شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأول لـمنظمة المناطق الحرة العالمية، الذي انطلق، صباح أمس، بفندق غراند حياة في دبي، والذي يقام تحت رعاية سموه لمدة يومين، بحضور رؤساء ومديري المناطق الحرة الأعضاء في المنظمة، إضافة إلى نخبة من الخبراء ورواد الأعمال وصناع القرار في الحقول الاقتصادية المختلفة. 19 ألف شركة في مناطق دبي الحرة قال رئيس موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي، سلطان أحمد بن سليم، إن مسيرة دبي في تطوير المناطق الحرة بدأت مع تأسيس المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) في عام 1985، إذ قامت (جافزا) بدور حيوي في نهضة دبي ونموها الاقتصادي لتصبح حالياً من أهم المناطق الحرة في العالم، والمقصد الأول للشركات العالمية الباحثة عن أفضل المرافق والأسعار التنافسية، والحرية في العمل. وأضاف أن (جافزا) تستقطب أكثر من 7100 شركة تنتمي لأكثر من 100 دولة، وتوفر ما يزيد على 135 ألف فرصة عمل، كما تحتضن أكثر من 20% من مجمل الاستثمارات الأجنبية في الإمارات. واكد أن المناطق الحرة في دبي تستقطب 19 ألف شركة من أنحاء العالم تمثل استثماراتها نحو 50% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الإمارة، لتوفر نحو 200 ألف وظيفة، وتصل مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي لدبي إلى نحو 25%، لافتاً إلى أن تجارة المناطق الحرة تمثل نسبة 37% من إجمالي تجارة دبي الخارجية لعام 2014، أي ما يعادل 489 مليار درهم، ما يظهر مدى نجاح المناطق الحرة في جذب الاستثمارات من خلال توفير بنية تحتية متكاملة وخدمات لوجستية عالية الجودة، والارتباط بالشبكة المتطورة من خطوط مواصلات جوية وبرية وبحرية أقامتها دبي، مع وجود منظومة إدارية وتشريعية تتيح حرية انتقال رؤوس الأموال من وإلى الإمارة، علاوة على الاستقرار الأمني والاقتصادي، الذي يعزز قدرة دبي التنافسية في جذب الاستثمارات. المؤتمر يعقد للمرة الأولى بعد تأسيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة. وام وشهد الجلسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات رئيس المنطقة الحرة في مطار دبي الدولي، مضيفة المؤتمر، ووزير الاقتصاد، سلطان بن سعيد المنصوري، ورئيس مؤسسة الموانئ والجمارك في دبي والمنطقة الحرة في جبل علي، سلطان أحمد بن سليم، ورئيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة المدير العام للمنطقة الحرة في مطار دبي، الدكتور محمد الزرعوني. ورحّب الزرعوني في كلمة الافتتاح بالمشاركين في المؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى بعد تأسيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة، التي شكلت أخيراً للتنسيق بين المناطق الحرة في الدول الأعضاء، وتفعيل دور الاستثمارات، والشراكات الاستثمارية في ما بينها، لتحقيق الازدهار والنمو لاقتصادات هذه الدول خصوصاً، والإسهام في إنماء وتطوير الاقتصاد العالمي عموماً. تجربة عالمية بدوره، قال رئيس موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي، سلطان أحمد بن سليم، إن تجربة دبي الرائدة عالمياً في سرعة النمو والتقدم، ليست قصة نجاح عادية، بل هي تجربة تقتدي بها تجارب التنمية في كل مناطق العالم، وهي تجربة واقعية تم بناؤها بالفعل انطلاقاً من رؤية عملية أثبتت نجاحها وليست مجرد نظريات وأفكار افتراضية. وأضاف أن الإنجازات الكبرى التي حققتها دبي في تجربتها التنموية، تنطلق من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إذ عمل سموه على تنويع بنية الاقتصاد الوطني من خلال إطلاق المبادرات والمشروعات الهادفة لتحقيق النمو المتصاعد في مختلف القطاعات الاقتصادية، خصوصاً قطاعي التجارة والسياحة، لافتاً إلى انطلاق الإنجازات التي تحققت تباعاً خلال السنوات الماضية في هذه القطاعات، من سنوات التأسيس لمسيرة النهوض في دبي، ابتداء من عقد السبعينات من القرن الماضي، إذ تم إنشاء ميناء راشد في عام 1972 تبعه إطلاق ميناء جبل علي في عام 1979، وصولاً إلى إقامة المنطقة الحرة لجبل علي في عام 1985. وأوضح أنه بفضل هذه المشروعات الرائدة وما رافقها من تطوير متصاعد للخدمات التجارية والجمركية، تمكنت الإمارة من أن تصبح مركزاً عالمياً رئيساً للتجارتين الإقليمية والدولية، وارتفعت قيمة تجارة دبي الخارجية لتصل في عام 2014 إلى 1.331 تريليون درهم. 34 منطقة حرة وعرض بن سليّم تجربة الإمارة في تطوير المناطق الحرة، مبيناً أن تجربة المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا)، قدمت نموذجاً عالمياً لما توفره المناطق الحرة من دعم حقيقي للنمو الاقتصادي، وقدرة متصاعدة على جذب الاستثمارات الأجنبية، مؤكداً أن نجاحها شجع على تأسيس المناطق الحرة عالمياً وإقليمياً. وأضاف أنه كان لهذا النجاح الدور الأكبر في تحفيز تأسيس المناطق الحرة في الإمارات، التي تحتضن حالياً أكثر من 34 منطقة حرة، تجتذب المستثمرين من أنحاء العالم، فيما توجد في دبي وحدها 23 منطقة حرة تتيح لرؤوس الأموال الأجنبية حق التملك بنسبة 100% من دون أي قيود على التوظيف، أو تأشيرات الإقامة، إضافة إلى الاستفادة من ميزة غياب الضرائب، والإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية على المواد الخام والمعدات المستوردة. وأكد على الحاجة إلى الانتقال إلى نظام عالمي جديد للتجارة في ضوء المتغيرات الكبرى التي يشهدها الاقتصاد العالمي، والتي تشمل مختلف المناطق والقارات، وتتطلب مزيداً من التقدم نحو حرية التجارة والاستثمار العالمي. وقال إن تجربة دبي في تطوير المناطق الحرة جزء من الرؤية المتكاملة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي تهدف إلى تحقيق أعلى درجات التكامل في نموذج دبي الاقتصادي، من خلال التوسع في إقامة المناطق الحرة، رافداً أساسياً لحركة الاقتصاد، يعمل على جذب الاستثمارات الخارجية، وتفعيل دورها في التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة بالدولة. وأشار إلى تنوع المناطق الحرة في دبي لتشمل مناطق متخصصة مثل مركز دبي المالي العالمي، ومنطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام، ومركز دبي للسلع المتعددة، يعكس مدى التطور الذي حققته الإمارة في تجربة تطوير المناطق الحرة التي أصبحت مقصداً رئيساً لأكثر القطاعات الاقتصادية تطوراً في العالم، ونجحت في نقل التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات الذكية لتقنية المعلومات والخدمات المالية المتطورة إلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وإلى مناطق وسط آسيا وإفريقيا، إذ تحرص دبي على الإبداع في ابتكار وتطوير أفضل الممارسات العالمية في إقامة المناطق الحرة.
مشاركة :