بيروت - العربية.نت - الوكالات: أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري امس إرجاء جلسته التي كانت مقررة اليوم، إلى الأسبوع القادم، لدواع أمنية. واعتبر بعد لقاء مع نواب كتلته أن «الوقوف ضد الجلسة التشريعية التي كانت مقررة الثلاثاء لا يعود إلى اقتراح قانون العفو»، موضحاً أن «الحملة تهدف على إبقاء الفراغ السياسي القائم حالياً». كما ألمح بري، بحسب ما صرح متحدث باسم كتلته بعد اللقاء النيابي، إلى أن بعض المخططين للفراغ ممن يحاولون خطف مطالب الشارع، هم الذين «شوشوا» وأثاروا ضجة ضد جلسة الغد، متسائلاً: «ما معنى رفض جلسة أغلب جدول أعمالها مطالب شعبية يرفعها الحراك ذاته». وكانت الجلسة المقررة اليوم، قد أثارت جدلاً في الشارع اللبناني، حيث عبر الحراك عن رفضها، ولا سيما ما يتعلق منها بقانون العفو. ودعت هيئة تنسيق الثورة، وهي هيئة مشاركة في الاحتجاجات التي اندلعت منذ 17 أكتوبر، امس إلى إضراب عام اليوم الثلاثاء، في جميع المؤسسات وعلى كامل الأراضي اللبنانيَّة. كما اعتبرت في بيان أن «الجلسة التشريعيّة المزمَع إقامتها مطعون بدستوريّتها، وتشير إلى أن حالة الهلع التي أصابت أحزاب السلطة واندفاعها الأعمى لتمرير قوانين اللحظة الأخيرة لإعاقة مطالب الثورة بمحاسبة الفاسدين، وأبرزها قانون إنشاء «المحكمة الخاصة بمكافحة الفساد» - غير المستقَّلة والخاضعة لاستبداد المجلس النيابي - هو اعترافٌ سافرٌ من هذه السلطة بارتكاباتها. ويشهد لبنان تظاهرات غير مسبوقة منذ 17 أكتوبر، شارك فيها مئات آلاف اللبنانيين الناقمين على الطبقة السياسية. ويشكو هؤلاء من الفساد المستشري وسوء الخدمات العامة وترهل البنى التحتية وفشل الحكومات المتعاقبة في حل الأزمات الاقتصادية. وتسببت التظاهرات بشلل في البلاد وأغلقت المصارف أبوابها أسبوعين. وبعد إعادة فتحها الأسبوع الماضي تبين أن أزمة السيولة التي بدأت قبل التحرك الشعبي وكانت من أسباب نقمة اللبنانيين، باتت أكثر حدّة. وتقفل المصارف أبوابها منذ السبت بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف. وتسببت أزمة السيولة بموجة هلع. وتهافت عدد كبير من اللبنانيين على المتاجر للتمون، في وقت حذّرت محطات الوقود من انتهاء مخزون البنزين لديها. وتجمع عشرات المتظاهرين ليلاً أمام منزل حاكم مصرف لبنان قرب بيروت، وهم يقرعون على الطناجر ويرددون هتافات بينها «كلن يعني كلن سلامة واحد منن». وبدأ مئات المتظاهرين صباح امس التجمّع في مناطق عدة في البلاد، بينهم عدد كبير من الطلاب الذين نفذوا وقفات احتجاجية خصوصاً في منطقة الكسليك شمال بيروت وفي مدينة عاليه شرقها، مطالبين برحيل الطبقة السياسية مجتمعة. وفي بيروت، بات عشرات المتظاهرين ليلتهم في خيم نصبوها أمام مؤسسة كهرباء لبنان، القطاع الذي يشكل أبرز مكامن الهدر وكلف خزينة الدولة العام الماضي 1.8 مليار دولار، وفق وزارة المالية. وتجمع المئات ليلا وهم يقرعون الطناجر أمام المؤسسة مرددين «ثورة ثورة».
مشاركة :