غوغل تدخل السباق نحو سوق الرعاية الصحية

  • 11/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت آخر تحركات لشركة غوغل الأميركية العملاقة المتخصصة في صناعة الإلكترونيات عن انقلاب كبير في قواعد المنافسة بين عمالقة وادي السيليكون على سوق الرعاية الصحية بالولايات المتحدة. وأكدت مصادر مطلعة مؤخرا أن الشركة دخلت منذ أشهر في مشروع سري مع أحد أكبر أنظمة الرعاية لجمع المعلومات الصحية الشخصية التفصيلية للملايين من الأميركيين في 21 ولاية. ومن الواضح أن هذه المبادرة، التي أُطلق عليها اسم “مشروع العندليب”، هي الأكبر في سلسلة جهود يبذلها عمالقة وادي السيليكون للوصول إلى بيانات الصحة الشخصية وإنشاء موطئ قدم في صناعة الرعاية الصحية الضخمة. وتوفر التكنولوجيا الحديثة الوقت والمال، حيث يؤكد محللون أن دخول شركات مثل غوغل على الخط بهدف تطوير قطاع الصحة سيخفّض من معدلات الإنفاق السنوية في الموازنة الفيدرالية الأميركية، وسيفتح الأبواب أمام زيادة زخم الاستثمار. وتشير المعلومات إلى أن كبرى شركات التكنولوجيا، وفي مقدمتها أمازون وأبل ومايكروسوفت تقدم نشاط الرعاية الصحية، وقد قطعت أمازون شوطا كبيرا في هذا المضمار وأظهرت وثائق نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن غوغل بدأت في العمل على المشروع العام الماضي مع شركة اسينيشن، التي تتخذ من سانت لويس مقرا لها، وهي تعد ثاني أكبر نظام صحي في الولايات المتحدة. وتشمل البيانات المشاركة في البرنامج بين غوغل واسينيشن نتائج المختبرات وتشخيصات الأطباء وسجلات الاستشفاء، وتصل إلى سجل صحي كامل، بما في ذلك أسماء المرضى وتواريخ ميلادهم وغيرها. ونسبت الصحيفة لمصدر من غوغل، لم تذكر هويته، قوله إن “المشروع متوافق تماما مع قانون الصحة الفيدرالي ويتضمن حماية قوية لبيانات المرضى”. ويتيح قانون قابلية التأمين الصحي والمساءلة لعام 1996 للمستشفيات، بمشاركة البيانات مع الشركاء التجاريين دون إخبار المرضى، طالما كانت المعلومات تُستخدم فقط لمساعدة الكيان المشمول في الاضطلاع بوظائف الرعاية الصحية. وفي ضوء ذلك، من المفترض أن تستخدم غوغل جزءا من البيانات المتاح الوصول إليها لتصميم برنامج جديد يعتمد الذكاء الاصطناعي. ويؤكد خبراء أن التغييرات في أنظمة الرعاية لن تطال الخدمات فقط، بل ستتعدى حاجات المستهلك، لتقدم أجهزة المراقبة الإلكترونية الشخصية لهم معلومات يمكن الاستفادة منها. والهدف النهائي منه هو إنشاء أداة بحث لتجميع بيانات المرضى المختلفة واستضافتها كلها في مكان واحد. ويجري تطوير المشروع في قسم غوغل السحابي، المنافس لأقسام مماثلة في أمازون ومايكروسوفت في الحصة السوقية. وكان ساندر بيتشاي الرئيس التنفيذي لغوغل قد ذكر مرارا هذا العام بأن إيجاد مجالات نمو جديدة للسحابة يمثل أولوية بالنسبة للشركة. وسيتمكن 150 موظفا من غوغل يعملون في قسم العلوم البحثية للشركة الأميركية، الذي يعدّ من أكبر الإنجازات، التي حققتها من الوصول إلى معلومات المرضى في الولايات المشمولة بالبرنامج. وعيّنت غوغل العشرات من المهندسين للمشروع ولم تفرض رسوما على العمل لأنها تأمل في استخدام الإطار لبيع منتجات مماثلة للأنظمة الصحية الأخرى. وأظهر تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نشر الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تصدّرت الدول بالإنفاق على الصحة العام الماضي، حيث وصل إلى 16.9 بالمئة من الناتج المحلي الفيدرالي الإجمالي البالغ 20.4 تريليون دولار. ومن المتوقّع نمو الإنفاق الصحي ليصل إلى نحو 20 بالمئة من الناتج المحلي الفيدرالي الإجمالي بحلول العام 2025، وهو ما يجعله أحد أهم الأسواق لغوغل في أقوى اقتصاد في العالم. وتقول شركة ديلويت للاستشارات إن التكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية سيكون لها دور كبير من خلال إحداث التحول المطلوب، خاصة من خلال أنظمة التشخيص والعلاج التي تتم عن بعد وحتى من خلال الأجهزة الذكية القابلة للارتداء. وعززت أمازون موقعها في سوق الرعاية الصحية خلال سبتمبر الماضي بإطلاق تطبيق بالتعاون مع مجموعة وازيزس الطبية لتقديم خدمات لموظفي عملاق التجارة الرقمية. وسبق أن استحوذت أمازون على الصيدلية الإلكترونية بيل باك، كما قامت مطلع العام الجاري بمشاركة 6 منظمات للرعاية الصحية تهتم بتطوير مهارات المُساعد الصوتي أليكسا لإدارة معلومات المرضى. كما عقدت صفقة مع شركة التأمين بريكشير هيلثواي ومصرف جي.بي مورغان بهدف تأسيس كيان طبي، في خطوة تؤكد المساعي إلى مكافحة ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.

مشاركة :