طالب عدد من الإعلاميين الرياضيين بضرورة تفعيل الإجراءات الصارمة تجاه من يمارسون التعصّب الرياضي، سواء من إعلاميين أو مشجّعين، معتبرين أن وزارة الثقافة والإعلام تتحمل جزءًا كبيرًا مما تعانيه الرياضة السعودية من احتقان جماهيري. وأوضح الإعلاميون خلال مشاركتهم في ندوة "شبابنا وحقيقة التعصّب الرياضي" بإدارة المذيع عادل الزهراني، ضمن فعاليات ملتقى التنمية في حوطة سدير أمس؛ أن الإعلام والمجتمع شريكان في تأجيج التعصّب الرياضي وتعزيز وجوده، منوّهين بضرورة مشاركة المؤسسات التربوية من مدارس وجامعات في نبذ هذه الظاهرة والتصدّي لها قبل أن تتفاقم. وقال عبد العزيز الغيامة: "التعصّب الرياضي يشمل كراهية للفريق المنافس، وحبًّا أعمى للفريق المفضّل، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى جوانب خطيرة، وما لم يتم التصدّي لبعض الممارسات المسيئة فإننا لا نستبعد أن يزداد الأمر سوءا، ويصل إلى مراحل ذات خطورة عالية، فمن خلال النظر إلى الواقع الحالي فإنه يمكن القول إننا نسبح في بحر من التعصّب، وبالنسبة لي أجد أن وزارة الثقافة والإعلام هي الراعي الأول لهذا الداء الخطير، فهي لم تستطع أن تحد من وجود من يطلق عليهم إعلاميين يحملون كمّا من التعصّب، ومع الأسف أننا نجد أشخاصًا يعتبرهم البعض إعلاميين على رغم أنهم يمارسون السب والشتم في بعض أحاديثهم". وأفاد الغيامة بأن العلاقات الشخصية السلبية أو الإيجابية لها دورها المؤثر على طرح الإعلامي، مشيرًا إلى أن هناك إعلاميين يتغاضون عن سلبيات بعض رؤساء ومسؤولي ولاعبي الأندية لمجرّد أنهم يتمتّعون بعلاقات جيّدة معهم، منوّها بأن الحياد في الإعلام يعد "كذبة كبرى". بدوره اعتبر أحمد الفهيد، أن التعصّب الرياضي في الماضي كان أكثر حدّة ووضوحًا من الوقت الحالي، مستشهدًا بحالات مؤامرات للاعبين وإعلاميين، وكذلك بحالات اعتداءات وتهديدات يتعرّض لها بعضهم، منوّها بأن التعصّب الموجود في الوقت الحالي يتمحور في معظمه حول "العنصرية". وذكر أن بعض رؤساء الأندية هم الذين يعملون على تغذية الجماهير ويدفعونهم نحو التعصّب أكثر مما يفعله الإعلام، داعيا رؤساء الأندية إلى العودة لتصريحاتهم التلفزيونية والتمعّن في محتواها ليتحقّقوا من أن بعضها يتضمّن جوانب سلبية تسهم في تعزيز التعصّب الرياضي، مشيرا إلى أن بعض الرؤساء واللاعبين يتواصلون مع بعض الإعلاميين لتزويدهم ببعض المعلومات التي قد تثير التعصّب انطلاقًا من مصالح مشتركة، مطالبا الصحف ووسائل الإعلام بشكل عام بتأهيل من يعمل لديهم حتى يتمتّعوا بكفاءة مهنية عالية. من جانبه، أكد فيصل الجفن، أن الإعلام ليس سببا رئيسيا في تأجيج التعصّب الرياضي، لافتا إلى أن المجتمع بمعظمه يعاني من داء التعصّب والعنصرية، مضيفا:" مجتمعنا عبارة عن أحزاب غير معلنة سواء على الصعيد الرياضي أو غيره، وهذه الأحزاب تتسبّب في ظهور الكراهية". وقال: "للأسف هناك عدد من الممارسات السلبية في الإعلام الرياضي من بينها صناعة المواد الكاذبة، لكن لا يمكن أن نتجاهل دور المجتمع في التعصّب الرياضي، ومن بين ما يمارسه بعض أفراد المجتمع هو إعطاؤهم لبعض الإعلاميين اهتماما أكثر مما يستحقون، في الوقت الذي يعد فيه الدخول إلى المجال أمرًا سهلا، ولا يتطلب الكثير من الجهد، ومن خلال (تويتر) يمكن لنا قياس ذلك، إذ كشف لنا هذا الموقع أننا مجتمع سطحي من خلال التفاعل مع بعض ما يُطرح من خلاله".
مشاركة :