حوار – عبدالمجيد حمدي: كشفت الدكتورة هالة القاضي استشاري طب جراحة العيون بمركز لعبيب الصحي بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية عن رصد زيادة في أعداد الأطفال الذين يعانون من أمراض العيون خلال السنوات الأخيرة لافتة إلى أن هذا الأمر يرجع في المقام الأول إلى العادات السلوكية الخاطئة للأطفال وتتمثل في الألعاب والأجهزة الإلكترونية التي يقضي أمامها الأطفال ساعات طويلة خلال اليوم. وقالت في حوار مع الراية إن هذا الظاهرة يجب أن تكون محط اهتمام وعناية من جانب أولياء الأمور الذين لابد أن يحرصوا على صحة أطفالهم من خلال تجنب ممارسة الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة وأن يكون هذا الأمر تحت مراقبتهم وسيطرتهم حرصا على أبصار الأطفال التي بدأت تعاني في الفترة الأخيرة. وتابعت إن أكثر المشاكل المنتشرة بين الأطفال في هذا الصدد هو جفاف العين على الرغم من أن هذه المشكلة لم يكن من السهل أن يتم رصدها بين الأطفال لأنها كانت قليلة الحدوث ولكن في الوقت الحالي يرجع سببها الأساسي إلى إدمان ألعاب الفيديو واستخدام الأجهزة اللوحية المعروفة بالتابلت أو الآي باد مضيفة أن جفاف العين يؤدي إلى ضعف النظر بسبب إجهاد العين. وقالت إن عيادات العيون بالمؤسسة استقبلت حوالى 55 ألف مريض وخلال العام الجاري ومنذ يناير الماضي حتى شهر أكتوبر الماضي تم استقبال 44 ألف مراجع. توفير خدمات وقائية لمرضى السكري والضغط أوضحت د. هالة أن العيادات توفر الخدمات الوقائية أيضًا خاصة لمرضى السكري الذين تتطلب حالاتهم إجراء فحوصات دورية لفحص العين لضمان عدم تأثر النظر باضطراب السكر في الجسم وعدم التأثير على شبكية العين، كما يتم إجراء فحوصات النظر لطلاب المدارس وفحوصات لمرضى الضغط والكوليسترول والفحص الروتيني للجلوكوما (ضغط العين). وقالت إن جفاف العين يعد من أكثر الأمراض المنتشرة بين المراجعين سواء الكبار أو الصغار وذلك نتيجة للمكوث لفترات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر أو التليفونات المحمولة والتي تنعكس سلبًا على قوة البصر مع مرور الوقت وتؤدي إلى حالة من جفاف العين ونتيجة لذلك فقد يظل الإنسان مستمرًا على استخدام أحد القطرات المرطبة طوال العمر أو ربما في بعض الحالات لفترة بسيطة لحين انتهاء المشكلة موضحة أن الوقاية هي أهم الحفاظ على العين. ونصحت من يضطر لاستخدام أجهزة الكمبيوتر لفترات طويلة أن يحرص على عدم الاستمرار في العمل لفترات طويلة بل يجب أن يحرص على التوقف عن العمل لفترة وجيزة وعمل تدليك وإغلاق العين وفتحها وعمل تدليك لجفن العين، موضحة أن التعويض بالقطرات المرطبة قد يستمر لفترة وجيزة لحين انتهاء المشكلة. عوامل وراثية وسلوكية تسبب ضعف النظر للأطفال أشارت د. هالة إلى أنه من الملاحظ أن الكثير من الأطفال بدأوا يرتدون نظارات طبية في الفترة الأخيرة، وأن أسباب ذلك ترجع إلى العوامل الوراثية أو العادات السلوكية الخاطئة والمتمثلة في ألعاب الكمبيوتر، مشيرة إلى أن النظارة تساعد الطفل على قوة الرؤية ويجب أن يتم فحصها بصورة دورية لأن العين تكبر مع التقدم في العمر وبالتالي فقد يقل النظر عند الطفل ويحتاج إلى تغيير للنظارة لحين استقرار النظر وثباته عن عمر 18 عامًا. وتابعت إنه من بين الأمراض التي تم رصدها بين قطاع غير قليل من الأطفال هو كسل العين التي تحتاج إلى إغلاق إحدى العينين لتنشيط العصب البصري للعين التي تعاني من الكسل موضحة أن هذا التدريب يسهم في نتائج جيدة في تقوية البصر للطفل قبل تجاوز عمر 10 سنوات. 