وكالة الأناضول تعيد تعريف أخلاقيات الصحافة: كل رأي يخالف أردوغان تضليل

  • 11/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استعد الإعلام التركي لشنّ معركة على وسائل الإعلام الغربية والفرنسية بشكل خاص التي انتقدت سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة، وعملية “نبع السلام”، مستحضرا مصطلحات الدعاية الإعلامية الرائجة منذ الحرب العالمية حتى اليوم، بدءا من المؤامرة على تركيا ومحاربة الإسلام إلى نشر الأخبار الكاذبة ودعم الإرهابيين (الأكراد). وقالت وكالة الأناضول التركية الحكومية الأربعاء، في تقرير كتبه أقين أوزجر، بعنوان “متجاهلًا أخلاقيات الصحافة.. الإعلام الفرنسي ينشر العداء لتركيا”، إن وسائل الإعلام الفرنسية الرئيسية دأبت على نشر روح العداء ضد تركيا، بذريعة مناهضة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، معتمدة على أخبار كاذبة وفرض رقابة على الآراء المغايرة، بالتوافق مع السياسات الرسمية للدولة الفرنسية. وتماهت الوكالة في تفسير هذا الزعم بالقول إن هناك نهجا يتماشى مع الخطط المعادية لتركيا، التي رسمتها الولايات المتحدة الأميركية. وهذا النهج تتبناه وسائل الإعلام الرئيسية في الدول الاستعمارية سابقًا، مثل فرنسا والمملكة المتحدة، إضافة إلى ألمانيا، التي شهدت وقع الهزيمة في الحربين العالميتين الأولى (1914-1918) والثانية (1939-1945). ولوحظ أن وكالة الأناضول أو أيا من وسائل الإعلام التركية، لم ترد على التقارير الغربية التي تناولت الأحداث التركية الداخلية والخارجية، بشكل موضوعي، ولم تحدد بدقة الأخبار الكاذبة. كما لم تذكر وقائع أو تفاصيل تنفي التقارير والأخبار الغربية، بل اكتفت بإطلاق الاتهامات العامة والزعم بأن وسائل الإعلام الغربية تعتمد “نهجًا يستند إلى نشر أخبار كاذبة وملفقة وانتقادات تفتقر للموضوعية، إضافة إلى فرض رقابة على الآراء والأخبار التي تعمل على إيصال الحقيقة”. وبدا واضحا أن الإعلام التركي يواجه كل انتقاد لسياسة أردوغان أو أيّ خبر يتناول قضية الأكراد، على أنه مؤامرة ضد الشعب التركي وضد الإسلام “السنّي” في محاولة لكسب التعاطف العربي. الإعلام التركي يواجه كل انتقاد لأردوغان أو أي خبر عن قضية الأكراد بالادعاء أنه مؤامرة ضد الشعب التركي وضد الإسلام واعتبرت الأناضول أن المؤامرة مشتركة بين “الدول الاستعمارية”، وقالت “تعتمد وسائل الإعلام الرئيسية على ركيزتين أساسيتين في ترويج النهج الذي صاغته واشنطن، بمباركة من باريس ولندن وبرلين، ومساعيها الرامية إلى بث أخبار معادية لتركيا، بذريعة مناهضة (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان. وزعمت أن الركيزة الأولى تقوم على إظهار التعاطف مع تنظيم “ي.ب.ك/ بي.كا.كا” الذي تعتبره أنقرة إرهابيا، فيما تقوم الثانية على دعم تنظيم “كولن” المسؤول عن تنفيذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، عام 2016. مضيفة لسنوات، عملت وسائل الإعلام الفرنسية الرئيسية على تأسيس أرضية تدفع نحو معاداة تركيا، ومن هذه الوسائل: التلفزيون الفرنسي، التلفزيون الحكومي (France 2)، القناة التلفزيونية الحكومية المشتركة في كندا وسويسرا وبلجيكا ( TV5) ووكالة الصحافة الفرنسية (AFP). وذكرت الوكالة أن وسائل الإعلام تلك (الفرنسية)، عمدت حتى 7 يونيو 2015 (تاريخ الانتخابات العامة التركية)، على الترويج لمواضيع مثل: “تحول أردوغان نحو الاستبداد”، “ابتعاد تركيا في عهد