الاحتجاجات بين الأول والسادس من أكتوبر بوجود قناصة على سطوح مبان استهدفوا المتظاهرين، لكن هويتهم لا تزال مجهولة بالنسبة إلى السلطة.

مشاركة :