124 عيادة أسبوعياً موزعة على 14 مركزاً صحياً قالت د. هالة إن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تضم 123 عيادة عيون أسبوعيًا موزعة على 14 مركزًا صحيًا حيث تستقبل كل عيادة منها ما بين 15-20 مراجعًا موضحة أنه خلال العام الماضي استقبلت عيادات العيون بالمؤسسة حوالى 59 ألف مريضًا وخلال العام الجاري منذ يناير الماضي حتى شهر أكتوبر الماضي تم تسجيل 51 ألف مراجع، موضحة أن المراكز الجديدة المزمع افتتاحها خلال الفترة المقبلة سوف تتضمن عيادات للعيون أيضًا بهدف التوسع في الخدمات. وأشارت إلى أن عيادات العيون في جميع المراكز الأربعة عشر يمكنها استقبال أي مريض من أي مركز أو من أي منطقة خارج النطاق الجغرافي للمركز الذي توجد به عيادة للعيون حيث يتم إعلام المريض بالمواعيد المتاحة في جميع المراكز سواء القريبة من محل إقامته أو البعيدة ليختار منها ما يناسبه. وقالت إن العيادات تضم عيادات البصريات التي توفر خدمة هامة للمرضى الذين يريدون الحصول على قياسات للنظارات ما أسهم في توفير الكثير من الوقت والجهد على المراجعين الذين كان يضطر الكثير منهم إلى التوجه لمؤسسة حمد الطبية. ولفتت إلى أن هناك حالات لمرضى العيون يمكن للطبيب العام أو طبيب الأسرة علاجها وبالتالى لا تكون هناك حاجة لتحويل الحالات إلى عيادات العيون، التي تستقبل الحالات التي تتطلب رعاية تخصصية بشكل أكبر مثل حالات الحساسية الشديدة أو جفاف العين أو حالات الالتهابات أو التى يحدث لها تدهور مفاجئ للنظر أو التي تعاني من مشاكل للشبكية. تحويل الحالات الجراحية إلى مؤسسة حمد وسدرة أشارت إلى أن هناك حالات يتم تحويلها إلى مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب والبحوث خاصة تلك التي تتطلب إجراء جراحة وتتطلب فحوصات أكثر تخصصية مثل الحالات التي تحتاج إلى التصوير الملون أو فحوصات مجال النظر موضحة أن خدمات العيون بالمراكز الصحية لا توفر الخدمات الجراحية وبالتالى يتم تلقائيا تحويلها إلى مؤسسة حمد الطبية موضحة أن الحالات التي تتطلب التحويل أيضا تشمل تلك التي تعاني من التهابات وتحتاج إلى الدخول للمستشفى حيث يتم تحويلها للطوارئ. ولفتت إلى أن عيادات العيون بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية خففت الضغط بشكل كبير عن مؤسسة حمد الطبية وساهمت من خلال التنسيق مع مؤسسة حمد الطبية فى استيعاب الكثير من المراجعين ما يوفر الخدمة المطلوبة للمرضى في الوقت المناسب ويقلل أوقات الانتظار، موضحة أن هناك تنسيقًا متواصلاً مع حمد الطبية لمراجعة نوعيات الحالات التي يتم تحويلها إلى مؤسسة حمد الطبية ومناقشة العديد من الحالات المرضية خاصة أن هناك حالات مرضية يمكن أن يتم تحويلها مرة أخرى إلى المركز الصحي بعد الحصول على الخدمة الطبية المطلوبة في مؤسسة حمد الطبية أولاً.
مشاركة :