أفاد مشاركون في جلسة الإعلام والتعصب الرياضي، خلال فعاليات منتدى الإعلام العربي، أن التعصب الرياضي في المجتمعات العربية كان وقوداً للإعلام، خصوصاً بعد ظهور محطات إعلامية وإعلاميين غير مهنيين، لافتين الى أن هؤلاء الإعلاميين هم من أسهم في تأجيج الفتن والاضطرابات في المجتمعات، مطالبين بخطاب إعلامي مهني ينبذ التطرف، والتعصب، ويعزز قيم المحبة والتآخي. محمد خلفان الرميثي: ■ عندما يتحول الولاء والانتماء إلى عنف وتعصب وعنصرية، تحيد الرياضة بذلك عن مسارها الصحيح. ■ الدولة سنت قانوناً يقضي بتوفير ضابط أمن، ضمن الهيكل التنظيمي لكل نادٍ رياضي لمكافحة التعصب. عز الدين ميهوبي: ■الإعلام الفاقد للمهنية عمل على استثمار عواطف الناس والتلاعب بها، لتحقيق أرباح مالية. ■الإعلام دفع إلى المزج بين مفهوم الوطنية وتشجيع كرة القدم، وجعل المباريات مؤثراً قوياً في علاقة الشعوب. وقال عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، محمد خلفان الرميثي، إن التعصب الرياضي في المجتمع الإماراتي موجود كغيره من المجتمعات، إلا أنه ليس ظاهرة، مشيراً إلى أن الدولة سنت قانوناً لأمن الملاعب، أخيراً، تم اعتماده من قبل المجلس الوطني الاتحادي، يقضي بتوفير ضابط أمن ضمن الهيكل التنظيمي لكل نادٍ رياضي في الدولة، مهمته ضبط الأمن والحيلولة دون حدوث أية مشكلات، سواء كانت ناتجة عن التعصب أو غيره، مؤكداً أن تلك الخطوة ستطبق بداية من الموسم الكروي المقبل. ولفت الرميثي إلى أن التعصب الرياضي موجود منذ بداية تأسيس كرة القدم في الدولة في حقبة السبعينات، إلا أنه بدأ يتخذ أشكالاً مختلفة ويتنامى مع تزايد التغطيات الإعلامية، وتركيزها على أخبار دون أخرى، معظمها سلبية. وذكر أنه عندما يتحول الولاء والانتماء إلى عنف وتعصب وعنصرية تحيد الرياضة بذلك عن مسارها الصحيح، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام حالياً أصبحت تنتمي لأندية معينة، تخدم توجهاتها، إضافة إلى البرامج التلفزيونية التي تعمل على تأجيج الفتنة بتشجيع نادٍ ضد آخر، والتركيز على السلبيات، وتكبير حجمها، معتبراً أن الإعلام هو الموجّه الأساسي لأعمال العنف التي تحدث في الملاعب. بدوره، أفاد وزير الاتصال الجزائري السابق، عز الدين ميهوبي، بأن التعصب الرياضي في المجتمعات العربية بلغ حد أن كل طرف يرغب في إلغاء الآخر تماماً، والوصول إلى نشر العنف والفوضى في المجتمعات، مؤكداً أن التعصب حينما يبلغ مداه يؤثر أيضاً في الحياة الروحية والمقدسات الدينية. وذكر أن الإعلام الفاقد للمهنية عمل على استثمار عواطف الناس والتلاعب بها، لتحقيق أرباح مالية، ضارباً المثل بأزمة مصر والجزائر، لافتاً الى أن هذا النوع من الإعلام عمل على نقل الإثارة من الملاعب إلى الشارع، مؤكداً أن الدخلاء على الإعلام الرياضي سبب أساسي في إحداث الفتنة بين الشعوب. وقال الكاتب والناقد الرياضي المصري حسن المستكاوي، إن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً خبيثاً في تأجيج روح التعصب الرياضي في المجتمعات المحلية، وبين الشعوب العربية، مشيراً إلى أن المشجعين الرياضيين مزجوا بين الانتماء والتعصب، واختلط الأمر بينهم لينتج عنه الكثير من الفوضى والدمار. وتابع أن الإعلام دفع المشجعين إلى المزج بين مفهوم الوطنية وتشجيع كرة القدم، وجعل نتائج المباريات مؤثراً قوياً في علاقة الشعوب ببعضها بعضاً. وأشار إلى ظهور إعلاميين يعلنون عن انتمائهم وتحيزهم لفريق دون آخر، الأمر الذي يعد كارثة بمفهوم الإعلام المهني.
مشاركة :