انتخب البرلمان التونسي، أمس الأربعاء، في أولى جلسات انعقاده، زعيم حركة النهضة «الإخوانية» راشد الغنوشي رئيساً له، فيما أكدت مصادر مطلعة على مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، وجود أسماء ست شخصيات مرشحة بقوة لرئاسة الحكومة الجديدة أغلبها من المستقلين.وأفرزت عملية عدّ الأصوات انتخاب الغنوشي رئيساً للبرلمان ب123 صوتاً، إثر اتفاق مع الحزب الثاني «قلب تونس»، وفق ما أفادت به مصادر من داخل الحزب.وسادت حالة من البلبلة الجلسة الأولى للبرلمان، أمس، بسبب طريقة أداء اليمين الدستورية للنواب الجدد، وشهدت الجلسة احتجاجات وتحذيرات من الوقوع في مطبات سياسية وعلى رأسها إقرار ميزانية الدولة للعام المقبل.ورفض نواب الحزب الدستوري الحر أداء القسم بطريقة جماعية، وهو ما يفرضه النظام الداخلي للبرلمان، وطالب الحزب قبل جلسة أمس، بأن يكون أداء اليمين بشكل فردي. كما اعتبر الحزب الأداء الجماعي لليمين الدستوري باطلاً، بسبب غياب عدد من النواب.ورفض رئيس حركة النهضة «الإخوانية» راشد الغنوشي الذي ترأس الجلسة العامة الأولى بصفته أكبر النواب في البرلمان، قبل انتخاب رئيس جديد ونائبيه، اعتراض نواب الدستوري الحر وتجاهل نداءاتهم أثناء الجلسة ومقاطعاتهم لليمين والنشيد الوطني.وقالت رئيسة الحزب عبير موسى للصحفيين خارج قاعة الجلسة: «تم المرور إلى أداء اليمين دون التثبت من غياب النواب. الدستور ينص على أداء اليمين من قبل كل النواب، وكان على رئيس الجلسة التثبت من ذلك».وخصصت الجلسة الأولى أمس، لانتخاب رئيس البرلمان، ورشح الحزب الأول حركة النهضة الغنوشي للمنصب، كما أعلن حزب التيار الديمقراطي ترشيح القيادي غازي الشواشي. وقال الحزب الدستوري إنه رشح عبير موسى للمنصب.من جانب آخر، طالبت مجموعة من عائلات شهداء الثورة وجرحاها في وقفة احتجاجية أمام البرلمان، بضرورة إيلاء هذا الملف الأهمية التي يستحقها.ودعا المحتجون إلى الإسراع بتشكيل لجنة مستقلة لحلحلة الملف وإصدار قائمة الشهداء والجرحى كاملة؛ تمهيداً لصرف تعويضات لهم.في الأثناء، أكدت مصادر مطلعة على مفاوضات تشكيل الحكومة التونسية المقبلة، أمس، وجود أسماء ست شخصيات مرشحة بقوة لرئاسة الحكومة الجديدة أغلبها من المستقلين.وأضافت المصادر أن من بين المرشحين منجي مرزوق، خبير في تكنولوجيا الاتصالات شغل مناصب وزارية عدة، فيما كان المرشح الثاني توفيق الراجحي، وهو خبير اقتصادي يشغل منصب وزير لدى رئيس الحكومة مكلف بالإصلاحات الكبرى منذ 2016.أما فاضل عبد الكافي، فتقلد منصب وزير التنمية والاستثمار في حكومة يوسف الشاهد، واستقال بعد عام من تعيينه على خلفية قضية مالية. كما تشمل لائحة المرشحين الستة لرئاسة الحكومة الحبيب كراولي، وهو خبير اقتصادي وشخصية مستقلة.خامس المرشحين هو مروان العباسي، خبير اقتصادي يشغل مهمة محافظ للبنك المركزي التونسي، فيما شغل إلياس الفخفاخ، وهو من قياديي حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»، منصب وزير للسياحة والمالية في حكومتين سابقتين. (وكالات)
مشاركة :