أكد البطريرك الماروني في لبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن الاستمرار في عرقلة تأليف حكومة جديدة تحظى بثقة الشعب وتكون قادرة على إجراء الإصلاحات والتجديد في القطاعات المختلفة، ومباشرة النهوض الاقتصادي والمالي، سيؤدي إلى الانهيار وإسقاط الدولة.وقال بطريرك الموارنة – في كلمة له خلال قداس الأحد – إن لبنان يمر اليوم بعملية تجديد مطلوب على صعيد الحكم والإدارة والمؤسسات الدستورية والإدارات العامة، بالعودة إلى غايتها ومبرر وجودها المتمثلة في تحقيق النمو الاقتصادي والمالي والاجتماعي، مشيرا إلى أن هذا التجديد يأتي في مواجهة "فساد عارم ينخر في عمق المؤسسات ووصل بالدولة إلى شفير الهاوية والانهيار".وناشد رئيس البلاد ميشال عون، تحديد موعد لإجراء الاستشارات النيابية التي يقوم بمقتضاها أعضاء مجلس النواب بتسمية رئيس الحكومة الجديد وتكليفه بتأليفها، والإسراع معه في عملية التشكيل الحكومي على نحو ما يطلبه الشعب اللبناني، مشددا على أن أوضاع البلاد لم تعد تتحمل أي تأخير في هذا الاستحقاق.وأثنى البطريرك الماروني على الشباب اللبناني في حركتهم الاحتجاجية، مؤكدا أنها "ثورة حضارية بناءة لا تبغي سوى قيام الدولة اللبنانية"، معربا في نفس الوقت عن أسفه أن بعضا من الأحزاب والأفراد غير متوافق مع أهداف هذه الثورة، من أجل مصالح مادية وسياسية ومكاسب خاصة تعلو على الخير العام والدولة المهددة بالانهيار.ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.
مشاركة :