أردوغان عن النهج العلماني” و”ابتعاد تركيا عن محورها الغربي”. وعمدت إلى بث أخبار تبدو في ظاهرها أنها تحمل اتهامات لأردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية، بينما هي في جوهرها تتهم تركيا بـ”النزعة إلى الإسلام والقومية التركية”، و”محاولة الترويج للعثمانية الجديدة”. وتشغل هذه المواضيع الرأي العام التركي ويتم تداولها في وسائل الإعلام المحلية، قبل الإعلام الغربي، ويستمر الكتّاب والصحافيون والمثقفون الأتراك في إثارتها على الدوام على مواقع التواصل الاجتماعي ومدوناتهم، رغم تعرضهم للملاحقة القضائية والسجن والتضييق بسبب آرائهم حولها. وتعتبر القضية الكردية من أكثر القضايا إزعاجا للسلطات التركية، ولا تدخر وكالة الأناضول ووسائل الإعلام الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية جهدا في الدعاية ضدها، فيما يتم ملاحقة الصحافيين الأتراك والأجانب وسجنهم عند تغطيتهم لأي حدث حول هذه القضية مهما كانت التغطية حيادية. وتابعت الأناضول إطلاق سهامها نحو الإعلام الفرنسي بالقول أنه أظهر دعمًا غير محدود لميليشيات “ي.ب.ك” الإرهابية، زاعما أنها “رأس حربة في الحرب على داعش”، ضمن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة. وأضافت الأناضول، لسنوات، عمدت وسائل الإعلام الفرنسية إلى بث أخبار كاذبة وأفلام وثائقية تروّج لتنظيم “ي.ب.ك”، وجناحه النسائي “ي.ب.ج”. وفي هذا الإطار، عمد أصحاب القرار في الدول الغربية على تغيير اسم “ي.ب.ك”، والترويج لاسمه الجديد “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية)؛ لصرف الأنظار عن العلاقة العضوية بين “بي.كا.كا” و” ي.ب.ك”. يذكر أن التقارير العربية والدولية والمراسلين في المنطقة خلال تغطيتهم للحرب على داعش أكدوا جميعا أن قوات “قسد” كانت الثقل الحقيقي في الحرب على داعش وحققت انتصارات كبيرة حتى هزيمة التنظيم المتطرف، ونتيجة ذلك خسرت أيضا الكثير من جنودها. وعلّق صحافي فرنسي من أصول عربية، على مزاعم الأناضول، قائلا إن الصحافة الفرنسية تخضع لمعايير مهنية وتستند إلى حساسية عالية في ما تنشره على وقائع مدعمة بالمصادر. وأضاف في تصريح لـ”العرب” “أن هذه الصحافة هي جزء من المشهد السياسي والثقافي الفرنسي الذي لا يحبذ السياسات التي تعتمدها تركيا تحت رئاسة رجب طيب أردوغان، لاسيما تلك التي تتعلق بمواقف أنقرة من دول الاتحاد الأوروبي، أو تلك المرتبطة بتهديدات أردوغان بفتح أبواب الهجرة أمام الملايين من المهاجرين للتوجه إلى أوروبا”. وخلص مراقبون للإعلام الفرنسي إلى أن الصحافة الفرنسية هي مرآة لموقف البلد بحكومته ونخبه، وأن تغيّر سلوك تركيا وانفتاحها على فرنسا وأوروبا وتخلّيها عن انتهاج خيارات قومية ودينية مستفزة، من شأنه أن يؤسس لتحولات إيجابية في الموقف الفرنسي العام، وهو أمر ستلاحظه الصحافة الفرنسية وتسلط المجهر على عوامله. وتعتمد الصحافة الفرنسية في مقارباتها بشأن تركيا على المواقف الرسمية التي تصدر عن رجالات الدولة الفرنسية ومسؤوليها لاسيما العاملين في شؤون السياسة الخارجية، وتتأثر بالأجواء الأوروبية العامة في هذا الصدد. ويتحفظ الموقف الفرنسي على مسألة عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي وأنه كان دائماً متحالفاً مع الأكراد في المنطقة. وموقف باريس بشأن الأكراد في سوريا لا يختلف عن موقف الإدارات الفرنسية السابقة حيال الأكراد في العراق في دعم توفير الحماية لهم.

مشاركة :